ومن مختار المختارات التى اختارها الأستاذ العقاد من شعر عمر بن أبى ربيعة ، مختارات أو قصائد أخرى يجدر أن نستعرضها..
«الشهادة المقبولة»
يا قضاة العباد إن عليكم فى تقى ربكم وعدل القضاء
أن تجيزوا وتشهدوا لنساء وتردوا شهادة لنساء
فانظروا كل ذات بوص ردّاح فأجيزوا شهادة العجْزاء
( العجزاء ذات العجيزة العظيمة والممتلئة )
«زعموا وزعم»
زعموا أننى بغيرك صب جعل الله من أحب فداكا
فلو أن الذى عتبت عليه خيًّر الناس واحدًا ما عداكا
ولو استطاع أن يقيك المنايا غير غبن بنفسه لوقاكا
«المنبر أخيرًا»
رأين الغوانى الشيب لاح بعارضى فأعرضن عنى بالخدود النواضر
وكن إذا أبصرننى أو سمعننى سعين فرقعن الكوى بالمحاجر
( الكوى جمع كوة وهى الفتحة فى الحائط )
«بصر مغطى»
قالت وأبثثتهّا حبى وبحت به : قد كنت عندى تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولى ؟ فقلت لها غطى هواك وما ألقى على بصرى
«الأقربون أولى»
حى طيفًا من الأحبة زارا بعد ما صرّع الكرى السُّمَّارا
طارقًا فى المنام تحت الدجى الليـ ل ضنينًا بأن يزور نهارا
قلت : ما بالنا جُفينا وكنا قبل ذلك الأسماع والأبصارا
قال : إنا كما عهدت ولكن شغل الحلى أهلُه أن يعارا
«شراب شاف»
كيف اصطبارى عن فتاة طفلة بيضاء فى لون لها ذى زبرج
نافت على العذاق الرطيب بريقها وعلى الهلال المستبين الأبلج
لما تعاظم أمر وجدى فى الهوى وكلفت شوقًا بالغزال الأدعج
…………………………………………………………….
…………………………………………………………….
فخرجت خوف يمينها فتبسمت فعلمت أن يمينها لم تحرج
فتناولت رأسى لتعلم مسه بمخضب الأطراف غير مشنج
فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
( الزبرج الذهب والزخرف – العذاق الغصن ذو الشعب – الحشرج النقرة فى الجبل )
«أكبر الكبائر»
إن من أعظم الكبائر عندى قتل حسناء غادة عطبول
قتلت باطلاً على غير ذنب إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
( العطبول الفتاة الجميلة طويلة العنق والأبيات قيلت فى مقتل عمرة بنت النعمان لاتهامها بالدعوة إلى نبوة المختار الثقفى )
«مفتون فاتن»
يشهد الله على حبى لكم ودموعى شاهد لى والحزن
قلت : يا سيدتى عذبتنى قالت اللهم عذبنى إذن !
«معالم الطريق»
إن لى عند كل نفحة ريحا ن من الورد أو من الياسمين
نظرة والتفاتة أترجى أن تكونى حللت فيمن يلينا
«اختصار»
جعلت طريقى على بابكم وما كان بابكم لى طريقا
صرمت الأقارب من أجلكم وصافيت من لم يكن لى صديقا
«ولو فى الطريق»
أحب لحب عبلة كل صهر علمت به لعبلة أو صديق
ولولا أن تعنفنى قريش وقول الناصح الأدنى الشفيق
لقلت إذا التقينا قبلينى ولو كنا على ظهر الطريق
«فى الحلم»
أيا من كان لى بصرًا وسمعًا وكيف الصبر عن بصرى وسمعى
يقول العاذلون نأت فدعها وذلك حين تهيامى وولعى
أأهجرها وأقعد لا أراها وأقطعها وما همت بقطعى
وأقسم لو حلمت بهجر هند لضاق بهجرها فى النوم ذرعى
وبذلك وصلت سفينة الأستاذ العقاد مع الشاعر إلى شاطئها.
(انتهى)
rattia2@hotmail.com
www. ragai2009.com