تخطط شركة “مرسيدس” لبناء شبكة عالمية تضم 10 آلاف شاحن فائق السرعة للسيارات الكهربائية في إطار الجهود التي تبذلها شركات صناعة السيارات التقليدية لمنافسة شركة “تسلا” الرائدة في مجال السيارات الكهربائية.
يُرتقب أن تباشر “مرسيدس” بناء المحطات الأولى هذا العام في أميركا الشمالية، لتتوسع لاحقاً إلى أوروبا والصين، حسبما ذكرت الشركة يوم الخميس. قد تصل قدرة المحطات على توفير الطاقة كهربائية للسيارات إلى نحو 350 كيلوواط، ما يكفي لقطع السيارة 20 ميلاً إضافياً في الدقيقة.
تمتلك “تسلا” أكثر من 40 ألف شاحن فائق السرعة، وعادةً ما توفر محطات “في 3” (V3) الخاصة بها على ما يصل إلى 250 كيلوواط.
“يستحق عملاؤنا خوض تجربة شحن مقنعة تُسهل عملية امتلاك سيارة كهربائية والسفر لمسافات طويلة”، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة “مرسيدس” أولا كالينيوس، مُضيفاً: “لا يمكننا مراقبة ماذا يحدث وانتظار بناء هذه المحطات دون التحرك”.
خطط إنفاق شركة مرسيدس
يرتبط هذا الإقبال الشديد على بناء المحطات، ارتباطاً وثيقاً بسعي “مرسيدس” لإنفاق أكثر من 40 مليار يورو (42.5 مليار دولار) لكهربة سياراتها وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول نهاية هذا العقد حتى النصف مقارنةً بمستويات 2018. وقد تستفيد الشركة الألمانية من الدعم المقدم في الولايات المتحدة، حيث أعلنت إدارة “بايدن” عن تقديم مبلغ بقيمة 7.5 مليار دولار لإضافة 500 ألف شاحن للسيارات في البلاد، كما تضغط دول في أوروبا لتوفير مثل هذه البنية التحتية للمساعدة في التحول بعيداً عن محركات الاحتراق الداخلي.
يُرجح أن تبني “مرسيدس” هذه الشبكة بالشراكة مع عدد من الشركاء، بما في ذلك شركة “إم إن 8” للطاقة الشمسية . ستوزع المحطات بالقرب من المدن الرئيسية والطرق السريعة. وقد يزيد الاستثمار في الولايات المتحدة، قليلاً عن مليار يورو على مدى السنوات الست إلى السبع المقبلة، وفقاً لما قالته “مرسيدس”، مع تقاسم شركة صناعة السيارات وشركة “إم إن 8” التكلفة فيما بينهما. وبحلول نهاية تلك الفترة كحد أقصى، تتوقع شركة صناعة السيارات أن تعود هذه العملية بالأرباح.
سيارات ذات هامش ربح مرتفع
تحول تركيز “مرسيدس” صوب إنتاج سيارات ذات هامش ربح مرتفع للمساعدة في دفع تكاليف تحولها إلى المركبات الكهربائية، حيث تخطط الشركة لخفض إنتاجها من السيارات ذات المستوى الابتدائي، وتركيز استثمارها على إنتاج الموديلات المتميزة مثل سيارة “إس كلاس” (S-Class) الرائدة وسيارة “جي كلاس ” (G-Class) الرياضية الفاخرة.
في هذا الإطار، أشارت “مرسيدس” إلى أن تطوير شبكة الشحن الخاصة بها سيدعم استراتيجية الرفاهية أولاً. في حين سيكون باستطاعة سائقي السيارات المنافسة الاستفادة من أجهزة الشحن، إلا أن عملاء شركة “مرسيدس” سيتمتعون بالأولوية لاستخدامها، تجنباً للانتظار.