تراجع عدد من شركات الهواتف المحمولة على تسليم الحصص المتفق عليها للموزعين، عبر تقليص الكميات الموردة بنسبة تتراوح من 60 إلى 80% بسبب بطء حركة الاستيراد والشحن العالمى.
كانت سوق المحمول استقبلت على مدار الأسبوعين الماضيين موجة من الزيادات السعرية للعديد من الماركات التجارية ومنها «سامسونج، وأوبو، وشاومى، و إنفينيكس، وفيفو، وغيرها».
وقال محمد عرفة، مدير القطاع التجارى فى شركة «سبيد تك» الموزع المعتمد للعديد من العلامات التجارية «ONEPLUS، وإيلا الصينية» فى مصر، إن السوق المحلية تعانى حالة تخبط شديد جراء موجة الزيادات السعرية التى أقرتها شركات الهواتف على منتجاتها الأمر الذى أدى إلى تراجع المبيعات بنسبة بلغت 30 %.
وأضاف أن أغلب وكلاء- وبالتالى- وموزعى المحمول اتجهوا أيضا إلى تقليص الكميات بنسبة تتراوح من 60 إلى %80 بهدف عدم نفاد المخزون الموجود لديهم فى ظل القيود التى اتخذتها الدولة بشأن ضوابط عمليات الاستيراد التى تلزم الجهات المستوردة بتحصيل إجمالى الرسوم المقررة عن الشحنات بنسبة %100 قبل عملية التعاقد مع الشركات العالمية، مما تسببت فى ضعف السيولة المالية لدى الشركات المحلية، فضلا عن تأخر الكميات المتعاقد عليها مع المجموعات الأم.
وأشار إلى أن بعض شركات المحمول قامت بتعديل سياسات البيع من خلال تسليم الحصص للموزعين بنظام التحصيل المسبق «الكاش» مع التخلى عن نظام السداد بعد إتمام التوريدات والمسحوبات الشهرية، متوقعا أن تشهد مبيعات سوق المحمول تراجعًا بنسبة تصل إلى %60 خلال شهر رمضان إثر ارتفاع الأسعار و عزوف المستهلكين عن الشراء مع ارتفاع معدل التضخم.
من جانبه، أكد محمد الحداد، نائب رئيس شعبة مراكز الاتصالات وتجار المحمول بالغرفة التجارية بالجيزة، أن العديد من الوكلاء المحليين توقفوا عن تسليم الحصص المقررة للموزعين والتجار وسط ترقب تعديل أسعار منتجاتهم عقب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار التى أدت إلى زيادة تكاليف الاستيراد بنسب تصل إلى %20.
وأوضح أن النسبة الأكبر من مستوردى المحمول وإكسسواراتها يواجهون صعوبات كبيرة فى أعمال الاستيراد بسبب نقص أعداد الشحنات المصدرة من جانب الشركات العالمية التى لاتزال تعانى من ضعف الطاقة الإنتاجية بمصانعها حتى الآن، مؤكدا أنه فى حالة استمرار تلك القيود وبطء حركة الشحن العالمى، فإن ذلك قد يتسبب فى نقص كبير فى الكميات المعروضة داخل السوق المحلية مع احتمالية حدوث زيادات سعرية متتالية خلال الفترة المقبلة.
فى سياق آخر، قال جابر حسن، أحد مستوردى إكسسوارات المحمول، إن السوق المحلية بدأت تستقبل موجة من الزيادات السعرية بنسب تصل إلى %20 نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد الناتجة عن خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
وكشف عن تحفظ مجموعة من مستوردى وتجار إكسسوارات المحمول على بيع وتسويق منتجاتهم داخل السوق المحلية بهدف عدم نفاد المخزون الموجود لديهم، فضلا عن ترقب الزيادات المتوقعة مع حالة استمرار توقف حركة الشحن والاستيراد العالمى لفترات زمنية أطول، قائلًا: ارتفاع الأسعار تسبب فى حالة من الركود الشديد فى حركة مبيعات سوق إكسسوارات المحمول بنسب تصل إلى %50.
وتوقع أن تتحمل النسبة الأكبر من تجار المحمول وإكسسواراتها جزءًا من تلك الزيادات السعرية التى طرأت على تكاليف الاستيراد وذلك فى محاولة لتخفيف العبء عن المستهلكين وإمكانية تسويق منتجاتهم، فضلا عن القدرة على استمرارية دورة رأس المال لديهم خلال الفترة المقبلة.