أقدمت شركة أبل على تمرير زيادات كبيرة على أسعار منتجاتها في أوروبا وآسيا في خطوة لحماية هوامش أرباحها، مع تراجع العديد من العملات الرئيسية مقابل الدولار الأميركي، وفقا لوكالة بلومبرج.
أبلغت الشركة المطورين في رسالة أن العملاء في الدول التي تستخدم اليورو، بالإضافة إلى العملاء في السويد واليابان وكوريا الجنوبية وتشيلي ومصر وماليزيا وباكستان وفيتنام سيلاحظون الارتفاع في الأسعار ابتداءً من 5 أكتوبر.
وقالت “أبل” إن رفع الأسعار في فيتنام يأتي أيضاً عقب قوانين جديدة تتعلق بالتحصيل الضريبي، دون أن تخوض في أسباب رفع الأسعار في الدول الأخرى.
الدولار القوي
يُعدّ الدولار القوي، على الأرجح، هو الدافع الرئيسي لهذا الارتفاع. ففي اليابان، ستزيد الأسعار بما يصل إلى نحو 30%، وهو ارتفاع ملحوظ يلي التدني الكبير الذي سجله الين الياباني هذا العام.
كانت “أبل” سبق وأن رفعت خلال الصيف أسعار أجهزة “ماك” و”أيفون” و”أيباد” من أجل التعويض عن التفاوت في العملة.
وكان اليورو واجه مصيراً مشابهاً، حيث يُتداول حالياً بسعر مساو تقريباً للدولار الأميركي، وسط مؤشرات بأنه سيتعرض إلى تراجع إضافي.
قال المحلل لدى شركة “كانتان غايمز” سيركان توتو في طوكيو “إنها ليست المرة الأولى التي تعدّل فيها أبل أسعار متجرها، ولكن هذه الزيادة كبيرة جداً”.
وأضاف: “من المحتم أن يشعر بهذا الارتفاع مطورو التطبيقات والألعاب في الأسواق المعنية. وسيتردد الناس أكثر من أي وقت مضى في القيام بعمليات شراء داخل التطبيقات وقد يضطر المطورون للجوء إلى وسائل مبتكرة أكثر فيما خص تحديد الأسعار في المستقبل”.
اقتصاد متعثر
كان مطورو التطبيقات سبق أن زادوا الأسعار خلال العام الماضي، بحسب دراسة مستقلة. وارتفع معدل سعر عمليات الشراء داخل التطبيقات بنسبة 40% في شهر يوليو، مقارنة بالشهر نفسه في عام 2021، بحسب تقديرات الشركة الاستشارية “أبتوبيا.”
وقالت “أبل” إنه بموجب إطارها الجديد، سيتمكن المطورون من الحفاظ على مستويات الأسعار الحالية بالنسبة للمشتركين الحاليين بأي خدمات اشتراك يقدّمونها.
يُعدّ متجر “أبل” أحد أكبر مصادر الإيرادات للشركة التي تتخذ من كوبيرتينو في كاليفورنيا مقراً لها.
هوامش أرباح شركة أبل
وكانت “أبل” التي طرحت جهاز “أيفون 14” الجديد حول العالم هذا الشهر أعلنت عن إيرادات من الخدمات كادت لا تبلغ التوقعات في الربع الذي انتهى في شهر يونيو.
وأقرّ الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك في مقابلة مع إيميلي تشانغ من تلفزيون “بلومبرج” أن الشركة تتعامل مع “بعض التباين” وتباطؤ اقتصادي، لكنه يتوقع أن تتحسن الإيرادات مجدداً في الربع الرابع.
وعلى الرغم من أن أداء “أبل” أفضل من بعض نظرائها شركات التكنولوجيا الأخرى، إلا أن الشركة تتصرف بحذر أكثر كونها تواجه اقتصاداً متعثراً.
وتخطط الشركة الصانعة لجهاز “أيفون” لإبطاء التوظيف والإنفاق في عام 2023، بحسب “بلومبرج نيوز”.