تحتفل وزارة الداخلية كل عام في 25 من يناير بعيد الشرطة، الذي يعد تخليدًا لمعركة الإسماعيلية التي وقعت في 25 من يناير عام 1952 قبيل ثورة 23 يوليو، وراح ضحيتها أكثر من 50 شهيدُا و80 مصابًا، بعد رفض رجال البوليس –آنذاك- تسليم مبنى المحافظة لقوات الاحتلال الإنجليزي، والدفاع عنها حتى استشهادهم.
شاهدة عيان تروي تفاصيل معركة الإسماعيلية
وعن شهود العيان على المعركة، روت سيدة بدر، من أبناء محافظة الإسماعيلية، ما حدث في ذلك اليوم، قائلة: “يوم 25 يناير 1952، كان موافق يوم الجمعة، وكنت في الثانوية العامة، وعلى الساعة 11 صباحًا سمعنا صوت المدافع وطلقات النيران، واعتقدنا وقتها أن رجال الاحتلال تهاجم المنازل”.
وأضافت في إحدى لقاءاتها التليفزيونية: “كنا نبعد عن قسم البوليس –كما نسميه- أو مديرية أمن الإسماعيلية حاليًا، حوالي 6 شوارع، فأنا من سكان شارع الثلاثين، وتأكد لنا أن الضرب هناك، وكنا نسمعه بشكل مفزع”.
وتابعت: “في هذا اليوم سقط ما يقرب من 50 شهيد مسلم ومسيحي، وخرجت جثامينهم محمولة على نعش خشب من شارع الثلاثين، وكان ضيق عن الآن، والمشهد مهول، وعدد الشهداء كبير جدًا”.
حاربوا لآخر طلقة
وأكدت أنه في ذلك الوقت جاء لرجال البوليس تعليمات من وزير الخارجية سراج الدين، وطالبهم بعدم الاستسلام لآخر جندى وآخر طلقة، ثم نصرهم الله”.
وأوضحت أن معركة الإسماعيلية كانت سببًا في اندلاع ثورة 23 يوليو، وبعد المعركة حدث حريق القاهرة، ثم الثورة.
وأردفت في الإسماعيلية اتخذنا تلك المعركة عيدًا قوميًا لنا، لكن بعدها أصبح عيدًا للشرطة.
وقالت الشاهدة: القائد الإنجليزي بعد تلك المعركة حيا الشرطة والجيش، فالفدائيين كانوا يساندوهم لأن خط القنال كله رجال، وكانوا يأتون لهم بالذخيرة من كامب البومب”.
واختتمت: “كل تحية لكل شهيد بذل روحه في سبيل البلد”.
15 معلومة عن معركة تحولت عيدًا للشرطة
وتسلط “المال” الضوء على أبرز 15 معلومة عن معركة الإسماعيلية، التي اتخذتها وزارة الداخلية عيدًا للشرطة.
1- البداية عندما اشتد التوتر بين مصر وبريطانيا بسبب الأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم، ما أدى لخسارتهم إضافة إلى انسحاب العمال المصريين من العمل معهم، بعدما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء الراغبين في ترك عملهم للمساهمة في الكفاح الوطني عام 1951، وسجل خلال شهر ونص ما يقرب من 91 ألف عامل، وتوقفوا عن إمداد ضباط بريطانيا بالاحتياجات المعيشية.
وزير الداخلية يرفض تسليم المحافظة ويطالب بالقتال لآخر جندي
2- في صباح الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة، البريجادير أكسهام، ضابط الاتصال المصري وسلمه إنذارًا بتسليم البوليس الأسلحة والجلاء عن مبنى محافظة الإسماعيلية، وتترك المنطقة كلها عائدة إلى القاهرة.
3- رفض رجال البوليس وقتها الإنذار البريطاني وأبلغوا وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا، الذي أٌقر الموقف، وطالبهم بالصمود لآخر جندي.
4- تسبب الرفض في غضب القائد، وحاصر قسم بوليس الإسماعيلية بدباباته وعرباته المصفحة، بعدما أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطالبه بتسليم أسلحة جنوده وعساكره، لكنهم رفضوا.
7 آلاف بريطاني يحاصرون 800 جندي بدبابات السنتوريان
5- بدأت قوات الاحتلال الإنجليزي إطلاق القنابل بشكل مركز بدون توقف، ولمدة زادت عن ساعة على رجال الشرطة، ولم تكن القوات مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة.
6- حاصر جنود الاحتلال مبنى قسم البوليس الصغير، والمحافظة، ما يقرب من 7 آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريان الثقيلة وعرباتهم المصفحة، بينما الجنود المصريين المحاصرين لا يزيدون عن 800 جندي لا يحملون سوى البنادق.
استمرت 3 ساعات وسقط فيها 50 شهيدًا
7- دارت معركة بين الجانبين لأكثر من 3 ساعات متواصلة، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة مع الجنود المصريين.
8- استشهد نتيجة القتال 50 شهيدًا، و80 جريحًا من رجال الشرطة، إضافة إلى بعض المدنيين.
القائد البريطاني يعجب بشجاعة الضباط ويؤدي التحية للشهداء
9- أبدى الجنرال أكسهام إعجابه بشجاعة المصريين، وقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال في ذات الوقت: “لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا”.
10- أمر القائد البريطاني رجاله بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من المحافظة، تكريمًا لشجاعتهم.
شرارة طرد الاستعمار
11- في صباح السبت 26 من يناير 1952، انتشرت أخبار المعركة في مصر، واستقبلت بالغضب، وخرجت مظاهرات بالقاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة فيها.
12- تسبب هذه الأجواء في حريق القاهرة، مع تدهور شعبية الملك فاروق، مما مهد لقيام الظباط بحركة 23 يوليو بقيادة اللواء محمد نجيب في نفس العام.
13- تعد معركة الإسماعيلية شرارة ثورة 23 يوليو 1952.
معرض لتخليد ذكرى الشهداء
14- سقط في تلك المعركة 18 جندي بريطاني و12 جريح، واستخدموا فيها 6 دبابات سنتوريان.
15- أنشأت وزارة الداخلية معرضًا يضم لقطات حي من أرض المعركة التي تخلد ذكرى الشهداء، واعتبرته عيدًا لها.
كانت وزارة الداخلية نظمت احتفالية في أكاديمية الشرطة بعيدها الـ68، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
وكرم السيسي عددًا من أسر الشهداء، وصباط وقيادات الشرطة، وأهداهم أوسمه وأنواط الامتيار من الدرجة الأولى والثالثة.
وأنتجت وزارة الداخلية في فيلمًا وثائقيًا عن معركة الإسماعيلية في تلك المناسبة، وتابعت فيه نضال رجال الشرطة لحفظ الأمن، تحت عنوان “هنا مصر”.