تفتح المحاذير البيئية والصحية الباب للتوسع في استخدام المبيدات البيولوجية بديلا عن نظيرتها الكيماوية ومن المتوقع لذلك أن يتضاعف حجم سوق المبيدات البيولوجية العالمية إلى 886 مليون دولار بحلول عام 2024، حسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز.
تم استخدام المبيدات الحشرية الكيماوية بداية من منتصف القرن العشرين.
وفي عام 2013 قرر الاتحاد الأوروبي فرض حظر على المبيدات الحشرية المشتملة على المواد الكيماوية المدرجة تحت مسمى neonics. وتم العام الماضي تمديد هذه الحظر.
ويوضح الجراف التالي الحصة السوقية لسوق المبيدات الكيماوية والبيولوجية بالدولار الأمريكي:
ويتزايد في الوقت الراهن استخدام وسائل المكافحة البيولوجية.
ويعني هذا اللجوء إلى المفترسات والطفيليات كوسيلة للقضاء على الآفات النباتية التي تفتك بالمحاصيل الزراعية بديلا عن الكيماويات.
وتشمل المكافحة البيولوجية إطلاق الأعداء الطبيعيين للآفات الزراعية عن طريق جلبها إلى المحاصيل المراد حمايتها أو تشجيع نمو المفترسات المتواجدة فعليا داخل نطاق البيئة المحلية.
وتعد مزارع الفاكهة والخضروات والبساتين والحدائق ضمن الأسواق الأكثر أهمية لوسائل المكافحة البيولوجية.
وذلك بفضل اختصاصها بزراعة محاصيل عالية القيمة وتركزها داخل أماكن صغيرة نسبيا.
جني أموال جراء بيع بذور النباتات
وتقول فاينانشال تايمز أن الشركات المصنعة للمبيدات البيولوجية تجني أموالا جراء بيع بذور النباتات التي تدعم حشرة مفيدة أو تزويد المزارعين بأدوات لمراقبة أعداد الآفات.
وهناك فرصة كبيرة أمام هذه الشركات للنمو. وقامت، على سبيل المثال، شركة ابلايد بيونمكس الكندية، ببيع 13 نوعا من المفترسات.
وينطبق الأمر ذاته على شركة كوبارت الهولندية وشركة بينافشال انسكتري الأمريكية.
لا تزال شركات المبيدات البيولوجية صغيرة الحجم
ولا تزال، برغم هذا، أعداد الشركات المتخصصة في المكافحة البيولوجية صغيرة للغاية مقارنة بالحجم الضخم للشركات المصنعة للمبيدات الحشرية الكيماوية التقليدية.
وتضم الفئة الأخيرة شركات عملاقة مثل شركة سنجنتا وباير وباسف وكورتيفا.
وتتسم المبيدات الكيماوية بقدرتها على استهداف الآفات بدقة نسبية وسهولة التحكم فيها.
وتعتمد المبيدات البيولوجية، من ناحية أخرى، على التفاعل المعقد بين المفترسات المحلية وتلك التي تم جلبها من الخارج.
وتتزايد كثيرا صعوبة التنبؤ بسلوك الأخيرة خصوصا في الحقول المفتوحة.
قفزة في سوق المبيدات البيولوجية العالمية
وبدأت المبيدات البيولوجية تكتسب جاذبية خاصة وسط تزايد القيود الرقابية المفروضة على المبيدات الحشرية.
ومن المتوقع أن يكون العامل الأساسي المحرك لسوق المبيدات البيولوجية هو تزايد الطلب في أوروبا على الزراعة العضوية الخالية من الكيماويات.
وتراجح التقديرات تضاعف حجم هذا السوق خلال الخمس سنوات القادمة ليصل إلى 886 مليون دولار عام 2024.