شهدت السوق العالمية للذهب، خلال الأسبوع الماضي، أكبر قدر من التقلبات منذ منتصف أغسطس 2020، بعد أن سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى قياسي سابق له، فيما توجهت أسعار الذهب، قبيل عطلة نهاية الأسبوع، إلى انخفاض يزيد عن 3%، مع تأرجح قدرُه 141 دولارًا.
بينما انخفض سعر الذهب، قبيل نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة حركة بيع واسعة، وبدأ الأسبوع الجديد حالة من الترقب ستضع الذهب عند مستوى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم بين 1959 و 2150 دولارًا للأوقية، بينما ينشد المشترون عودة السعر عند مستوى دعم 1980 دولارًا للأوقية.
قال هاني ميلاد جيد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن الأسواق العالمية تترقب أسبوعًا مهمًّا سيحدد اتجاه أسعار الذهب حتى نهاية العام الحالي، فالأسبوع المقبل بمثابة اختبار مهم لسوق الذهب، بالإضافة إلى انتظار نتائج قرارات السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
تترقب الأسواق التوقعات الاقتصادية المحدَّثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي والمعروفة باسم مخطط النقاط، وقرارات بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، ومؤشر أسعار المستهلك الأمريكي.
وبينما يكون الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء، الأسبوع المقبل، سيصدر بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي قرارات السياسة النقدية، مع توقع الأسواق أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير.
ومع ذلك لا يزال المستثمرون في ترقب لمعرفة ما إذا كان هناك تحول في تحيزات البنوك المركزية التشديدية، لتوقع التوجه الجديد لأسواق الذهب.
ويرى ميلاد أن الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسواق وعمليات البيع اللاحقة لم تكن مفيدة لحركة أسعار الذهب على المدى الطويل، إلا أن تخفيض أسعار الفائدة المحتمل في عام 2024 قد يحافظ على الأسعار عند مستوى أقل من 2050 دولارًا للأونصة على المدى القريب.
في التحديث الأخير للتوقعات الاقتصادية المحدَّثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، الصادر في سبتمبر، أشار المركزي إلى أنه لا يرى سوى تخفيضين محتملين بأسعار الفائدة خلال عام 2024. ومع ذلك تتوقع الأسواق احتمالًا بنسبة 60% تقريبًا أن يأتي التخفيض الأول في مارس المقبل، بما سيحرك الأسعار العالمية إلى ارتفاعات جديدة.
من جانبه يرى لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب، أن حركات البيع، التي شهدتها الأسواق، خلال الأسبوع الماضي، وتحسن مؤشرات أداء الاقتصاد الأمريكي وتقرير بيانات التوظيف الصادر يوم الجمعة- والتي أظهرت نجاح الاقتصاد الأمريكي في خلق 199 ألف وظيفة الشهر الماضي، متجاوزًا التوقعات وخفض معدل البطالة إلى 3.7%، مقارنة بـ3.9% في أكتوبر.
كما أن السياسة المتشددة للفيدرالي، عبر التصريحات المستمرة للتمسك باستخدام أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم الجامح، ستخلق أسواقًا متقلبة خلال الأسبوع الحالي.
وأضاف أنه على الرغم من أن أسعار الذهب قد تواجه صعوبات، الأسبوع المقبل، فإن السوق لا تزال في حالة جيدة، فالارتفاع التاريخي الذي حققه الذهب، الأسبوع الماضي، يُظهر مدى الإمكانات التي يتمتع بها المعدن الثمين عند وجود ظروف مناسبة بالأسواق.
وأشار المنيب إلى أنه من المتوقع أن تنخفض الأسعار العالمية، خلال الأسبوع الحالي، نتيجة حالة الترقب ومحاولات استقراء التحرك المستقبلي للأسواق.