رصدت «المال» آراء عينة من مسئولى عدد من الشركات مقيدة بالبورصة المصرية حول مدى تأثر العملية التشغيلية والانتاجية والتصديرية بالأزمة الروسية الاوكرانية.
وأكد مسئولو الشركات فى قطاعات الاغذية والصناعة والأسمدة البدء بالفعل فى دراسة إنعكاس الازمة، موضحين أن التبعات السلبية قد تظهر بشكل واضح فى اسواق التصدير بالدول الاوروبية والتى قد تتعرض لعثرة بسبب النقل.
وأوضح المسئولون أن صعود اسعار الغاز والبترول ربما يؤدى إلى ارتفاع التكلفة الانتاجية فى حدود 10إلى %20 بشكل مبدئى، وبالتالى قد يتم دراسة تمريرها فى صورة زيادة فى أسعار بيع المنتجات حال تفاقم الازمة.
ويرى المهندس هانى برزى رئيس مجلس ادارة شركة «ايديتا» للصناعات الغذائية ورئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، أن السوق المحلية لم تختبر بعد الازمة الروسية الأوكرانية فالانعاكسات لا تزال غير واضحة بشكل دقيق حتى الآن.
وذكر «برزى» أن التاثير السلبى المباشر على «ايديتا» يتمثل فى ارتفاع اسعار القمح عالمياً والذى يدخل فى كافة منتجات الشركة ويستحوذ على الجزء الأكبر من المادة الخام.
وأشار إلى أن مصر تستورد جزءا كبيرا من القمح من أوكرانيا التى تسيطر على نحو %30 من السوق عالمياً، والذى ارتفع سعره بالفعل مؤخرا وبالتالى من الأهمية بمكان البحث عن أسواق أخرى لزيادة التامين مثل فرنسا واستراليا.
ولفت إلى أن الشركة تدرس فى الوقت الحالى مدى انعكاس الأزمة على العملية التشغيلية، موضحاً أن المواد الاخرى بخلاف القمح مثل الزيوت والدهون يمكن تأمينها بشكل طبيعى لكن الخطر قد يتمثل فى اضطراب سلاسل التوريد فى النقل البحرى.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الغاز والبترول عالمياً فى الوقت الحالى سيكون له تأثير مباشر على التكلفة الانتاجية فى الشركة وبالتحديد اسعار النقل الامر الذى قد يدفعنا لدراسة تحريك الأسعار حال حدوث ذلك.
واستبعد تأثر سوق التصدير الخاصة بإيديتا إلا فى حالة اضطراب النقل البحرى والمقاطعة الاقتصادية مع روسيا.
وأشار «برزى» إلى أن تراجع معدلات الدخل من النقد الأجنبى مع تراجع معدلات الاشغال بالفنادق فى شرم الشيخ والغردقة قد يضغط على سعر موارد النقد الأجنبى.
وقال محمد جنيدى رئيس مجلس ادارة شركة «جى ام سى» للاستثمارات الصناعية والتجارية إن تاثر السوق المحلية يتوقف على طول فترة الأزمة.
وذكر أن معدلات التكلفة قد ترتفع فى حدود بين 10 و%20 على المدى القصير نظرا لاختلال سلاسل التوريد، قد ترتفع هذه المعدلات إلى %30 حال استمرار الأزمة مستقبلاً.
واكد أن شركته تدرس مدى التأثر بالأزمة موضحا أن المؤشرات الاولية تؤكد عدم التاثر بشكل مباشر نظرا لاعتمادها على المكونات المحلية بشكل كبير يصل إلى %80 فى الغسالات و%90 فى البوتاجازات والتكييفات.
واشار إلى أن الطاقة تستحوذ على نسبة ضئيلة تتراوح ما بين 3 و%4 من اجمالى التكلفة الإنتاجية لجى ام سى، كما أن غالبية صادرات الشركة تتجه إلى السوق الافريقية والعربية.
ويرى «جنيدى» أن الصناعة ستتاثر سلبا بشكل عام حال تفاقم الأزمة نتيجة ارتفاع اسعار النقل البحرى والبرى.
وقال محمد بذارعة مدير علاقات المستثمرين فى شركة «روبكس» لتصنيع البلاستيك والاكليريك إن المواد الخام التى تعتمد عليها الشركة فى التشغيل يتم استيراد غالبيتها من الصين وبالتالى لن تواجه أزمة فى توفيرها.
وأوضح أن الشركة ربما تواجه صعوبة فى التصدير مع تفاقم الأزمة التى قد تؤثر على القوى الشرائية للدول الاوروبية، خاصة أن جزءاً كبيراً من صادرات «روبكس» موجه إلى السوق الأوروبية مثل إنجلترا واليونان.
وأشار إلى أن الشركة تدرس فى الوقت الحالى التبعات المستقبلة للأزمة على السوق المحلية والتصدير، موضحا أن زيادة أسعار الغاز عالمياً ستنعكس سلبا على التكلفة الانتاجية وبالتالى حدوث موجة تضخم فى الأسعار.
وأكدت مصادر فى شركتى أسمدة أن ارتفاع اسعار بيع اليوريا المتوقع عالميا بسبب الازمة قد يشكل فرصة مثلى لها لزيادة الطاقة الانتاجية وبالتالى نمو الايرادات والربحية.
واشارت المصادر إلى أن شركات الأسمدة تراقب أسعار بيع الغاز الطبيعى التى ارتفعت بشكل كبير بسبب الأزمة تدرس أثرها على التكلفة الانتاجية حال رفعه محلياً.