شهد سعر البترول تراجعا فى أسواق النفط العالمية اليوم الأربعاء بعد نهاية متباينة في الجلسة السابقة، وسط مخاوف أن يزيد ارتفاع أسعار الفحم والغاز الطبيعي في الصين والهند وأوروبا التضخم ويبطء وتيرة النمو العالمي، مما يحد من الطلب على النفط، بحسب وكالة رويترز.
وتأثر سعر البترول أيضا بارتفاع سعر الدولار الذي وصل قرب أعلى مستوى له في عام، مما يجعل النفط أغلى ثمنا لحائزي العملات الأخرى.
وانخفض سعر البترول فى العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي 71 سنتا أو 0.9 % إلى 79.93 دولار للبرميل بعد ارتفاعه 12 سنتا أمس الثلاثاء.
تراجع سعر البترول فى عقود مزيج برنت
وتراجع سعر البترول فى عقود مزيج برنت 70 سنتا أو 0.8 % إلى 82.72 دولار للبرميل، موسعا خسائره التي بلغت 23 سنتا أمس الثلاثاء.
وخفض صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء توقعاته للنمو في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى بفعل مخاوف من أن تعطل اضطرابات سلاسل التوريد والإمداد، فضلا عن ضغوط التكلفة تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا.
ارتفاع العقود الأمريكية الآجلة للغاز الطبيعي
من ناجية أخرى، صعدت العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي 3% أمس الثلاثاء بفعل توقعات للأرصاد الجوية لزيادة أعلى من المتوقع في الطلب على وقود التدفئة.
وما زال الطلب على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مرتفعا حول العالم. وأغلقت أسعار الغاز في أوروبا، حيث حجم المخزون من الغاز منخفض بشدة مع اقتراب موسم التدفئة الشتوية، مرتفعة حوالي خمسة بالمئة.
ويتوقع محللون أن تتجاوز المخزونات الأمريكية 3.5 تريليون قدم مكعبة بحلول بداية موسم التدفئة الشتوية في نوفمبر، وهو ما قالوا إنه سيكون مستوى مريحا بالرغم من أنه أقل من متوسط خمس سنوات البالغ 3.7 تريليون قدم مكعبة.
وفي أوروبا، يقول محللون إن مخزونات الغاز منخفضة حوالي 15 % عن مستوياتها المعتادة في هذا الوقت من العام، مما يثير مخاوف بأنه لن يكون هناك وقود كاف متاح لتدفئة المنازل وأماكن العمل هذا الشتاء إذا كان الجو شديد البرودة.
وارتفعت عقود الغاز الأمريكية لأقرب استحقاق 16.0 سنتا، أو 3.0 %، لتبلغ عند التسوية 5.505 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية. وفي جلسة الإثنين أغلق العقد عند أدنى مستوى له منذ 24 سبتمبر .
أسعار النفط تلامس 84 دولارا أمس
وارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء صوب 84 دولارا للبرميل قرب أعلى مستوى في ثلاث سنوات، مدعومة بانتعاش الطلب العالمي الذي يسهم في نقص الطاقة في الاقتصادات الكبرى مثل الصين.
ومع نمو الطلب نتيجة تعافي الاقتصادات من جائحة كورونا، تلتزم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، وهو التحالف المعروف باسم أوبك+، بخطط لزيادة الإنتاج تدريجيا بدلا من تعزيز المعروض بسرعة.
وقال ستيفن برينوك من بي.في.إم للسمسرة في النفط : “ستمضي أوبك+ قدما في نهجها الحذر تجاه الإمدادات في فترة نهاية العام”.
وارتفع خام برنت سنتين إلى 83.67 دولار للبرميل . وبلغ يوم الإثنين 84.60 دولار وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018.
وارتفع الخام الأمريكي 29 سنتا، بما يعادل 0.4 %، إلى 80.81 دولار للبرميل، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أواخر 2014 يوم الاثنين عند 82.18 دولار.
محلل: السوق بالغت فى الشراء
وقال جيفري هالي المحلل لدى أواندا للوساطة، إن عدم حدوث تغيير كبير في الأسعار يوم الثلاثاء قد يرجع إلى أن السوق بالغت في الشراء فيما يبدو بناء على المؤشرات الفنية قصيرة الأجل مثل مؤشر القوة النسبية.
وقال : “لن أتفاجأ على الإطلاق إذا رأينا تراجعا يتراوح بين خمسة وثمانية دولارات للبرميل في مرحلة ما هذا الأسبوع”.
وارتفع سعر خام برنت بأكثر من 60% هذا العام. وفضلا عن القيود التي تفرضها أوبك+ على الإمدادات، كان الارتفاع مدفوعا بصعود قياسي في أسعار الغاز الأوروبية والتي شجعت على التحول إلى النفط لتوليد الطاقة.