«لا يُسمن ولا يُغنى من جوع».. هكذا رأت شركات أسمنت عاملة بالسوق المحلية ومقيدة بالبورصة المصرية أثر خفض أسعار المازوت الذى أقرته مؤخرا الحكومة على أعمالها، مع اعتمادها على الطاقة البديلة أو الغاز.
ويدرس البعض تمديد اتفاق توريد الفحم البترولى محليا، لضمان توفير الوقت والمواد الخام بشكل أسرع، والتكلفة أيضا التى تُمثل أحد العناصر الضاغطة على الصناعة المُتردية أوضاعها منذ سنوات.
وتعانى شركات الأسمنت من ضعف شديد فى الطلب، مع تُخمة بالمعروض، وغلق كامل للحلقات التصديرية بسبب تراجع تنافسية الأسعار، ما أثر على إيرادات الشركات إما بتضاعف الخسائر أو بتراجع الربحية.
ويقول مسؤولون بالشركات إن الضغوط التى تواجهها الصناعة أصبحت مرتبطة فى المقام الأول بالضعف الشديد فى الطلب، فضلا عن عدم إمكانية التصدير.
كانت الإدارة المصرية أعلنت فى وقت سابق من الشهر الجارى خفضا لأسعار المنتجات البترولية شمل المازوت إلى 3900 جنيه للطن بدلا من 4250، وسبق هذه الخطوة خفض سعر الغاز للصناعات ليصبح 4.5 دولار/ مليون وحدة حرارية، بدلا من 6 دولارات سابقا لصناعة الأسمنت.
وتشمل شركات الأسمنت المُدرجة بالبورصة المصرية: الإسكندرية أسمنت بورتلاند، وجنوب الوادى للأسمنت، والعربية للأسمنت، ومصر بنى سويف للأسمنت، ومصر للأسمنت – قنا، والسويس للأسمنت، وتابعتها أسمنت طرة المتوقف نشاطها نتيجة الضغوط التى يواجهها القطاع.
مصر بنى سويف للأسمنت
وقال فاروق مصطفى، نائب رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب لمصر بنى سويف للأسمنت، إن أثر الخفض فى أسعار المازوت لن يخفض تكاليف الإنتاج، نظرا لاعتماد الشركة على الفحم والطاقة البديلة فى تشغيل أفران الأسمنت، إلا أنه قد يساهم بشكل ضعيف فى خفض التكاليف المتعلقة بتشغيل الماكينات.
يشار إلى أن أرباح مصر بنى سويف للأسمنت تراجعت %72 فى أول 9 أشهر من العام الماضي، لتسجل 67.11 مليون جنيه، مقارنة بنحو 238 مليون جنيه، الفترة المناظرة من العام السابق، وسجلت الإيرادات انخفاضا إلى 1.36 مليار جنيه، مقابل 1.45 مليار جنيه.
كان مصطفى قال فى تصريحات سابقة لـ«المال» إن الشركة خفضت طاقتها الإنتاجية إلى %50 فى مواجهة ارتفاع التكاليف، خاصة أسعار الطاقة، وتراجع أسعار البيع فى ظل المنافسة الشديدة.
الإسكندرية بورتلاند
وقالت مصادر بشركة الإسكندرية بورتلاند للأسمنت، إن الشركة لن تتأثر بالقرار فى ظل اعتمادها على مزيج من الطاقة يشمل الفحم، والطاقة البديلة، توفره له مجموعة تيتان الأم عن طريق الاستيراد على صعيد الفحم، وتعاقداتها مع محافظتى الإسكندرية، وبنى سويف للطاقة البديلة.
«الإسكندرية بورتلاند»: نعتمد فى توفير الطاقة على الشركة الأم واتفاقيات المحليات
وحول صعوبة الاستيراد الفترة الراهنة، أوضحت المصادر، أن الشركة لديها عادة مخزون من المواد الخام لفترة تتراوح بين 3 و 6 أشهر.
كانت خسائر الإسكندرية للأسمنت سجلت تراجعا بنسبة %40 العام الماضي، أرجعته المصادر إلى انخفاض مصروفات التمويل، وفوائد القروض المستحقة على الشركة.
وسجلت خسائر الشركة 236.3 مليون جنيه، مقابل 394 مليون جنيه العام السابق، فيما تراجعت الإيرادات إلى 2.19 مليار جنيه، مقابل 2.86 مليار جنيه فى 2018.
السويس للأسمنت
وقالت مصادر بشركة السويس للأسمنت إن الشركة تعتمد بنسبة %100 على الطاقة البديلة التى تشمل الفحم، والمخلفات مما يجعل خفض أسعار المازوت لا أثر له عليها.
السويس»: تدرس مد اتفاق توريد الفحم البترولي
وأشارت المصادر، التى فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن السويس للأسمنت قد تقوم بتجديد اتفاق توريد الفحم البترولى الذى وقعته العام الماضي، لمساهمته فى توفير المواد الخام اللازمة للصناعة دون الاضطرار لانتظار عمليات الاستيراد.
كان صافى خسائر السويس للأسمنت سجل تراجعا هامشيا بـ %10.6 فى 2019، إلى 1.18 مليار جنيه، مقارنة بـ 1.34 مليار جنيه فى 2018، وذلك رغم انخفاض المبيعات إلى 6.46 مليار جنيه، مقابل 7.43 مليار جنيه العام السابق.
جنوب الوادى للأسمنت
وقال أحمد الميقاتي، نائب رئيس مجلس إدارة جنوب الوادى للأسمنت، إن الشركة تعتمد على الغاز بنسبة %100 وبالتالى لن يؤثر خفض أسعار المازوت عليها إيجابا أو سلبا.
وأضاف الميقاتى أن شركته تنتج 1.5 مليون طن أسمنت سنويا يتم بيعها بالكامل، فيما نفى أى اتجاه لدى الشركة لخفض الإنتاج نتيجة الضغوط التى يواجهها القطاع حاليا.
«جنوب الوادي»: نستخدم الغاز بنسبة %100
وتضاعفت خسائر جنوب الوادى 9 مرات بأول 9 أشهر من العام الماضي، لنحو 194 مليون جنيه، مقارنة بـ نحو 17 مليون جنيه العام السابق، وصاحب ذلك تراجعا بمبيعات الشركة خلال نفس الفترة إلى 345.26 مليون جنيه، مقابل 656.3 مليون جنيه بالفترة المقارنة من 2018.
العربية للأسمنت
وقال كريم نجيب، رئيس علاقات المستثمرين فى العربية للأسمنت لـ«المال»، إن خفض أسعار المازوت ليس له أى تأثير على الشركة سواء بالسلب أو الإيجاب، نظرا لعدم إعتمادها الشركة عليه بسبب الارتفاع الكبير فى أسعاره، ولاعتمادها فى الصناعة على مزيج وقود يشمل الفحم، والطاقة البديلة بنسبة %80 و%20 على الترتيب.
وأشار نجيب إلى أن الشركة تقوم حاليا بدراسة تمديد اتفاق توريد الفحم البترولى الذى كانت وقعته مع الشركة المصرية للتكرير العام الماضى لتوريد 300 ألف طن فحم بترولى سنويا، نظرا لكونه بديلا محليا بلا مصروفات شحن واستيراد.
«وتنتج العربية للأسمنت حاليا 4.5 مليون طن يتم تصريفها بالكامل لحلقات الجملة التى تقوم بالتوريد للمستهلك النهائي»، بحسب نجيب.
وتراجعت أرباح العربية للأسمنت العام الماضى بنسبة 87.5%، إلى نحو 29 مليون جنيه، مقارنة مع 231.6 مليون جنيه العام السابق، وسط انخفاض جزئى فى المبيعات إلى 3.1 مليار جنيه، مقارنة بنحو 3.3 مليار جنيه فى 2018.