موجة عارمة من الانتقادات والسخرية سادت مواقع السوشيال ميديا حول مسلسل “سكر زيادة” وبطلاته، وخاصة الفنانتين نادية الجندي ونبيلة عبيد. وتركزت الانتقادات والسخرية حول كِبر سن البطلات، ومحاولتهن مغالبة آثار الزمن من خلال عمليات تجميل مُبالَغ فيها وصلت آثارها إلى حد تحويل الوجوه كما لوكانت أقنعة شمعية فاقدة للحياة.
يحدث هذا في وقتٍ لم توجه أي انتقادات تتعلق بكبر السن للفنان عادل إمام الذي يقوم ببطولة مسلسل “فالنتينو” رغم أن عمره يماثل عمر بطلات “سكر زيادة” إن لم يكن يزيد عنهن.
فهل كان هذا الفارق في التعامل بين النجمات النساء ونجمنا الرجل نتاج سيادة حالة تنمُّر بالنساء ناتج عن موروث ثقافي ينظر للمرأة عندما تتقدم فى العمرعلى أنها قد أصبحت عديمة الفائدة، أم أن الأمر يتعلق بمشاكل في العمل الفني الذي قدمته هؤلاء البطلات؟
ماجدة خير الله : تقدُّم أعمار الفنانين فى «سكر زيادة» ليس عيبًا.. والفنان يظل يعمل حتى نهاية العمر
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن الجمهور بدأ انتقاد مسلسل “سكر زيادة” منذ بدء الإعلان عنه، أي قبل أن يشاهد العمل، فالمجتمع المصرى لديه تصور أن المرأة عندما تكبر في السن يتم التخلي عنها، وكأن حياتها قد انتهت ويجب عليها أن تقبع في انتظار النهاية، وهذا موروث ثقافى لشريحة من المجتمع الذين لا يمتلكون الثقافة والوعي.
وأشارت خير الله إلى أنها كانت متحمسة لتجربة المسلسل من أول حلقة، لكن المسلسل انزلق إلى شكل من أشكال التهريج المُبالغ فيه منذ الحلقة الثانية، وذلك من قِبل الفنانة “ويزو”، كما أن كاتب العمل والمخرج لم يستطيعا تقديم محتوى ومضمون يعبر عن تلك الشخصيات الثلاث التى كان من الممكن أن يقدم من خلالها قصصًا جيدة تحكي تجارب كل منهن.
وأضافت خير الله أنه لا يجب الهجوم على الفنانين الذين تقدموا فى العمر، فما دامت لديهم صحة جيدة وقدرة على العمل، يمكنهم أن يستمروا في العمل والإبداع حتى نهاية العمر، وذلك مثل فنانين كبار ظلوا يعملون حتى رحيلهم، من بينهم الفنانة فاتن حمامة، والفنان عمر الشريف، وكمال الشناوى، فكانوا يبدعون بشكل جيد. وبالعكس فإن خبراتهم المتراكمة تجعلهم يقدمون أعمالهم بشكل أفضل.
وتابعت: على المستوى الدولي نجد أيضًا فنانين عظامًا ظلوا يعملون ويبدعون رغم تقدمهم في السن، مثل “الباتشينو” و”روبرت دن نيرو”، فالحياة لا تقف سواء على رجل أو امرأة، ما دام قادرًا صحيًّا على العمل والعطاء.
أما بالنسبة للفنان عادل إمام ومسلسله “فالنتينو” فأقرّت خير الله أن إمام أيضًا بنفس عمر نجمات مسلسل “سكر زيادة”، إلا أن الجمهور اعتاد على تواجده وعلى أنه يقدم كل عام عملًا فنيًّا، لذا فالجمهور لا يضعه فى مقارنة معهن.
صفاء الليثى : عمليات التجميل هي ما استفز جمهور «سكر زيادة»
أما الناقدة صفاء الليثى فقالت إنه لا يجب أن نطلق أحكامًا مسبقة على العمل، بل يجب أن ننتظر نضوج العمل خلال باقى أيام شهر رمضان، مشيرة إلى أن فنانة مثل نادية الجندى- ورغم أن الليثي لم تكن معجبة بتاريخها- فإنها لا تزال محافظة على شكلها رغم عمرها بشكل لافت. كما أن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب هى نجمة لها تقديرها. أما نبيلة عبيد فلديها أدوار متميزة، وأيضًا هالة فاخر تتمتع بخفة الدم، لذا فهى مجموعة لطيفة، لكن الخطأ هو أن كاتب العمل لم يطور الفكرة بشكل جيد، ولم يستطع خلق تنوع فى المواقف، لذا فهن يؤدين حسب المتاح لهن من سيناريو.
وأضافت الليثى أنها ضد الهجوم على الفنانين والسخرية منهم بسبب كبر أعمارهم، لكنها كانت تفضل لو أن الفنانات لم يقمن بكل عمليات التجميل تلك؛ لأنها أدّت لتشوهن، وهو ما أدى إلى استفزاز الجمهور.
ونوهت الليثى بأن حكمها على أي عمل فني يجب أن يقوم على رصد ما له وما عليه، فكل عمل فنى يمكن أن يكون به جانب مهم أو جيد، حتى وإن لم يحقق النجاح الجماهيرى، كما أنه لا يجب أن نتعجل في الحكم على العمل، وهو لم يكتمل بعد، فمن الممكن أن تحدث به تغييرات فيما تبقّى من حلقات خلال شهر رمضان.
وأشارت الليثى إلى أنه من الواضح أننا محتاجون لكُتاب يتخصصون في كتابة أعمال وأدوار للفنانين المتقدمين فى العمر؛ وذلك لأن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى وقت ومعرفة خاصة، موضحة أن الكاتب بشير الديك كان يكتب للفنانة نادية الجندى أعمالًا جيدة، كما كان الكاتب مصطفى محرم يكتب أيضًا للفنانة نبيلة عبيد، وحققت أعمال النجمتين نجاحًا كبيرًا بفضل هذين الكاتبين. أما الكتابة بأسلوب ورش السيناريو فمن الواضح أنها لم تتوافق مع هاتين النجمتين، رغم أنه نجح مع الفنانة يسرا التى استطاعت أن تتماشى مع كُتاب هذا الزمن الذى نعيشه حاليًّا، وكانت أعمالها مع الكُتاب الشباب موفّقة.
خيرية البشلاوى : بطلات «سكر زيادة» يقاوحن الزمن بعمليات التجميل ما جعل الجمهور لا يشعر بالمصداقية
وأكدت الناقدة خيرية البشلاوى أن بطلات مسلسل “سكر زيادة” يحاولن أن يلغين الزمن، ولم يقمن بأدوار تتلاءم مع أعمارهن الحقيقية، ويمكننا مقارنتهن ببعض الفنانات اللاتي فى نفس أعمارهن، مثل الفنانة إنعام سالوسة التى تقدم أدوارًا مقبولة ومتلائمة مع سنها، أو بالراحلة كريمة مختار التى كانت تختار أعمالًا تناسب عمرها وحققت نجاحًا كبيرًا. أما بطلات “سكر زيادة” فقد اعتمدن على عمليات التجميل التي أدت إلى تشوهيهن وجعلت الجمهور يستفز لـ”مقاوحة الزمن”.
أما الفنان عادل إمام فهو متعايش مع عمره، فهو يدرك أنه أصبح ممثلًا كبيرًا في السن، “وهو يتعامل بذكاء مع هذا الواقع، فهو يضم فنانين شبابًا للعمل لكي يخلق حالة توازن في العمل، لكن بطلات مسلسل “سكر زيادة” استفززن الجمهور؛ لأنهن بذلن جهدًا كبيرًا حتى يظل “شكلهن شاب”، وهذا ما أفقد المُشاهد الإحساس بالمصداقية، وشعر بالتزييف فلم يقبلهن.
وأضافت البشلاوى أن مرحلة العمر المتقدم هى مرحلة مهمة ولا يجب أن تعملها الدراما؛ لأن أصحابها هم فئة مهمة من المجتمع، ولديهم خبرات وقصص من الممكن أن تُقدَّم دراميًّا، لكن يجب أولًا أن تنفَّذ بشكل جيد.