تتجه شريحة واسعة من عملاء سوق السيارات للبحث عن قطع غيار المقلدة لإصلاح سياراتهم فى ظل نقص المتاح من المكونات الأصلية؛ على خلفية أزمة الشحن العالمى التى تعصف بسلاسل التوريد؛ كجزء من تداعيات أزمة كورونا التى تجتاح العالم منذ أكثر من عامين؛ وفقًا لمسئولين بقطاع السيارات.
يجد المستوردون صعوبات كبيرة فى الوصول إلى احتياجاتهم الكاملة من مختلف قطع الغيار والمكونات بسبب عمليات إغلاق المصانع العالمية ضمن الإجراءات الاحترازية التى تطبقها الدول والمصانع لمواجهة انتشار الوباء؛ وإذا تمكن المستوردون من الوصول إلى جزء من طلبياتهم أو كافة احتياجاتهم؛ فإنهم يواجهون أزمة فى الوصول إلى سفن الشحن والحاويات اللازمة لنقل البضائع؛ الأمر الذى يتسبب فى تأخير كبير لحين وصول الشحنات فضلًا عن ارتفاع مبالغ فيه بتكاليف النقل.
انعكست هذه الأزمة فى السوق المحلية عبر عدة مؤشرات؛ أولها الارتفاعات الكبيرة فى أسعار قطع الغيار؛ حيث يلجأ المستوردون لنقل أعباء تكاليف الشحن الإضافية إلى المستهلكين فضلًا عن طول فترات الانتظار لإصلاح السيارات بسبب نقص المتاح من المكونات.
خالد سعد: ارتفاعات قياسية فى الأسعار.. والأزمة تشمل كافة العلامات التجارية
يوضح خالد سعد مدير عام بريليانس البافارية للسيارات أن السوق المحلية تواجه حاليًا أزمة فى المعروض من قطع الغيار على خلفية أزمة الشحن الدولي؛ إذ لا تتوافر احتياجات المستوردين من الحاويات المستخدمة فى عمليات النقل والشحن من الخارج؛ الأمر الذى يتسبب فى استغراق فترات طويلة لوصول الشحنات المستوردة إلى الموانئ المصرية.
لفت إلى أن شريحة من العملاء بدأت تبحث عن بدائل غير أصلية لقطع الغيار المطلوبة لسياراتها بدل الانتظار فى قوائم الحجز لفترات طويلة؛ موضحًا أن الأزمة تشمل كافة العلامات التجارية المتاحة فى السوق المحلية.
أوضح أن الأزمة انعكست على أسعار قطع الغيار إذ ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية؛ فى الوقت الذى تعتبر فيه المنتجات غير الأصلية أقل سعرًا.
علاء السبع: زيادة فترة إصلاح السيارات لعدم توافر كافة المكونات المطلوبة
أوضح علاء السبع رئيس مجلس إدارة شركة السبع أوتوموتيف أن ازمة قطع الغيار تكمن بشكل رئيسى فى ارتفاع أسعار الشحن الدولى وعدم توافر السفن وحاويات نقل البضائع اللازمة لتوفير الكميات المناسبة للسوق المحلية من قطع الغيار؛ مشيرًا إلى أن خدمات الشحن أصبحت غير متاحة بشكل مستمر.
أضاف أنه يوجد نقص فى حجم الإنتاج العالمى من قطع الغيار بسبب عمليات الإغلاق التى تلجأ إليها الشركات من حين لآخر بسبب الإجراءات الاحترازية الرامية إلى الحد من انتشار وباء كورونا؛ مشيرًا إلى أن الأزمة تشمل كافة المنتحات وغير قاصرة على قطاع السيارات.
لفت إلى أن إيجاد وسيلة شحن أصبح من الأمور الصعبة بالنسبة للمستوردين بسبب اشتراط وصول حجم الحمولات إلى مستوى معين قد لا تكفى له الشحنات التى يتعاقد عليها أحد المستوردين بما يستوجب الانتظار لفترات طويلة لحين الوصول إلى الحمولات المطلوبة وهو ما يتسبب فى تكاليف إضافية للتخزين بالموانئ فضلًا عن لجوء شركات الشحن لرفع الرسوم المطلوب دفعها.
اتفق مع الرأى السابق فى أن الأزمة تشمل كافة العلامات التجارية للسيارات وغير قاصرة على منتجات بعينها؛ مضيفًا أن الشركات كثيرًا ما تطلب كميات معينة من قطع الغيار تكفى احتياجات مراكز الخدمة والصيانة؛ لكن الأزمة تكمن فى أن الكميات لا تصل فى المواعيد المطلوبة فضلًا عن أنها لا تتضمن كافة المكونات التى يطلبها المستوردون مما يتسبب فى مشكلات مع بعض العملاء اذ يضطرون إلى الانتظار لفترات طويلة حتى يتم إصلاح سياراتهم.
أشار إلى أن قطاع السيارات يمر حاليًا بحالة من الارتباك والغموض بشكل يصعب معه توقع موعد تحسن الأوضاع بالنسبة للمعروض من السيارات أو قطع الغيار؛ خاصة فى ظل الأوضاع المتقلبة المتعلقة بوباء كورونا حيث ظهور المتحورات المتتالية وما يعقبها من عمليات اغلاق مفاجئ فى الدول والمصانع؛ بشكل يربك عمليات الإنتاج والتوريد من قبل الشركات العالمية.
لفت إلى أن هذه الحالة من الغموض تخيم على كافة الأمور المتعلقة بقطاع السيارات سواء حجم المعروض من مختلف الطرازات أو حجم الاستثمارات التى تخطط الشركات لضخها فى مراكز الخدمة وصالات العرض أو تدشين أى توسعات جديدة.
شلبى غالب: التجار استعانوا بالمخزون لتلبية الطلب.. والإنتاج المحلي غير كاف
قال شلبى غالب رئيس شركة طيبة لقطع الغيار إن شركات استيراد قطع الغيار تواجه أزمة شديدة منذ نحو 3 أشهر بسبب توقف عمليات التوريد من الخارج؛ كجزء من تداعيات وباء كورونا على صناعة السيارات العالمية؛ موضحًا أن الشركات المصدرة تبرر هذا التوقف بعد توافر مكونات الإنتاج أو بسبب الاغلاقات الناجمة عن وباء كورونا أو على خلفية الزمة التى تجتاح قطاع الشحن والنقل الدوليين.
أوضح أن الأزمة تشمل قطع الغيار المختلفة سواء الخاصة بالسيارات الأوروبية أو اليابانية أو الصينية أو الكورية أو الأمريكية المتداولة فى السوق المحلية؛ لافتًا إلى أن الموردين العالميين وعدوا بحدوث انفراجة فى عمليات التوريد خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
لفت إلى عدم وجود بديل محلى للغالبية العظمى من قطع الغيار المتداولة فى السوق المحلية مع استثناءات بسيطة؛ إلى جانب أن كثيرًا من العملاء المالكين لسيارات حديثة يرغبون فى استعمال قطع غيار أصلية؛ الأمر الذى يضغط على حجم المعروض من المنتجات المستوردة.
أشار إلى أن شركات قطع الغيار اعتمدت خلال الفترة الماضية على المخزون لتدبير طلبات العملاء؛ لضمان استمرار وتيرة التشغيل لديهم دون توقف فى ظل تحمل أعباء كثيرة فى صورة تأمين أو أجور أو رسوم خدمات ومرافق.
يذكر أن قطاع السيارات يمر بأزمة تتعلق بنقص المعروض من السيارات الكاملة أيضًا بسبب أزمة نقص الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) التى تضرب صناعة السيارات العالمية، وتعود للجوء الشركات الأم المنتجة للسيارات خلال الشهور الأولى من وباء كورونا؛ إلى خفض تعاقداتها مع الشركات المصنعة لأشباه الموصلات بعد الاضطرار إلى الإغلاق الكلى أو الجزئى ضمن إجراءات مكافحة انتشار وباء كورونا.
تزامن خفض تعاقدات شركات السيارات مع مصنعى الرقائق مع زيادة الطلب على المنتجات الإلكترونية خلال فترة بقاء الناس فى المنازل وزيادة اعتمادهم على الإلكترونيات لتسيير أمور الدراسة والعمل من المنازل. ومع تخفيف اجراءات الاغلاق وعودة شركات السيارات للعمل من جديد؛ لم تنجح فى تدبير احتياجاتها من أشباه الموصلات؛ بسبب عدم قدرة المنتجين على تدبير احتياجات شركات السيارات ومنتجى الأجهزة الإلكترونية بالكميات المطلوبة من الطرفين فى نفس الوقت، وهو ما تسبب فى لجوء العديد من شركات السيارات مرة أخرى إلى الإغلاق أو خفض الطاقة الانتاجية.