من المعروف أنه يتم عرض الأفلام السينمائية دائما في دور العرض، وبعد ذلك يتم عرضها في كثير من الأحيان على بعض مواقع الإنترنت الهامة والقنوات الفضائية التليفزيونية أيضا.
الا أنه مع فيلم “صاحب المقام” للمنتج أحمد السبكي كان الأمر مختلفا ويحدث لأول مرة في السينما المصرية، بطرح الفيلم الساعات الماضية أولا على منصة شاهد الرقمية ثم عرضه للجمهور في السينمات..
فهل تنجح هذه التجربة الأيام القادمة وتحقق الهدف منها؟ وهل تكون بداية جديدة للسينما المصرية، خاصة في ظل الظروف الحالية للصناعة؟.. أسئلة كثيرة يجيب عليها بعض النقاد والمتخصصين في السطور التالية..
أمير أباظة: من حق منتج الفيلم استرداد أمواله والتجربة ستكون مشجعة
يرى امير اباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي أنه في الماضي كانت هناك افلام سينمائية لا تطرح في السينمات وتصدر للخليج، مما يؤكد أننا لسنا أمام فيلم مقاولات وإنما فيلم سينمائي مهم.
وأضاف أن المنصات الرقمية الإلكترونية في الظروف الحالية، هي مستقبل السينما المصرية والعالمية لأنها تحقق إيرادات كبيرة من خلال الاشتراكات التي يدفعها الأشخاص في هذه المنصات لمشاهدة المحتوى المقدم فيها سواء سينما أو مسلسلات أو مسرح أو غيرها.
وتابع: “لذلك ربما تكون خطوة عرض فيلم صاحب المقام على منصة إلكترونية قبل طرحه في السينمات للجمهور جيدة ويحقق المنتج أحمد السبكي منها إيرادات مرتفعة من خلال العرض الحصري على منصة شاهد ثم عرضه على منصات أخرى إلكترونية أيضا”.
واستكمل: “اعتدنا منذ سنوات طويلة على طرح الأفلام السينمائية في دور العرض أولا ثم عرضه على أي قناة فيما بعد حتى نعتبره فيلما سينمائيا”.
وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تكرار تجربة فيلم صاحب المقام في أكثر من فيلم سينمائي أيضا، لاسيما مع اختلاف حالة المشاهدة للأفلام منذ فترة وزيادة دور العرض السينمائي.
وكشف أباظة أيضا عن أنه منذ سنوات طويلة حينما كان يعرض فيلم ناصر 56 في أحد دور العرض، وكان يوجد 2500 شخص وقتها في السينما وبسبب اندماج الناس مع الفيلم لم نسمع نفس اي شخص في دور العرض، مؤكدًا: “افتقدنا حاليا طقسا مهما جدا وهو المشاهدة الجماعية في دور العرض، لذلك المنتج من حقه أن يسترد أمواله في ظل هذه الظروف الصعبة الحالية”، مشيرا إلى أن أي فيلم سينمائي سيعرض حاليا بدور العرض لن يحقق إيرادات مرتفعة. .
أحمد سعد الدين : مشاهدة الفيلم على منصة تفقد بريق وروح السينما لكن تعوض المنتج أمواله
وقال الناقد الفني أحمد سعد الدين إن ازمة فيروس كورونا الحالية أثرت بدرجة كبيرة على السينما المصرية، وبرغم ان دور العرض تم فتحها مؤخرا بطاقة استيعابية 25 في المئة، إلا أن هذه النسبة لن تغطي تكلفة انتاج فيلم سينمائي مهم وكبير مثل صاحب المقام ليسرا وآسر ياسين.
وأشار إلى أنه بالتالي لجأ المنتج أحمد السبكي لفكرة جديدة تماما تحدث لأول مرة في السينما المصرية، بطرح الفيلم على إحدى المنصات الرقمية الحديثة، خاصة أن هذه المنصات تدفع أموالا كثيرة لعرض الأعمال الفنية حاليا تكفي لتغطية تكلفة الفيلم للمنتج.
وأضاف: “حينما يطرح الفيلم على منصة ويحصل المنتج على تكلفته منها، ويتواجد معه التوزيع الداخلي والخارجي أيضا فذلك مكسب كبير له، بالإضافة إلى أنه لو طرحه في السينمات فيما بعد فسيحقق عائد وإيرادات إضافية”.
وأوضح سعد الدين أن الأزمة أن المشاهدة على هذه المنصات الرقمية، تفقد معنى وبريق وروح السينما لأن هناك فرق كبير بين مشاهدة فيلم في دار عرض مغلقة وأمامنا شاشة كبيرة لمدة ساعتين والتريكز يكون مختلفًا تماما مقارنة بالمشاهدة على منصة إلكترونية ليس فيها هذه الروح.
وقال أيضا إن العرض على منصة رقمية حاليا، فيه انعاش لصناعة السينما المصرية في ظل ظروف فيروس كورونا وللمنتجين السينمائيين مثل أحمد السبكي.
أشرف صقر : السبكي استعجل الحصول على أمواله ولم يهتم بأهمية العرض السينمائي
بينما يرى المنتج السينمائي أشرف صقر أن تجربة عرض فيلم صاحب المقام على منصة إلكترونية قبل طرحه في السينمات برغم أنها جديدة لكن لن تكون جيدة في رأيه، برغم ان “بلاتفورم” المحلية والعالمية تعتبر إحدى وسائل التوزيع الجيدة لإنقاذ المنتج وتعويض أمواله.
ولفت إلى أن لكن السبكي لجأ لهذه الفكرة من أجل تعويض تكلفة فيلم صاحب المقام، وكان من المفترض أن يعرض للجمهور في السينما أولا ثم طرحه على المنصات.
واوضح صقر أن معنى طرحه على منصة أولا، أنه تم استعجال الحصول على أموال فقط دون النظر لأهمية عرضه في دور العرض السينمائية، مشيرا إلى أن هذه التجربة لم تكن مدروسة بالشكل الجيد لأن تكلفة مشاهدة فيلم في السينما 150 جنيها مثلا انما ثمن الاشتراك في منصة معينة نفس المبلغ ويمكن وقتها مشاهدة اكثر من فيلم ومسلسل، ومعنى ذلك تدمير لصناعة السينما لو تم الاهتمام بعرض الأعمال على هذه المنصات قبل العرض السينمائي.