أكد عدد من أعضاء مجلس إدارة شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة تجارة الإسكندرية، أن تراجع عائدات التشغيل للشركات بعد مرور العام الأول على جائحة فيروس كورونا أدى لتراكم الالتزامات عليها، مما دفع بعض أصحاب الشركات لطرح كامل الأصول للبيع، فى مؤشر واضح على عدم القدرة على الإستمرارية فى ظل الظروف الراهنة.
وأبدى البعض مخاوفه من أن يؤدى استمرار الجائحة للعام الثانى على التوالى إلى كتابة شهادة الوفاة لشركات جديدة، خاصة أن هناك شركات مستمرة حتى الآن فى سداد مرتبات العاملين بها.
الحلو: البعض يلجأ لطرحها بأى سعر فى ظل تزايد الضغوط
وفى هذا السياق قال حسام الحلو، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة تجارة الإسكندرية، إن أزمة كورونا تدخل عامها الأول والشركات لا تزال مغلقة ولا تحقق إيرادات تساعدها فى مواجهة مصروفات التشغيل.
وأضاف الحلو أن هناك عددا كبيرا من الشركات تعرض أصولها للبيع مع استمرار تلك الأزمة وعجز أصحابها عن مواجهة الالتزامات المقررة على شركاتهم.
ولفت إلى ان البعض يلجأ إلى بيع أصول شركته بأى سعر فى ظل تزايد الضغوط عليه.
وأوضح الحلو أنه لايمكن تقدير نسبة عدد الشركات المطروحة للبيع مقارنة بإجمالى عدد الشركات السياحية، إلا أنها أصبحت ظاهرة ملموسة وملحوظة.
واعتبر رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة تجارة الإسكندرية، أن العام الماضى كان كارثيا على القطاع السياحى، لافتاً إلى أنه القطاع الوحيد الذى تأثر كلياً مقارنة بالقطاعات الأخرى ولا تزال الرؤية غائبة بشأنه حتى الآن، وخاصة مع التراجع الذى تشهده السياحة الخارجية بشكل كبير وتوقف السياحة الدينية وتدنى نسب الإقبال على السياحة الداخلية.
وحذر الحلو من أن يتسبب لجوء الشركات لبيع أصولها فى فتح الباب أمام بعض الدخلاء من قطاعات أخرى ممن يمتلكون سيولة ولديهم فائض أموال للدخول على حساب أهل الخبرة ورجال الصناعة، فى ظل احتمالية خروج بعضهم مع استمرار ظروف التشغيل الحالية وتزايد الصعوبات التى تواجههم.
ولفت الحلو إلى أن ذلك قد يهدد صناعة السياحة، خاصة أن الشركات القائمة حاليا قد لا تستطيع الوفاء بالمصروفات فى ظل تلك التداعيات.
وأوضح أن هناك شركات سياحية مصرية قامت باسترداد بعض الأموال المدفوعة للجانب السعودى عن موسم العمرة العام الماضى والذى لم يُستكمل نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورنا المستجد مما يدل انه لايوجد أمل فى استئناف الرحلات فى الوقت الحالى.
وأضاف أن مستحقات الشركات المدفوعة للجانب السعودى عن الموسم الماضى بدء صرفها لكن وفق نظام يحدده الجانب السعودى ومن يلتزم به من أوراق وضوابط يتم الصرف له.
وتوقع عدم قدرة عدد كبير من الشركات على الاستمرارية فى ظل دخول كورونا للعام الثانى على التوالى، لافتاً إلى أن هناك شركات مستمرة حتى الآن فى سداد مرتبات العاملين بها.
ولفت الحلو إلى استمرار مطالبات الضرائب والتامينات الاجتماعية للشركات السياحية، موضحاً ان من لجأ للبنوك للاقتراض فوجئ بشروط ائتمانية صعبة، كالمطالبة بتحقيق أرباح فى القوائم المالية خلال الستة أشهر الأخيرة، متسائلاً من يمكنه تحقيق أرباح فى ظل ظروف التشغيل الحالية وإذا كان كذلك لماذا يقترض؟
عزت: أسطول الكثير من الكيانات شبة متوقف ولا يعمل نتيجة تراجع النشاط
ومن جانبه قال محمد عزت، رئيس لجنة السياحة الداخلية فى شعبة شركات السياحة والطيران بالغرفة، إن نسبة الشركات التى أصبحت تطرح أصولها للبيع فى تزايد فى الأونة الأخيرة نتيجة صعوبات التشغيل.
وأضاف أن بعض أصحاب الشركات طرحوا كامل أصول الشركة للبيع وليس بعض منها، لافتاً إلى أن ذلك مؤشر واضح على تراجع النشاط بصورة كبيرة لم يعد يتحملها ملاك تلك الشركات.
وأكد أن بعض الشركات تطرح بعض الأصول للبيع ممثلة فى سيارات ليموزين أوبعض الأتوبيسات السياحية لتوفير السيولة اللازمة للوفاء بالالتزامات التى باتت عاجزة عن الوفاء بها.
وأوضح أن العاملين فى القطاع السياحى يمكنهم رصد تلك الظاهرة بوضوح، خاصة أنها لم تكن موجودة فى الماضى، ولم يكن من السهل إيجاد تلك الفرص للراغبين فى شراء أى شركة سياحة او أصول منها.
وأشار عزت إلى أن شركات كثيرة كانت تعقد الآمال على إمكانية فتح العمرة بحلول شهر رمضان، ما قد يحسن ظروف تشغيلها ولكن ذلك لم يتحقق.
وأصدرت، السلطات السعودية قبل أيام تعليمات بتعليق السماح بدخول المملكة العربية السعودية لغير المواطنين السعوديين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم مؤقتاً من 20 دولة حول العالم ومن بينها جمهورية مصر العربية اعتباراً من الساعة التاسعة من مساء الأربعاء 3 فبراير فى ضوء إجراءات المملكة للتعامل مع فيروس كورونا.
وطالب رئيس لجنة السياحة الداخلية بضرورة تدخل الدولة لطرح مبادرة مع البنوك لتأجيل الأقساط الخاصة بقطاع النقل السياحى على الأتوبيسات المملوكة للشركات.
واعتبر عزت أن هذا المطلب جماعى، خاصة أن قطاع النقل السياحى تضرر بشكل كبير كالعديد من القطاعات السياحية الأخرى وبصورة يصعب معها الوفاء بالأقساط المستحقة والسداد للبنوك حالياً.
وأوضح أن أسطول الكثير من الشركات شبة متوقف ولا يعمل نتيجة تراجع النشاط السياحى بسبب جائحة فيروس كورنا المستجد منذ أشهر.
وأشار إلى أن المبادرة التى تمت فى شهر مارس الماضى مع بداية جائحة كورونا لتأجيل الأقساط كانت لمدة ستة أشهر وانتهت، لافتاً إلى أنه وبرغم تحمل فوائد أضافية على الشركات نظير تأجيل السداد إلا أنها ساهمت فى تأجيل الالتزامات لحين تحسن الأوضاع.
نصر: تداعيات كورونا تضغط على القطاع والبعض يلفظ أنفاسه الأخيرة
ومن جانبه أكد أسامة نصر، عضو مجلس ادارة شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة تجارة الإسكندرية أن تداعيات فيروس كورونا المستجد على القطاع السياحى لا تزال مستمرة ولها تأثير كبير.
وأضاف نصر أن الشركات تأمل من الدولة التدخل لدعم هذا القطاع من خلال تأجيل الالتزامات مثل الرسوم والضرائب والتأمينات الأجتماعية وأى متأخرات ضريبية على الشركات.
وشدّد نصر على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تتعرض لضغوط كبيرة وبعضها يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأوضح عضو مجلس أدارة شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة تجارة الإسكندرية أن معظم الشركات لم تتخل عن العاملين لديها ولا تزال تحافظ عليهم رغم ظروف الحالية.
وأشار نصر إلى أن طرح بعض الشركات السياحية للبيع فى الوقت الراهن، لن يجد مشتريين فى ظل أوضاع التشغيل الحالية.