اقترح عدد من مديرى صناديق رأسمال المخاطر وخبراء ريادة الأعمال فى مصر قائمة بأسماء عدد من الشركات الناشئة ستكون صاحبة حظ كبير خلال المرحلة المقبلة، لما تتمتع به من هيكل إدارى ومالى قوي، يضمن لها الاستمرارية فى مواجهة المتغيرات الاقتصادية الصعبة عالميًا ومحليًا.
وقالوا إن السوق المحلية ستشهد بزوغ نجم الأفكار الإبداعية فى عدة قطاعات، منها حلول المدفوعات والتجارة الإلكترونية، علاوة على تطبيقات الخدمات اللوجيستية والنقل الذكي، إضافة إلى حلول التكنولوجيا الزراعية والتنمية المستدامة، لاسيما مع قرب انعقاد قمة المناخ COP27 فى مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل.
وأكدوا أن مصر ما زالت سوقا واعدة، بدليل أن صناديق الاستثمار الأجنبية تتسابق فيما بينها على كعكة تمويلات مجتمع رواد الأعمال، مع وجود مؤشرات إيجابية بنمو الاقتصاد.
الجندى: «لاكى» و«نقلة» و«مكسب».. فرص واعدة
وحدد أحمد الجندي، الشريك المؤسس، العضو المنتدب لشركة تنمية كابيتال فينتشرز TCV ، قائمة بابرز الأسماء الواعدة فى مجال الشركات الناشئة والتى تمثل فرصًا استثمارية جيدة قادرة على اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية، مثل شركة انستاباج Instabug والتى تقدم حلولًا مبتكرة للمراقبة والإبلاغ عن الأعطال، إلى جانب شركتى مكسب وكسبانة فى قطاع التجارة الإلكترونية.
وأوضح «الجندى» أن شركتى تريلا، ونقلة، استطاعتا أيضًا أن تنافس خلال المرحلة الماضية فى قطاع الخدمات اللوجيستية والشحن، بينما يضم قطاع الخدمات المالية غير المصرفية لاعبين أقوياء على غرار لاكى وخزنة ودايرة، إلى جانب شركة مزارع فى حلول التكنولوجيا الزراعية.
وتابع قائلًا: لا يمكن الجزم بأن مجتمع الشركات الناشئة فى مصر يشهد حاليًا حالة تدهور نتيجة أزمات تتعلق بعدد محدود من الكيانات، خاصة أن هذا القطاع -على حد تعبيره– نجح فى جذب استثمارات بملايين الدولارات خلال الـ5 سنوات الماضية، لما تلعبه التكنولوجيا من دور كبير فى إحداث تغييرات جوهرية داخل المجتمعات.
حازم: «مزارع» لها أفضلية.. وسرعة إغلاق جولة تمويلية عزز من بقاء paymob
ومن جانبه، رأى أحمد حازم، مدير مسرعة الأعمال «فلك»، أن شركة Paymob للتكنولوجيا المالية مرشحة بقوة لكى تصبح أحد أقطاب قطاع الكيانات الناشئة بسبب مجموعة عوامل تتمثل فى سرعة إغلاقها لجولة تمويلية قبل الأزمات الإقتصادية التى عصفت بالعالم، متابعًا أن شركة «مزارع» العاملة بمجال التكنولوجيا الزراعية تمتلك كذلك أفضلية على صعيد العمليات التشغيلية والتوسعات محليا وخارجيًا.
ورأى أن قطاع التجارة الإلكترونية أو الاجتماعية يتصدر قائمة القطاعات المرشحة لاستقطاب تمويلات ضخمة خلال المرحلة المقبلة، خاصة أنه يسهم فى خلق فرص عمل جديد وتوفير الوقت والجهد، مع استمرار أزمة سلاسل الإمدادات العالمية، مرجحًا أن تشهد قطاعات حلول الزراعة والطاقة المتجددة والنظيفة طفرة كبيرة بسبب وجود احتياج قوى لها على مستوى الحفاظ على البيئة أو تأمين احتياجات الشعوب من الغذاء.
شرارة: «تيلدا» فى التكنولوجيا المالية.. وpartment تقود المنافسة على كعكة العقارية
وألمح عبد الحميد شرارة، مؤسس قمة رايز آبRise Up لريادة الأعمال، أن مصر سوق كبيرة تتميز بالديناميكية، وتتسع لأكبر عدد من الكيانات الناشئة، معتبرًا أن حلول التكنولوجيا المالية والعقارية والتنمية المستدامة (الطاقة والزراعة) من أبرز الأفكار الإبداعية الجاذبة للاستثمارات سابقًا ومستقبلًا.
ولفت «شرارة» إلى أن شركتى باى موب وتيلدا من أكثر الكيانات الواعدة فى مجال التكنولوجيا المالية مقابل Partment وساكنين وناوي وليمون سباسيز وبيرد نست فى قطاع التكنولوجيا العقارية.
وأشار إلى أن السوق تفتقر حاليًا إلى وجود عدد كبير من شركات حلول التنمية المستدامة والطاقة، إلا أنه من المرجح أن يزدهر هذا القطاع – على حد وصفه عقب انعقاد قمة المناخCOP 27 خلال الشهر المقبل.
إسماعيل: رواج لتطبيقات الطاقة النظيفة بعد قمة المناخ
ورأى الدكتور خالد إسماعيل، الشريك المؤسس لصندوق هيم إنجلز لرأسمال المخاطر، أن قطاع حلول التكنولوجيا المالية كان وما زال محتفظًا بمكانته على خريطة الاستثمارات الأجنبية فى قطاع الشركات الناشئة، مبينًا أن الاحتياج الدائم لتقنيات المدفوعات الرقمية والاتجاه نحو الشمول المالى ساعد فى انتشار شركات المدفوعات، تزامنًا مع نمو الطلب كذلك على منصات التجارة الإلكترونية.
واستطرد قائلا: من المتوقع أن يخطف أيضًا قطاع حلول التنمية المستدامة (الطاقة الخضراء والطاقة المتجددة) أنظار المستثمرين بعد انعقاد COP 27 .
عبد الغفار: أزمات مرتقبة لـ«التمويل الاستهلاكى».. وحلول «الصغيرة والمتوسطة»
وذكر الدكتور هشام عبد الغفار، مؤسس صندوق ميناجروس لرأسمال المخاطر، أن هناك قطاعين ظهر بقوة على الساحة، وهما التكنولوجيا المالية وتطبيقات الرعاية الصحية خاصة وأنهما يقدمان حلولا مبتكرة ولكنهما يحتاجان لمزيد من الدعم المادي، معتبرًا أن قطاع التجارة الإلكترونية يمثل الضلع الأخير فى ثالوث القطاعات الواعدة، إلا أنه يتطلب ضخ استثمارات مع انخفاض سعر العملة المحلية وتنظيم حركة الاستيراد وضعف القوة الشرائية بسبب موجة الركود التضخمى التى تضرب جميع الأسواق.
وتابع «عبد الغفار» أن شركة Paymob للمدفوعات الإلكترونية استطاعت خلق قاعدة كبيرة من العملاء مع المحافظة على الهيكل المالى الخاصة بهم، مرجحًا أن تواجه الشركات العاملة فى قطاعات التمويل الاستهلاكى والأعمال الصغيرة والمتوسطة أزمات جمة قريبًا مع انعكاسات الأزمة المالية العالمية على السوق المصرية.
على صعيد آخر، أكد محمد نجاتي، المدير التنفيذى لشركة PIE المتخصصة فى تقديم استشارات الدمج والاستحواذ، أنه لا يوجد مرشح فوق العادة يمكنه صدارة مجتمع الشركات الناشئة، خاصة أن السوق أصبحت صعبة بشأن تدبير التمويلات والمنافسة، موضحًا أن الشركات الواعدة هى التى ستتمكن من تنفيذ عمليات استحواذات أو اندماجات صحيحة، ما يساعدها فى بناء قاعدة عملاء ضخمة وتحقيق مزيد من النمو.
وأضاف «نجاتى» أن عمليات الاستحواذ والاندماج المتوقعة تغنى الشركات الناشئة عن الدخول فى جولات تمويلية، ومن ثم ظهور من 4 إلى 5 شركات ناشئة مصرية عملاقة.
وتوقع عمر الكفراوي، الرئيس التنفيذى لشركة «سيلندر»، أن تعتلى عدد من الشركات الناشئة صدارة السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، منها شركة «مكسب» للتجارة الإلكترونية وتريلا لخدمات النقل الذكي، علاوة على شركتى «خزنة» وPaymob للمدفوعات الإلكترونية.
وتابع «الكفراوى» أن عدد الشركات الناشئة فى مصر قليل للغاية، مقارنة بالأسواق الأخرى المشابهة مثل: البرازيل وأندونيسيا والهند لتى تتميز بوجود بكثافة سكانية مرتفعة تنامى معدلات الاستهلاك، مؤكدًا بأنه لا يوجد قطاع ناشئ بعينه جاذب للاستثمارات.
ولفت إلى نمو فرص شركات المدفوعات الإلكترونية الفترة القادمة، فى ظل سياسات البنك المركزى الداعمة للتحول نحو الشمول المالى والمدفوعات الرقمية، كما تعد أحد أسباب نجاح شركات المدفوعات فى جمع تمويلات كبيرة.
وأوضح أن السوق المصرية تحت المجهر من قبل مستثمرين أجانب من أسواق أمريكا وآسيا وأوروبا، مبينًا أن حلول قطاعات التكنولوجيا الزراعية والعقارية والصحية، يفتقدها السوق المصرية.
يشار إلى أن عدد من المستثمرين الملائكة من دول فرنسا وسلوفينيا وإيطاليا بقيادة شبكة استثمار البحر المتوسط – ميد إنجلز med -angles يدرسون حاليًا فرص تمويل شركات ناشئة جديدة فى مصر، بالتعاون مع صناديق رأسمال مخاطر محلية. وقالت مصادر مطلعة بمجتمع ريادة الأعمال فى تصريحات سابقة لـ«المال» إن الصناديق الأجنبية لديها اهتمام بالاستثمار فى الشركات الناشئة بمرحلة النمو «seed»، خاصة أن أفريقيا شهدت زيادة فى حجم تمويلات هذه النوعية من الكيانات خلال النصف الأول من 2022 بنسبة بلغت %150 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضى.
وتستهدف وزارة الاتصالات نمو حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة المصرية بنهاية العام الحالى إلى 850 مليون دولار، مقابل 490 مليونًا فى 2021.