يسعى عملاق النفط الإيطالي “إيني” لإبقاء خيارات شراء الغاز الروسي قائمة، بفتح حسابات بالروبل، وسط عدم اليقين بشأن العقوبات على روسيا.
وذلك في الوقت الذي طلب فيه الاتحاد الأوروبي من الشركات عدم دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.
ووفقا لـ”بلومبرج”، تستعد شركة إيني الإيطالية للطاقة لفتح حسابات بالروبل في غازبروم بنك، بما يسمح لها بالامتثال المحتمل للمطالب الروسية بضرورة دفع ثمن الغاز بالعملة المحلية، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
ونقلت “بلومبرج” اليوم الأربعاء عن مصادر مطلعة قولها إن هذه الخطوة احترازية، حيث تسعى “إيني” لمزيد من التوجيه من الحكومة الإيطالية والسلطات الأوروبية بشأن ما إذا كانت – وتحت أي شروط – قد تستخدم الحسابات لشراء الغاز الروسي.
وامتنع متحدث باسم شركة “إيني” عن التعليق على تقرير بلومبرج.
وفي سياق متصل، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، الشركات من الانصياع لمطالب روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل، قائلة إن القيام بذلك يعد انتهاكًا للعقوبات.
ومن المقرر اختبار قدرة أوروبا على الحفاظ على جبهة موحدة ضد موسكو في الأسابيع المقبلة، حيث يتعين على الدول أن تقرر ما إذا كانت ستقبل مطالب فلاديمير بوتين أو المخاطرة باضطرارها إلى تقنين الغاز في الداخل.
الوحدة الأوروبية بدأت في التآكل
وقد تكون هذه الوحدة قد بدأت بالفعل في التآكل. فوفقًا لشخص مقرب من شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم”، سدد أربعة مشترين أوروبيين مدفوعات الغاز بالروبل الروسي، كما تم فتح 10 حسابات في “غازبروم بنك” واللازمة لتلبية متطلبات الدفع الجديدة.
قال الأشخاص المطلعون إن “إيني” لم تستخدم الآلية الجديدة، ولم تدفع إلا باليورو حتى الآن. لكن الجولة التالية من الدفعات ليست مستحقة حتى النصف الثاني من شهر مايو.
اجتماع أوروبي طارئ
قالت وزيرة الطاقة والبيئة الفرنسية باربرا بومبيلي اليوم الأربعاء إن فرنسا ستستضيف اجتماعا لوزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في الثاني من مايو المقبل لمناقشة كيفية التعامل مع قرار روسيا وقف إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا.
وأضافت بومبيلي في تدوينة على تويتر “في ضوء وقف تسليمات الغاز الروسي إلى بولندا وبلغاريا، يحتاج الأوروبيون إلى البقاء متحدين وإظهار التضامن فيما بينهم. سأنظم لقاء بعد ظهر الاثنين مع نظرائي لاجتماع خاص مع وزراء الاتحاد الأوروبي المسؤولين عن الطاقة.”
وأوقف عملاق الغاز الروسي جازبروم إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا اليوم بسبب رفضهما الدفع بالروبل، في تصعيد لحرب اقتصادية مع أوروبا ردا على عقوبات فرضها الغرب على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
بدائل الغاز الروسي
وقال الاتحاد الأوروبي إن الدفع بالروبل يخالف العقوبات. لكن الشركات تواصل البحث عن حلول، وأصدرت الكتلة مبادئ توجيهية يبدو أنها تشجع ذلك.
ووفقا لسؤال وجواب، صادر عن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، عن ضرورة أن تستمر الشركات الأوروبية في الدفع باليورو مقابل الغاز الروسي، أشار الاتحاد إلى أن المرسوم الروسي لا يستبعد الإعفاءات. وأبلغ الشركات أن تسعى للحصول على تأكيد من موسكو بأن الدفع باليورو لا يزال ممكنا.
وقال الأشخاص المطلعون إن إيني تريد المزيد من الوضوح بشأن المبادئ التوجيهية وستلتزم بالعقوبات.
وقالت شركة “يونيبر إس إي” (المشتري الألماني الضخم للغاز الروسي)، إنها تعتقد أن بإمكانها الاستمرار في الشراء دون انتهاك العقوبات.
إلى ذلك، امتنعت شركة جازبروم الروسية عن التعقيب على تقرير لبلومبرج بأن عشر شركات أوروبية فتحت حسابات لدى مصرف جازبروم بنك لتلبية مطالب روسيا للدفع بالروبل مقابل الغاز.
فتح حسابات لدى جازبروم
وقال تقرير بلومبرج إن عشر شركات أوروبية فتحت بالفعل حسابات لدى جازبروم بنك مطلوبة لتلبية مطالب روسيا للدفع.
وقال أيضا إن أربعة مشترين أوروبيين للغاز دفعوا بالفعل بالروبل مقابل إمدادات من الغاز، مثلما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب مصدر قريب من عملاق الغاز الروسي جازبروم.
وامتنعت جازبروم أيضا عن التعقيب على ذلك.
تحصل إيطاليا على حوالي 40٪ من احتياجاتها من الغاز من روسيا، على الرغم من أن رئيس الوزراء ماريو دراجي كان يجوب العالم بحثًا عن بدائل، وأبرم اتفاقيات جديدة مع الموردين خاصة في شمال إفريقيا.