تداولت منصات التواصل الاجتماعى الفترة الماضية تغريدات سفراء دول نيوزيلندا وأستراليا وكندا بالقاهرة بشأن الحديث عن المانجو المصرى وجودته، وذلك بعدما نشر سفير نيوزيلندا بالقاهرة جريج لويس، تغريدة بصفحته الرسمية بموقع «تويتر» حول تذوقه المانجو، بعد قيامه برحلة ليوم واحد إلى مدينة الإسماعيلية، وتقديمه لسفير أستراليا بالقاهرة جلين ميلز، بعض من كميات المانجو، الأمر الذى دفع سفير كندا بالقاهرة جيس داتون، ليطلب منه الحصول على هدية مماثلة كما حدث مع السفير الأسترالى.
وبعد ذلك قام سفير نيوزيلندا بالقاهرة بنشر تدوينة أخرى على صفحته لاختيار أفضل أنواع المانجو، وكانت النتيجة لصالح «مانجو عويس» الذى تصدر بنسبة %71 وشارك فى هذا الاستفتاء 7 آلاف شخص.
نيوزيلندا تعتبر شريكًا قوياً ويبحث الجانبان دائماً عن فرص استثمارية جديدة
وقال جريج لويس، سفير نيوزيلندا بالقاهرة، فى حوار مع «المال» عبر البريد الالكترونى، إن العلاقات الثنائية بين مصر ونيوزيلندا تعد جيدة جدا وطويلة الأمد ومبنية على القيم المشتركة للثقة.
ومع ذلك، يبحث البلدان دائمًا عن طرق جديدة ومبتكرة يمكن لهما التعاون من خلالها، وأضاف: نحن دولتان ديناميكيتان، نركز على التجارة ونحرص على العمل معًا بشكل أكبر عبر مجموعة من المجالات.
وقال إن الجانبين يعملان معًا ويتعاونان على الصعيدين الثنائى وكذلك فى المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، مضيفاً أن نيوزيلندا كانت نشطة للغاية مع مصر فى الأمم المتحدة للعمل من أجل نزع السلاح النووى.
وتابع قائلاً إنه فى وقت لاحق من هذا العام، ستنعقد المشاورات المنتظمة مع وزارة الخارجية المصرية ، وهى فرصة لكبار المسؤولين لإجراء تقييم للعلاقات الثنائية المشتركة والنظر فى الفرص الجديدة.
وقال إن زيارته إلى مدينة الإسماعيلية فى شهر أغسطس الماضى كانت فرصة لتذوق وشراء المانجو اللذيذ، مشيراً إلى أنه سمع عن «المانجو الإسماعيلى» من أصدقائه، لذا حرص على تجربتها.
أضاف أنه لم يشعر بخيبة أمل، وقرر أن يغرد عن الزيارة على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”؛ على الرغم من أنه لم يتوقع أبدًا استقبال هذه التغريدة بشكل جيد.
وتابع أنه لدى المصريين الكثير ليفخروا به بفاكهة المانجو، مشيراً إلى أنها حقا لذيذة.
وقال إنه يعتقد أن تغريدته التى نشرها عن فاكهة المانجو أكدت على أهمية الطعام والمأكولات للهوية الوطنية، مضيفاً أنه لم يستمتع بالمانجو أثناء وجوده فى مصر فحسب، بل استمتع أيضًا بالمذاقات العديدة والمتنوعة للمطبخ المصرى.
وأشار أن نيوزيلندا تشتهر بثمار الكيوى، لافتاً إلى أنه يعتقد أن المزيج المثالى سيكون حلوى مع الكيوى النيوزيلندى والمانجو المصرى.
وفيما يتعلق بآخر الإحصائيات الخاصة بالتجارة الثنائية بين البلدين فى الأشهر الثمانية الأولى من العام الجارى وتأثير فيروس كورونا عليها، قال سفير نيوزيلندا بالقاهرة، إن حجم التجارة بين البلدين يبلغ حوالى 300 مليون دولار أمريكى، لكنه أشار أنه ليس لديه الأرقام الخاصة بالتبادل التجارى فى الأشهر الثمانية الماضية لأنها لم تصدر بعد.
أضاف أنه على مستوى العالم ؛ أظهر فيروس كورونا المستجد لنا جميعًا أهمية وجود سلاسل إمداد آمنة وموثوقة، وهذا مهم بشكل خاص مع الأطعمة.
وتابع أنه مع انخفاض عدد الطائرات التى تحلق بسبب القيود المفروضة نتيجة وباء كورونا ، وجدت بعض البلدان فجأة أنها تواجه نقصًا فى المواد الغذائية.
وقال إن العديد من السفارات النيوزيلندية فى جميع أنحاء العالم طلبت المساعدة وتم ترتيب رحلات أو شحنات تجارية خاصة لنقل الطعام النيوزيلندى إليهم.
وأضاف أنه يرى أن هناك مجالاً لزيادة التجارة الثنائية بين نيوزيلندا ومصر، مشيراً إلى أنه بصفته سفيرًا، يريد أن يرى التجارة الثنائية تتزايد وتتنوع ؛ لأن هذا يخلق فرص عمل لكل من المصريين والنيوزيلنديين.
ورداً على تساؤل لـ«المال» حول إن كانت هناك مناقشات بين الجانبين لتصدير أو استيراد منتجات جديدة خلال الفترة المقبلة، قال إن هناك حرصا دائمًا على استكشاف فرص التجارة والتصدير الجديدة.
وأضاف أنه كان يرغب فى ضمان إمكانية تصدير البرتقال المصرى إلى نيوزيلندا، وتابع أن أول شحنة من البرتقال وصلت إلى بلاده فى وقت سابق من هذا العام، مؤكداً أن ذلك حقق نجاحاً كبيراً.
واستطرد قائلاً: «فى نهاية المطاف يجب أن يقود المستوردون والمصدرون التجارة، وبصفتنا ممثلين حكوميين، يمكننا المساعدة فى الامتثال واللوائح، ولكن يجب أن يكون هناك سوق متاح»، مشيراً إلى أن التأكد من وجود فرص أمر مهم للغاية.
وبخصوص إن كانت هناك اجتماعات مقررة مع الحكومة المصرية فى الفترة المقبلة لبحث تعزيز العلاقات الثنائية؛ قال سفير نيوزيلندا، إن الجانبين يخططان لانعقاد مشاورات وزارتى خارجية البلدين ولجنة التجارة المشتركة فى وقت لاحق من هذا العام.
وأضاف أن هذه الاجتماعات ستضم مسؤولين من وزارتى الخارجية والتجارة والصناعة المصريتين للتباحث تقريبًا مع نظرائهم النيوزيلنديين لمراجعة وتعزيز العلاقات التجارية والسياسية.
وقال إن هذه الاجتماعات تعد أداة مهمة لضمان استفادة الجانبين من العلاقات المشتركة.
وفيما يتعلق بالحجم الإجمالى لاستثمارات نيوزيلندا فى السوق المصرية، وعدد الشركات وقطاعاتها ؛ قال إنه ليس متأكدًا من إجمالى حجمها ؛ لأن هذه قرارات تجارية خاصة تتخذها شركات بلاده.
وأضاف أن نيوزيلندا تعتبر شريكًا قويًا لمصر ويبحث الجانبان دائمًا عن فرص استثمارية جديدة، وفى نهاية المطاف، تحتاج الشركات والمستثمرون النيوزيلنديون إلى فهم ما هو متاح هنا فى السوق المحلية، وهذا أحد أدوار السفارة للمساعدة فى ربط المصدرين والمستوردين.
وتابع أن السفارة المصرية فى نيوزيلندا تفعل الشيء نفسه.
وأكد أن أكبر شركة فى نيوزيلندا وهى «فونتيرا»، لديها مكتب فى القاهرة ، وتعمل مع المنتجين المحليين لتعبئة ومعالجة وبيع الزبدة النيوزيلندية، مشيراً إلى إنها شراكة طويلة الأمد، وتعود بالفائدة على البلدين.
وقال: نحن نعلم أن أى شراكة حقيقية يجب أن تكون شراكة “win/win”، مؤكداً حرصه على ازدهار علاقات بلاده مع مصر.
يشار إلى أن استراتيجية “win/win” للتعاون تعد استراتيجية مزدوجة الفائدة وبموجبها يحصل كلا الطرفين على منافع متساوية، حيث يوافق كلاهما على العمل لمصلحتهما ومصلحة المجموعة.