قالت وحدة أبحاث شركة “شعاع كابيتال” المالية إن انحفاض أسعار الفائدة وعودتها إلى المعدلات الطبيعية من خلال دورة التيسير النقدي لن تؤدي- أو على الأقل لا ينبغي أن تؤدي- إلى تراجع ربحية قطاع البنوك بشكل كامل.
وأكدت “شعاع” في ورقة بحثية وصلت “المال”، أن هناك 4 عوامل تحدد مدى تأثير انخفاض الفائدة على دخل البنك من العائد، تمثل العامل الأول منها في سرعة دورة التيسير النقدي.
أوضحت: “كلما كان انخفض أسعار الفائدة بوتيرة أعلى، قد يؤدي الأمر إلى ضغط عائد البنوك بشكل أكثر”.
أما العامل الثاني فتضمن معدل تكرار إعادة تسعير الأصول إذ إن البنوك التي تحظى بتعرُض كبير تجاه التمويل قصير الأجل ستتضرر من جراء الخفض المتتالي لأسعار الفائدة، إذ إن أصولها المُدرة للعائد يُعاد تسعيرها بوتيرة أسرع من غيرها، على الجانب الآخر؛ البنوك التي يُعاد تسعير أصولها بوتيرة أقل ستكون في وضع أفضل.
وترى الورقة البحثية لشعاع أن نمو حجم الإقراض يعد عاملا مهما إذ تقوم البنوك بتعويض ضعف العائد من خلال زيادة أنشطة الإقراض، وبالتالي زيادة معدلات التوظيف.
وأضافت: “هيكل استحقاقات الودائع أحد العوامل ولأن البنوك تعتبر أيضًا من المقترضين، فهي تميل إلى جني ثمار خفض أسعار الفائدة، فعلى النقيض من النقطة الثالثة، كلما تم إعادة تسعير ودائع البنك بوتيرة أسرع، كلما استفاد البنك أكثر من خفض أسعار الفائدة”.
وقالت إن بعد خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في فبراير الماضي، كان من المتوقع أن يتحسن أداء العديد من القطاعات، وذلك بفضل انخفاض تكاليف التمويل في بعض القطاعات ذات المديونية العالية، بجانب توقعات تحفيز الطلب على السلع الرأسمالية.
وحللت “شعاع” هيكل استحقاقات ودائع 9 بنوك مدرجة بالبورصة المصرية باستخدام نتائج أعمال 2018، ولوحظ أن متوسط نسبة الودائع التي يُعاد تسعيرها خلال عام تقارب 61%.
وترى الورقة البحثية أن أسعار الفائدة المنخفضة ستسهم في خفض تكلفة الودائع المرتفعة للبنوك التي تحظى بهيكل استحقاقات أكثر استعدادًا لدورة التيسير النقدي.
وقالت إن 4 بنوك لديها ودائع فوق المتوسط يتم إعادة تقييمها على المدى القصير، وهي البنك التجاري الدولي، وبنك قطر الوطني، وبنك البركة مصر، وبنك قناة السويس، أي إنها ستستفيد من انخفاض الفائدة أكثر من نظيراتها.
من ناحية أخرى، كانت البنوك التي لديها أكبر حجم ودائع بدون عائد مدفوع عليها بالنسبة إلى إجمالي ودائعها هي بنك التعمير والإسكان وبنك CIEB.