سادت حالة من الشلل والفوضى والاضطرابات في فرنسا، لليوم الثاني على التوالي، ما أدى لتعطيل قطاع النقل وجزء كبير من المواصلات، وبقاء عشرات المدارس مغلقة.
ودعت النقابات الفرنسية إلى يوم جديد من الاضرابات والاحتجاجات التي بدأتها، ضد إصلاحات تسعى الحكومة الفرنسية للقيام بها، فيما يتعلق بنظام التقاعد.
فوضى في مستشفيات فرنسا
ونفس وضع الفوضى شهدته منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، بعض الإدارات والمستشفيات في كامل فرنسا.
وقال كاترين بيريه، المتحدثة باسم إحدى أكبر المنظمات النقابية في فرنسا: “الحكومة فشلت في تقدير الاستياء الشعبي، ومن الأفضل لها أن تسرع في تقديم بعض الإجابات”.
كان نحو مليون ونصف مليون فرنسي تظاهروا -أمس- بحسب منظمي الاحتجاجات.
اصلاح نظام التقاعد
وأعلنت النقابات العمالية التي دعت إلى هذا الإضراب العام احتجاجًا على اصلاح نظام التقاعد في البلاد، أنها لن تتراجع عن شل أكبر قدر من القطاعات حتى يتراجع الرئيس إيمانويل ماكرون عن القرار.
وألغت شركة النقل عبر السكك الحديدية “سيه أن سيه أف”، الجمعة، أغلب القطارات المتجهة والقادمة من باريس في ساعة الذروة.
شلل في حركة النقل
وأغلقت شركة مترو باريس 10 خطوط من أصل 16 خطاً، بينما كانت الخدمات الأخرى محدودة.
أما في الطرق فقد سببت هذه الحركة الاحتجاجية اختناقات مرورية كبيرة وانسدادات، طالت الطرق السريعة، وبلغ امتدادها في باريس أكثر من 350 كيلومتراً.
وقرر عمال السكك الحديدية تمديد إضرابهم الجمعة، بينما قالت النقابات في شركة تشغيل الحافلات والمترو في باريس أر أي تي بي، إن إضرابها سيستمر حتى يوم الإثنين.
وشهدت فرنسا شللًا مع إضراب عمال النقل والمعلمون والأطباء والشرطة ورجال الإطفاء وموظفو الخدمة العمومية.
أعمال شغب في باريس
واندلعت بعض أعمال الشغب في العاصمة باريس ونانت وليون، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين كما تم اعتقال عشرات الأشخاص.
ويصطدم ماكرون الذي وعد بفتح اقتصاد فرنسا شديد التنظيم بالنقابات العمالية القوية، التي تقول إنه مستعد لتفكيك نظام حماية العمال.
ويريد ماكرون تبسيط نظام التقاعد “غير العملي” في فرنسا، والذي يضم أكثر من 40 خطة مختلفة.
وقال ماكرون إن النظام غير عادل ومكلف للغاية، وسيتعين على الفرنسيين العمل لفترة أطول، رغم أنه يبدو متردداً في رفع سن التقاعد المحدد بـ 62 عاماً.