أظهرت بيانات أن معدل التضخم السنوي في تركيا قفز أكثر بكثير مما كان متوقعا إلى 36.08% على أساس سنوي في ديسمبر ، ليسجل أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2002، بعد انهيار قيمة الليرة العام الماضي، بحسب وكالة رويترز.
وقال معهد الإحصاء التركي، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 13.58% على أساس شهري، وذلك مقارنة بتوقعات في استطلاع لرويترز عند 9% وتوقعات سنوية عند 30.6%.
مؤشر أسعار المنتجين يرتفع على أساس سنوي إلى 79.89%
وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 19.08 % على أساس شهري في ديسمبر ليرتفع على أساس سنوي إلى 79.89% في انعكاس لقفزة في أسعار الواردات.
الليرة التركية تخسر 5% اليوم
من ناحية أخرى، هبطت الليرة التركية 5% اليوم الإثنين بعد أن شهدت في 2021 أسوأ أداء لها منذ أن تولى الرئيس رجب طيب أردوغان السلطة قبل نحو 20 عاما مع استمرار المخاوف من ارتفاع التضخم ومن سياسية نقدية غير تقليدية.
وانخفضت الليرة إلى 13.92 ليرة للدولار بعد أن أغلقت يوم الجمعة على 13.1875 ليرة للدولار.
وانصب اهتمام السوق على بيانات التضخم عن شهر ديسمبر بعد أن أظهرت بيانات في مطلع الأسبوع ارتفاع أسعار التجزئة في اسطنبول 9.65% على أساس شهري في ديسمبر ليبلغ المعدل السنوي 34.18%.
عام 2021 هو الأسوأ بالنسبة لليرة التركية
وكان عام 2021 هو الأسوأ بالنسبة لليرة التركية، منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل حوالي عقدين، برغم نداء وجهه للأتراك يوم الجمعة داعيا إياهم للوثوق في سياساته غير النمطية لخفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم.
الليرة تفقد 44% من قيمتها مقابل الدولار
وتراجعت الليرة، وهي الأسوأ أداء وبفارق كبير عن كل الأسواق الناشئة في 2021، وفقدت 44% من قيمتها مقابل الدولار على مدار العام و19% في الأسبوع الماضي وحده.
وتسارعت الأزمة في الشهور الأخيرة، وهزت اقتصادا يبلغ حجمه 720 مليار دولار. ويرجع السبب في ذلك إلى حد بعيد إلى “البرنامج الاقتصادي الجديد” الذي يطبقه أردوغان ويركز على الصادرات والائتمان رغم انهيار الليرة والتضخم الذي قفز معدله لما فوق 21%.
ولتخفيف حدة الاضطراب، كشف الرئيس النقاب قبل أسبوعين عن مخطط تحمي بموجبه الدولة الودائع المحلية المحولة من الخسائر أمام العملات الصعبة، مما أدى إلى زيادة حادة بنسبة 50 % في قيمة الليرة بدعم من البنك المركزي.
أردوغان يدعو الأتراك للاحتفاظ بجميع مدخراتهم بالليرة
ودعا أردوغان، الذي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبيته في فترة ما قبل انتخابات 2023، الأتراك للاحتفاظ بجميع مدخراتهم بالليرة وتحويل الذهب إلى البنوك، قائلا إن تقلبات السوق باتت تحت السيطرة إلى حد كبير.
وأضاف : “طالما لا نتخذ عملتنا كأساس فإن مصيرنا الغرق. الليرة التركية، نقودنا، هذا هو ما سنمضي به قدما وليس بهذه العملة الأجنبية أو تلك”.
ومضى قائلا “نخوض حربا لإنقاذ الاقتصاد التركي من دائرة ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم”، مكررا وجهة نظره غير التقليدية التي تفيد بأن ارتفاع أسعار الفائدة يرفع الأسعار.
وفي رد فعل، تراجعت الليرة إلى مستوى 13.63 قبل أن تتعافى لتنهي اليوم دون تغيير عند 13.1875.
وتقلصت مدخرات الأتراك في الشهور الماضية بسبب انخفاض قيمة الليرة وبلوغها أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 18.4 مقابل الدولار في الأسبوع الماضي، لكنها تعافت بعد الإعلان عن البرنامج الحكومي لحماية الودائع المحلية من خسائر انخفاض القيمة مقابل العملات الأجنبية.