أجمع عدد من خبراء ومسئولى شركات حلول التكنولوجيا على أن المنظومة التعليمية فى مصر تشهد تغييرات جذرية تزامنا مع انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ اتجهت إدارات الشركات المعنية للتكيف مع متغيرات الوضع الراهن من خلال تطوير منتجاتها والتوسع فى أنشطتها واستقطاب عملاء جدد.
يشار إلى أن منظمة اليونسكو أعلنت فى وقت سابق أن أكثر من 150 دولة فرضت حالة الإغلاق العام، مما أجبر أكثر من %80 من الطلاب حول العالم على البقاء فى المنزل.
وقال أحمد يوسف، رئيس شركة لغة العصر لخدمات التعليم الإلكترونى، إن حجم الطلب على شراء المنصات التعليمية الرقمية من قبل المؤسسات التعليمية والحكومية ارتفع بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، موضحا أن شركته تعمل على تطوير أكثر من تطبيق ذكى مباشر وغير مباشر لمساعدة الطلاب فى المدارس على شرح الدورس الخاصة بالمناهج التعليمية.
وأكد ضرورة الاستثمار فى البنى التحتية التكنولوجية فى مجال التعليم والتدريب وإزالة الفجوة بين التعليم التقليدى داخل المدارس والجامعات والمعاهد ونظيره الافتراضى، وذلك من خلال التوسع فى تطبيق التعليم عن بعد فى مختلف المراحل التعليمية.
ورأى أنه من الضرورى تشجيع العاملين فى مجال التطبيقات وحلول التعليم عن بعد من خلال إتاحة الفرصة بتقديم خدماتهم بشكل أوسع مع الالتزام بتطبيق كافة المعايير والاشتراطات القياسية بما يسهم فى توطين مشروع التعليم الإلكترونى ومساندة الشركات المحلية على التوسع وزيادة حجم أعمالها.
وأكد أهمية توجه الشركات المصرية نحو اقتحام أسواق خارجية، مشيراً إلى الخبرة الكبيرة التى تمتلكها الشركة فى تنفيذ تلك المشروعات خاصة ما يتعلق بقطاع التعليم، إذ تتولى الشركة ميكنة نظم المعلومات الإدارية فى أغلب الجامعات المصرية.
وقال أحمد الليثى رئيس شركة سمارت سكولز “smart schools” المتخصصة فى تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، إن الفترة الماضية شهدت إقبال معظم مؤسسات التعليم على المنصات الإلكترونية فى تقديم خدمات الدروس والمحاضرات للطلاب تزامنا مع المتغيرات والتطورات التى يشهدها القطاع التعليمى بعد جائحة “كوفيد – 19”.
وأضاف أن شركته تعمل على تأهيل البنية التحتية للقطاع التعليمى من خلال إتاحة منصة إلكترونية موحدة تشمل كافة الخدمات من أنشطة ومحاضرات تعليمية، ونظم الإدارة المدرسية، والامتحانات، وطرق التواصل بين المدرسين مع أولياء الأمور.
وأشار إلى أن منظومة التعليم فى مصر تشهد تحولا جذريا بداية من المناهج التعليمية التى أصبحت متاحة على التطبيقات الذكية، إضافة إلى الدخول على المنصات الإلكترونية بشكل أوسع مع تقديم المحتوى التعليمى بعدة صور مختلفة.
ولفت إلى أن شركته قامت بتطوير وتحديث منظومة خدمات التعليم عن بعد من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعى والواقع الافتراضى فى المحاضرات والدروس التعليمية، بجانب تنظيم مسابقات على وسائل المنصات الإلكترونية بما يسهم فى تحسين جودة التعليم.
وأضاف أن شركته لديها بنك معرفة يتضمن أكثر من 2 مليون سؤال لكافة المراحل التعليمية، مستنكرا موقف الجهات المعنية من عدم السعى وراء تضمين الشركات المصرية فى مشروع تأهيل البنية التحتية للمؤسسات التعليمية واستخدامها للمنصات الإلكترونية للاستفادة منها فى مختلف المدارس والإدارات التعليمية.
وأشار إلى أن أولياء الأمور كان لديهم حاجز نفسى ومخاوف من استخدام التعليم الرقمى لأبنائهم فى المدارس قبيل ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وشدد على ضرورة تكثيف تنظيم دورات تدريبية للمعلمين على استخدام منصات التعليم عن بعد وكيفية التواصل مع الطلاب فى تلقى الدروس والمحاضرات خاصة مع زيادة عدد المنصات الإلكترونية المعتمدة من قبل وزارة التعليم.
ورأى طارق خليل رئيس جامعة النيل الأهلية أن استخدام الجامعات المصرية لمنصات التعليم الإلكترونى ارتفع بنسبة %70 مقارنة مع الفترات السابقة فى ضوء تنمية المهارات وتلقى الكورسات والدورات التعليمية؛ ومواكبة التطور التكنولوجى فى قطاع التعليم.
وأضاف أن شركات حلول التعليم تهدف إلى إنشاء منصات ذكية توفر للطلاب إمكانية الوصول إلى شرح المحاضرات عبر وسائل الإنترنت المختلفة فى الجامعات المصرية قبل ظهور جائحة كورونا.
وعلق قائلا: «تقدم شركات التكنولوجيا الدعم الفنى ونقل الخبرة المتخصصة فى مجال التعليم، حيث توفر لهم الدعم فى كافة المراحل بدءًا من دراسة وتحليل السوق ودراسة المنافسة، وكذلك الدعم فى التطوير المستمر للمنتج والخدمات التى يقدمونها، مع التخطيط للتنفيذ ووضع إستراتيجية للمراقبة والتقييم، ويعقب ذلك إمدادهم بالاستثمارات المطلوبة من أجل النمو والتوسع، ثم فتح الفرص أمامهم فى مختلف الأسواق».