عقدت السفارة الصينية بالقاهرة صباح اليوم مؤتمرأً صحفياً عبر الإنترنت لاستعراض آخر مستجدات فيروس كورونا، وأعمال التتبع الدولي لمنشأ الفيروس، بحضور د. أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والأستاذ بالجامعة الأمريكية، والدكتور رابح عبد الحق، أستاذ مساعد بقسم الفيروسات في المركز القومي للبحوث.
قال الوزير المفوض للسفارة الصينية بالقاهرة ، شياو جون تشنغ ، إن بكين كانت أول بلد يجري أبحاثًا عن الفيروس وكذلك أول بلد يجري أبحاثًا مشتركة مع منظمة الصحة العالمية بشأن تتبع مصدره.
وأضاف أنه بنشر الولايات المتحدة تقريرها بشأن خطة البحث عن منشأ فيروس كورونا يجعل بذلك وكالة الاستخبارات الأمريكية تحل محل العلماء المتخصصين ويجبر منظمة الصحة العالمية علي خوض مرحلة ثانية لتتبع منشأ الفيروس .
مشيراً إلى أن هذه الخطة لم تحصل علي إجماع كل أعضاء منظمة الصحة العالمية .
وأضاف أن هذه الخطة تجاهلت الاستناجات الواردة في البحث المشترك الذي أجرته بلاده مع منظمة الصحة العالمية لتحديد منشأ وباء كوفيد -19 وذلك في يناير الماضي ويجعل أمر البحث عن منشأ الفيروس عرضة للتشويش والخطر الناتج عن التسييس وتجسيدا للهيمنة الامريكية .
وأكد رفض بلاده تلك الخطة، مشيراً إلى رفض 80 دولة تقريبا تسيييس مسألة تتبع الفيروس ، كما ردت أكثر من 30 دولة علي أمانة منظمة الصحة العالمية برفضها أو تحفظها تجاه خطة عمل المرحلة الثانية لتتبع منشأ الفيروس وهذا يدل على الاعتراف الدولي بالتقرير الذي أعدته بلاده مع منظمة الصحة العالمية وليس بخطة العمل الثانية بين الولايات المتحدة والمنظمة نفسها- وفقا لقوله.
وقال إنه يجب علي العلماء والخبراء البحث عن منشأ وباء كورونا وطريقة انتقاله للبشرية وتجنب التسيييس، منوهاً بأن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية توصل لاستتناجات يعترف بها المجتمع الدولي ، وكان هذا التقرير ملتزم باللوائح المعتمدة للمنظمة ويكتسب المصداقية ولذا يجب احترامه وتتبع منشأ الفيروس بناءً علي هذا الأساس بدلاً من تنفيذ إجراءات جديدة.
وقال إن التقرير الذي سترفعه وكالة الاستخبارات الأمريكية حول بحث تتبع منشأ الفيروس يهدف الى استخدام التعاون العالمي لخدمة الأهداف الجيوسياسية الأمريكية.
مشيراً إلى أن هذا الأمر يضع المصلحة الشخصية علي مصلحة شعوب العالم وهي تصرفات تنتهك حقوق الانسان وتفتقد الاخلاق وتشوش التعاون بين الصين ودول اخري- وفقا لقوله-.
وأضاف أن هناك شبهات كبيرة تسود مسألة تتبع الفيروس فمثلا في يوليو 2019 انتشرت في ولاية فيرجينا الأمريكية أمراض جهاز تنفسي غير مبررة .
كما تفشت بصورة واسعة أمراض ناجمة عن استخدام السيجارة الالكترونية في احد الولايات الامريكية، وفي اكتوبر 2019 أرسلت الولايات المتحدة أحد الفرق الرياضية للمشاركة في ولاية ووهان الصينية كان يظهر عيلهم اعرض مشابهة لاعراض الالتهاب الرئوي الخاصة بفيروس كورونا.
وقال الدكتور رابح عبد الحق إن عملية تتبع الفيروس معقدة جدا ، مؤكداً أنها يجب أن تتم بناءً علي أسس علمية شاملة وأن نتعرف على التتبع الجيني له ومصدره من خلال علماء الفيروسات .
وأضاف أنه يجب العمل من كل أعضاء منظمة الصحة العالمية تحت مظلة واحدة وهي المنظمة لكي نتعرف على أصل فيروس كورونا وطبيعته والاحتياطات التي يجب اخذها لمنع الإصابة منه.
وكانت تقارير صحفية قد أفادت برفض نائب وزير الخارجية الصيني ما أسماه “تسييس البحث” عن أصول فيروس كورونا والتخلي عن التقرير المشترك الذي أعدته بلاده مع منظمة الصحة العالمية بعد زيارة الخبراء الدوليين في شهر يناير الماضي إلى مدينة ووهان الصينية ، وذلك بعد دعوة المنظمة العالمية لإجراء تحقيق جديد على أراضي الصين للبحث عن منشأ الفيروس.