تُراهن شركات السمسرة العاملة بالسوق على تحسن أحجام التداول بالبورصة المصرية، وخاصة عقب تفعيل ضريبة الدمغة، وهو ما سيكون لهُ مردود إيجابى على أدائها كما سينعكس على زيادة تعاملات الـ same day الشراء والبيع فى ذات الجلسة – وتعظيم تداولات الافراد بالفترة المقبلة.
كانت هيئة الرقابة المالية أعلنت مؤخرًا اعتماد رئاسة الجمهورية تعديلات بعض أحكام ضريبة الدمغة، التى تم اتخاذها فى مارس الماضى، وتشمل خفض ضريبة الدمغة على عمليات البيع والشراء بالبورصة المصرية إلى 0.5 فى الألف، مقابل 1.5 فى الألف سابقًا، هذا إلى جانب إلغاء الضريبة على تعاملات نفس الجلسة.
وقال مسئولو شركات سمسرة، إن أى خفض فى تكلفة التداول سيكون لهُ مردود ايجابى على أداء شركاتهم، وخاصة على عمليات التداول اليومية التى أصبحت التكلفة عليها صفرية حاليًا.
ولفت المسئولون إلى أن شركات السمسرة كانت قد بدأت فى التعافى من اثار الجائحة الأولية، وخاصة خلال شهرى مارس وإبريل، التى شهدت تحركات البورصة خلالها تراجعات شديدة.
ثمار: نشاط مضاعف لأداء الأفراد بالمرحلة القادمة
بدايةً توقع عادل عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة بشركة «ثمار لتداول الأوراق المالية»، زيادة نشاط تعاملات الأفراد بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، وخاصة عقب إلغاء الضريبة على التعاملات فى ذات الجلسة.
وأوضح أن تفعيل خفض ضريبة الدمغة سيكون له مردود ايجابى على السوق ثم على شركات السمسرة، مشيرًا إلى أن الشركات التى تُركز على تعاملات الأفراد التى ستستفيد بشكل أكبر.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر السبعينى بالبورصة المصرية «egx70ewi» حقق ارتفاعات واضحة فى الفترة منذ بداية العام وحتى الفترة الحالية بنسب جاوزت الـ%58.
ولفت عبد الفتاح، إلى أن تعاملات الأفراد المحليين تمثل %95 من إجمالى تعاملات «ثمار»، فيما تؤول النسبة المتبقية لصالح المؤسسات.
وأشار عادل عبد الفتاح إلى أن أداء شركات السمسرة مرتبط بتحركات السوق، سواء بشكل ايجابى أو سلبى، وهو ما يوضح تضرر أوضاع الشركات فى الفترات الأولى للجائحة والتى تعرضت السوق بسببها لسقطة عنيفة.
وقال إن شركات السمسرة حاولت بتلك الفترة تطوير بنيتها التكنولوجية ودعم التعامل عبر برامج الأون لاين، موضحًا أنهُ على صعيد شركتهُ فكانت على أهبة الاستعداد وبالتالى جاءت التأثيرات محدودة.
وأشار رئيس مجلس الإدارة بـ«ثمار» إلى أن السوق لا زالت تنتظر قرار خفض الغاز، موضحًا ان القطاع الصناعى من القطاعات التى لا بأس بها فى السوق، ودعم أسهمهُ بخفض تكلفة الطاقة سيكون له مردود ايجابى على حركة المؤشرات.
وتابع: «بشرط أن يأتى الخفض متماشيًا مع رغبة الشركات بنحو 3 دولارات للمليون وحدة حرارية»، موضحًا أن ذلك الحدث قد يدفع بالسوق لتجاوز منطقة 11500 نقطة لأعلى.
يُذكر أن اللجنة المُشكلة بأكتوبر لعام 2019 من قبل مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بهدف بحث أسعار الطاقة، تنظر حاليًا إمكانية خفض أسعار الطاقة مجددًا وللمرة الثالثة منذ تدشينها، للقطاع الصناعى بهدف دعم وضع القطاع وشركاتهُ.
مباشر: تأثيرات الجائحة لم تنل من أداء فترات الذروة
فى حين قال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة «مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية»، إن أى خفض فى تكلفة التداول سيكون لهُ تأثير ايجابى على السوق.
وتوقع أن تشهد أحجام التداول صعودًا خلال الفترة المقبلة، وبالتالى استفادة شركات السمسرة وخاصة على صعيد التعاملات اليومية التى أصبحت تكلفتها معدومة حاليًا.
ولفت رشاد، إلى أن أحجام التداول بالبورصة المصرية كانت قد بدأت فى التعافى منذ فترة ووصلت للقيم المليارية والتى تُعد مُرضية، مرجحًا أن تواصل السوق تحسنها خلال الفترات المقبلة.
وأشار إلى أن الجائحة لم تُحدث أى تأثيرات على أداء الشركة خلال الفترات الماضية، مشيرًا إلى ان شركتهُ واصلت خطتها التوسعية، وتستهدف المزيد خلال الفترة المقبلة.
وأوضح إيهاب رشاد، أنه على رغم من تأثر أداء سوق الأسهم المحلية خلال الفترات الأولى للجائحة، إلا أن أداءها كان متماسكا مقارنة بأسواق مناظرة وتمكنت من التعافى سريعًا وخاصة عقب قرارات الحكومة المصرية الداعمة.
يُذكر أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى أصدر قرارهُ خلال مارس المنقضى بضخ 20 مليار جنيه لدعم السوق، وشراء أسهم، سبقها إعلان بنكى الأهلى ومصر أيضًا ضخ 3 مليارات جنيه.
بايونيرز: الـsame day ارتفع ليمثل %30 من التداولات اليومية للشركة مؤخرا
وقال عامر عبد القادر رئيس قطاع السمسرة بشركة «بايونيرز لتداول الأوراق المالية»، إنه على الرغم من عدم تفاعل مؤشرات البورصة بشكل ايجابى عقب تفعيل خفض الضريبة، إلا أن القرار يُعد مفيدا لكافة أطراف السوق.
وأشار إلى أن المتعاملين بالبورصة المصرية، بدأوا حاليا بالتركيز على تعاملات الـ»same day» بدعم من قرار إلغاء الضريبة على تعاملاتها.
وأوضح عبد القادر أن شركات السمسرة ستستفيد من رواج عمليات التداول فى ذات الجلسة، تحديدًا استفادة مباشرة، موضحًا أن تلك العمليات زادت بشركتهُ لتصل إلى 25 – %30 من إجمالى تعاملاتها اليومية عقب القرار.
ولفت إلى أن البورصة المصرية، تُعد من أفضل الأوعية الاستثمارية بالفترة الحالية، لافتًا إلى أن كافة القرارات التى تم اتخاذها مؤخرًا جاءت فى صالح سوق الأسهم بداية من خفض الفائدة.
وأشار إلى أن أزمة الفيروس الجديد جعلت أسعار الأسهم فى مستويات متدنية للغاية، وبالتالى فإمكانية تحقيق عائد مجزى أمر مضمون.
يُذكر أن «المال» نشرت مؤخرًا استفتاء عن أفضل الأوعية الاستثمارية وخاصة عقب وقف إصدار شهادات عائد الـ%15 بالبنوك، وجاءت آراء الخبراء بإمكانية الاستثمار بالبورصة المصرية فى ظل انخفاض أسعار أسهمها متوقعين أنها من الممكن أن تُحقق عائدا يصل إلى %50 ولكن بشرط قدرة المستثمر على تحمل صدمات السوق المفاجئة.
ولفت رئيس قطاع السمسرة فى بايونيرز إلى أن السوق تنتظر رحلة صاعدة خلال الفترة الأخيرة من العام، بدعم من التحرك النشط لمجموعة من الأسهم كأسهم العقارات والتجارى الدولى وبعض الأسهم القيادية الأخرى.
وفى سياق متصل قال محمد لطفى العضو المنتدب بشركة «أسطول لتداول الأوراق المالية»، إن إلغاء تكاليف آلية البيع والشراء فى ذات الجلسة تحديدًا سيكون له مردود ايجابى على حركة التداول.
ولفت إلى أن حجم التعامل فى ذات الجلسة يمثل %15 من إجمالى تعاملات شركته اليومية، موضحًا أن إلغاء تكلفتها سيُزيد من نشاط المستثمرين فى حركة البيع والشراء.
وتابع : «وبالتالى سيدعم ذلك وضع وربحية الشركة على المدى المتوسط، وأيضًا على صعيد ترتيب السمسرة» .
وبشكل عام قال لطفى، إن شركات السمسرة بدأت بالتعافى من تأثيرات الجائحة، موضحًا أن شركتهُ كانت من ضمن الشركات التى تأثرت سلبًا فى ظل ذروة الفيروس الجديد.
ولفت لطفى إلى أن الشركة كانت تعمل فى بدايات الجائحة بحوالى %20 من إجمالى عامليها، هذا إلى جانب توقف بعض الإدارات كالتسويق والمبيعات.
وأشار إلى أن الشركات بدأت حينها التسلح بالبرامج التكنولوجية وخدمات الأون لاين، للتعافى وهو ما حدث بالفعل.
وأوضح العضو المنتدب بـ«أسطول»، أن الوضع الاستثمارى لكثير من الشركات خلال الفترة الماضية، تأثر بشكل واضح خوفاً من المستقبل فى ظل التوقع بوجود موجة جديدة من الفيروس.
يُذكر أن مؤشرات البورصة المصرية حققت قفزات واضحه خلال تعاملات الربع الثالث من العام الجارى والمنتهى فى سبتمبرـ وذلك بدعم من خطة الحكومة للتعايش مع الفيروس الجديد وبدء فتح الأنشطة الاقتصادية وعودتها الحياة لطبيعتها.
وبناء عليه فقد صعد مؤشر البورصة الرئيسى «egx30» بنسبة %2.1 ليغلق عند مستوى 10989 نقطة، فيما صعد مؤشر «egx70ewi» للأسهم الصغيرة والمتوسطة بشكل قياسى بلغ %38 إلى 2003 نقطة، ونظيرهُ مؤشر»egx100ewi» الأوسع نطاقا بنسبة %28.9 إلى 2896 نقطة.
ووفقًا لبيانات البورصة المصرية فقد صعد رأس المال السوقى لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة بنسبة %5 تقريباً ما يعادل 29 مليار جنيه ليصل إلى مستوى 618.7 مليار جنيه مقابل 590 مليار اغلاق الربع السابق له أى الربع الثانى.
وخلال سبتمبر الماضى وعلى صعيد تعاملات شركات السمسرة، جاءت شركة «المجموعة المالية» بالصدارة بحصة سوقية %13 وبقيمة تداولات 8.6 مليار جنيه، فيما جاءت شركة «التجارى الدولى» وصيفًا بحصة سوقية %9.5 وتداولات 6.3 مليار جنيه.
وفى المرتبة الثالثة جاءت شركة «بلتون المالية» بحصة سوقية %8.5 وتداولات 5.6 مليار جنيه، ثم «هيرمس» بحصة سوقية بلغت %6.6 وتداولات بقيمة 4.3 مليار جنيه.