أظهرت بعض المؤشرات المبدئية تجنّب شركات ناقلات النفط إرسال سفنها لشحن حمولات الخام من ميناء روسي رئيسي في آسيا بعد عقوبات مجموعة الدول السبع التي تستهدف عائدات موسكو النفطية.
لم يُسمح لمشتري الشحنات من روسيا، منذ 5 ديسمبر، بالحصول على خدمات التأمين إلى جانب مجموعة من الخدمات التجارية الحيوية إلا إذا التزموا بدفع 60 دولارًا للبرميل أو أقل، حيث تتجاوز أسعار شحنات خام “إسبو” من ميناء كوزمينو الآسيوي السعر المحدد بـحوالي 10 دولارات، مما ينذر بضرورة إجراء بعض الترتيبات.
شركات ناقلات النفط
منذ فرض سقف الأسعار، شهدت شحنات خام “إسبو”، الذي يعني الأحرف الأولى من اسم خط الأنابيب الناقل للنفط من شرق سيبيريا إلى المحيط الهادئ، تراجعاً في عمليات التحميل إلى نحو نصف المعدلات التي بلغتها خلال الشهر السابق، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها “بلومبرغ”. في المقابل، تتدفق حمولات خام الأورال، وهو درجة خام أكبر بكثير تُصدّر من غرب روسيا، بحرية إلى العملاء في آسيا، وذلك بفضل تراجع أسعارها إلى ما دون عتبة 60 دولاراً قبل أسابيع قليلة من إقرارها.
وبدا أنَّ الناقلات تبتعد عن الموانئ الآسيوية. وخلال الأيام العشرة منذ بدء الإجراءات، تم تحميل 4.4 مليون برميل نفطي على متن ناقلات في كوزمينو، كما أظهرت بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها “بلومبرغ”، مما يدل على تراجع الشحنات، حيث تم تحميل حوالي 8.8 مليون برميل في الفترة نفسها من الشهر السابق.
أفاد الأشخاص المشاركون في تداول خام “إسبو” أنَّه من السابق لأوانه أن يكونوا واثقين من أنَّ التراجع الملحوظ في التدفقات يعكس أمراً هيكلياً. ومع ذلك؛ على الرغم من أنَّ أحوال الطقس لم تكن سيئة، لا يبدو أنَّ هناك عدداً من السفن المرشحة لشحن الحملات خلال الأسابيع القليلة المقبلة. غالباً ما تشهد بيانات تتبع الناقلات تقلباً، اعتماداً على توقيت تحميل الشحنات، وتوقيت مجيء وذهاب الناقلات الفردية.
كبار أصحاب السفن
ذكر سماسرة السفن والتجار أيضاً أنَّ هناك علامات تدل على مدى سعي بائعي خام “إسبو” إلى تأمين ناقلات لشحن الحملات التي تتجاوز أسعارها 60 دولاراً للبرميل.
كما تراجعت شركتان من الشركات المشاركة في نقل خام “إسبو” منذ 5 ديسمبر، وهما شركتا ” كوسكو شيبينغ” ( China Cosco (Shipping Corp الصينية و”أفين إنترناشيونال” ( Avin International Ltd)، التي تتخذ من اليونان مقراً لها، وفقاً لسماسرة السفن. ولم ترد الشركتان على رسائل البريد الإلكتروني لطلب التعليق.
أشارت الشركتان إلى أنَّ غيابهما تسبّب في إخراج خمس ناقلات على الأقل من مجموعة السفن العادية التي تنقل هذه الحمولات، مما يدفع بمستأجري السفن إلى التعامل مع شركات مستقلة أصغر، ما تزال على استعداد للخوض في هذه التجارة. في حال استمرار مواجهة المستأجرين لرياح معاكسة مع حجز الناقلات؛ قد ينعكس ذلك في عرقلة التدفقات.
يُتداول خام “إسبو” و”سوكول” (Sokol)، وهو درجة أخرى تُصدّر من شرق روسيا، بسعر يتجاوز عتبة 60 دولاراً للبرميل، وهو ما يتيح فرصة الحصول على خدمات التأمين والخدمات التي توفرها مجموعة الدول السبع.
خام “الأورال”
أشار سماسرة السفن إلى أنَّ حجوزات الناقلات التي تنقل خام الأورال الروسي الرائد على متنها من الموانئ الغربية تسير بشكل طبيعي، إذ يبلغ سعره حوالي 45 دولاراً، وفقاً للبيانات المقدّمة من “أرغوس ميديا” (Argus Media). كما تشير بيانات تتبّع الناقلات إلى عدم وجود اضطراب واضح في تدفقات هذه الدرجة من الخام.
يراقب التجار عن كثب لمعرفة ما إذا كان يمكن الحفاظ على صادرات الخام الروسي، وكيف سترد موسكو في حال تعطل الإمدادات.
يعد استقرار الصادرات الروسية أمراً بالغ الأهمية، حيث تعمل الولايات المتحدة وبقية مجموعة الدول السبع على ضمان أمن إمدادات النفط العالمية مع قدوم فصل الشتاء في منطقة نصف الكرة الشمالي، بينما تسعى في الوقت نفسه إلى الحد من إيرادات الكرملين التي يمول من خلالها حربه في أوكرانيا. وقد تؤدي الخسارة الحادة في الإنتاج إلى نتائج عكسية على الغرب في حال ارتفاع أسعار النفط الأوسع نطاقاً وتأجيج معدلات التضخم.
الأسطول المظلم
حتى الآن، لم يتم تأمين ناقلات لشحن ما يقرب من نصف شحنات “إسبو” المقرر تحميلها خلال بقية هذا الشهر، وفقاً لسماسرة السفن، مما يعتبر أبطأ قليلاً من المعتاد، وهو ما أرجعوه إلى مجموعة أصغر من الناقلات المساهمة التي يديرها عدد أقل من المالكين.
في هذا الإطار، قال سماسرة السفن إنَّه من المحتمل أن يتم اللجوء إلى الناقلات التي كانت تشحن سابقاً إمدادات النفط من الدول الخاضعة للعقوبات مثل إيران وفنزويلا، وهو ما يسمى بالأسطول المظلم.
أبحرت السفن التي حملت على متنها شحنات خام “إسبو” من كوزمينو نحو الصين، وفقاً لبيانات التتبّع، حيث يعتبر بعضها من ملكية شركات روسية وإندونيسية وتركية، بينما لا يكشف البعض الآخر عن ملكيته، كما خضع عدد من الشحنات الناقلة لخام “سوكول”، التي تُحمّل من ميناء دي كاستري في شرق روسيا، لعمليات نقل من سفينة إلى أخرى قبالة يوسو في كوريا الجنوبية.