عندما تسمع اسم شعبان عبدالرحيم تتذكر هيئة رجل يرتدي ملابس غليظة النقوش زاهية الألوان .. مطرب شعبي عاش طوال مسيرته الفنية يستخدم لحنا واحدا مع كل أغنياته التي تنتهي كلها بلزمة واحدة وهي “إيييييه” .. اعتاد هو ورفيقه المؤلف إسلام خليل – التماس مع القضايا السياسية المطروحة على الساحتين المحلية والعربية، وهو التوجه الذي بدأه بأغنية “بكره إسرائيل”، ثم “أمريكا يا أمريكا”.. وفى عام 2014 أطلق أغنية بعنوان “بنحب السيسي”، أما آخر أغنياته من هذه النوعية فهى “الشعب المصرى وجيشه إيد واحدة بجد بجد”، التي تهكم فيها على الممثل محمد على.
“شعبولا” ـ كما أطلق عليه الفنان سمير غانم فى المسرحيات التي اشترك معه فيها – أعلن بصراحة أنه كان “مكوجي رجل”، يكسب قوت يومه من عمله البسيط، كما أنه كان يغني في الأفراح الشعبية في منطقة بولاق الدكرور، ليصبح فيما بعد ظاهرة اتفق معها البعض واختلف معها آخرون.
بدايات شعبان عبد الرحيم
قدم عبد الرحيم أولي ألبوماته وهو “شعبان فوق الصفر” عام 1986، وكان من إنتاج عبد اللطيف سوبر وهو الرجل الذي اقتنع بموهبة شعبولا، وترك مهنة بيع شرائط الكاسيت ليصبح منتجا لهذا الشريط، والشركة حملت اسم “سوبر للإنتاج والتوزيع الفني” ومقرها بولاق الدكرور ، وقام بإنتاج الألبوم بـ 100 جنيه.
وكانت أشهر أغنيات هذا الألبوم “أحمد حلمى أتجوز عايدة” تبدأ بموال ثم الأغنية كباقي الأغانى الشعبية فى تلك الفترة كما هو حال المطربين الشعبيين الجدد فى الإقتداء بأغانى أحمد عدوية.
كما تضمن الألبوم أغانى منها “هو وهى”، و”ابعت مرسال”، و”مجاريح”، “موال حبيبي لما بعد”.
إسلام خليل مؤلف عبد الرحيم الخاص
لم يقتصر دور إسلام خليل على كونه مؤلف اغاني شعبان عبد الرحيم الخاص لسنوات طويلة، ولكنه أيضا كان السبب في دخول عبد الرحيم لعالم الأغاني السياسية بطريقته الخاصة ولحنه المنفرد، فـ”شعبولا” لم يكن يجيد القراءة والكتابة ، لكنه مع ذلك تفاعل مع القضايا السياسية بأغنيات تتواءم مع تطورات الأحداث بالوطن العربي، ويرجع الفضل فيها لاسلام خليل.
كما كان خليل أيضا هو الشخص الذي اختاره عبد الرحيم ليحكي له مذكراته لكتابتها وصياغتها، وهي المذكرات التي لم تخرج للنور، ووافته المنية قبل نشرها.
عبد الرحيم مطرب شعبي بنكهة سياسية
من أشهر هذه أغنيات عبد الرحيم التي عرفته مع الجمهور بصفته مغنيا شعبيا بنكهة سياسية فطرية أغنية “أنا بكره إسرائيل” ، التى استوحاها من أحداث الانتفاضة الفلسطينية ومقتل الطفل محمد الدرة، والتى أثارت ردود فعل كبيرة محليا وعربيا، وعلقت عليها العديد من وكالات الأنباء العالمية، وكذلك أغنية “أنا بحب اليمن”، وبعد ثورة 30 يونيو غني “بحب السيسي” وغيرها من الأغنيات الاخري.
داوود عبد السيد يعطي الفرصة الحقيقية لعبد الرحيم في السينما
رغم أن شعبان عبد الرحيم شارك في فيلمين فقط هما: “مواطن ومخبر وحرامي” و”فلاح فى الكونجرس” فإن الفيلم الأول كان هو الفرصة الأهم التي أتيحت له من قبل واحد من أشهر مخرجي السينما في مصر، وهو داوود عبد السيد، و كانت فرصة ليقدم دورًا حقيقيًا يضيف لرصيده الفني.
أما الفيلم الثاني فبرغم كونه قد لعب بطولته، إلا أنه فشل ولم يحقق آي نجاح، كما شارك في بعض المسلسلات منها “شريف ونص” ومسلسل “تامر وشوقية”.
وقام الفنان سمير غانم بالتعاون مع شعبان عبد الرحيم فى كثير من المسرحيات أشهرها: “دو ري مي فاصوليا”، وسافرا معا للعديد من الدول العربية لتقديم هذه المسرحيات، وكان بينهم كوميديا مشتركة في كثير من مشاهد هذه المسرحيات.