أثر وباء كورونا المستجد «كوفيد- 19» على شركات الرعاية الصحية العاملة فى السوق خاصة تلك الشركات التى لديها عملاء ممن تأثرت دخولهم وإيراداتهم سلبا بالوباء مثل نشاطى السياحة والمقاولات، كما مثل ارتفاع تكاليف علاج فيروس كورونا تحديا كبيرا أمام الشركات فى ظل زيادة الطلب من قبل العملاء على برنامج علاج فيروس كورونا.
وواجهت الشركات أزمة أخرى تمثلت فى تحول عدد من مستشفيات القطاع الخاص إلى مستشفيات عزل مما أدى إلى انخفاض عدد المستشفيات التى يتعامل معها عملاء شركات الرعاية الصحية فى الحصول على الخدمات الصحية العادية بخلاف العلاج من فيروس كورونا.
وأكد قيادات الشركات أن بعض الشركات تغلبت على ذلك بتنشيط الطلب عبر الاستعانة بوسطاء أو تحسين خدماتها أو تقليل تكاليف خدماتها وتقديم أسعار تنافسية، فيما قامت بعض الشركات بالحصول على خصومات من معامل التحاليل ومراكز الأشعة على تحاليل وأشعة ومسحات فيروس كورونا، فيما قامت بعض الشركات برفع أسعارها خاصة الشركات التى توفر العلاج ضد فيروس كورونا لمواجهة ارتفاع تكاليف علاجه.
شريف: الشركات تستعين بالوسطاء لتنشيط الطلب
وكشف الدكتور محمد على شريف المدير العام لشركة «المشرق للرعاية الصحية» أن جائحة فيروس كورونا أدت إلى تذبذب الطلب على التأمين الطبى فى السوق، حيث تأثر العديد من عملاء التأمين الطبى والرعاية الصحية بالجائحة مثل قطاع السياحة والذى شهد ركودا نتيجة توقف حركة السياحة والسفر على مستوى العالم فى بداية الوباء ثم ركودها بعده.
وأضاف أن ما خفف التأثير على شركات الرعاية الصحية هو عدم تغطية وباء كورونا ضمن برامج الرعاية الصحية لأنها مستثناه حيث تتولى الدولة علاج المصابين فى مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية، وهو الدور الذى قامت به العديد من الدول على مستوى العالم بسبب الارتفاع الكبير فى تكاليف علاج مصابى فيروس كورونا المستجد.
وأوضح أن التأثير الخاص بالوباء اختلف من شركة رعاية صحية لأخرى وفقا لنوعية نشاط عملائها فشركات الرعاية الصحية التى توفر برامج رعاية صحية للعاملين بنشاط السياحة تأثرت سلبا بالجائحة، أما شركات الرعاية الصحية التى توفر برامجج رعاية صحية لصالح العاملين بالمصانع لم تتأثر بالجائحة لأن المصانع لم تتوقف عن العمل .
وأشار إلى أن شركات الرعاية الصحية تعمل على تعويض ركود أنشطة بعض العملاء من خلال تكثيف التسويق عبر الاستعانة بوسطاء التأمين، وزيادة التواصل مع العملاء عبر اللقاءات المباشرة وتوفير برامج رعاية صحية ذات جودة عالية والاهتمام بتحسين نوعية وجود]ة الخدمات المقدمة للعملاء بتكلفة مناسبة.
مختار: الحصول على خصومات لصالح العملاء لتقليل التكاليف
من جانبه، أكد محمد مختار رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «مصر هلث كير» للرعاية الصحية أن وباء كورونا المستجد أثر سلبا على شركات التأمين وشركات الرعاية الصحية التى تتحمل الخطر ، حيث انخفض حجم الطلب على التأمين فى بعض الأنشطة الاقتصادية مثل السياحة والمقاولات نظرا لتأثر دخول تلك الأنشطة ومبيعاتها وإيراداتها بسبب الوباء.
وأضاف أنه بالنسبة لشركات الرعاية الصحية التى تعمل بنظام الطرف الثالث «TPA» لصالح شركات التأمين وتديربرامج الرعاية الصحية فقط فكان تأثير الجائحة عليها محدود، مشيرا إلى أن ما قلل من التأثير السلبى للوباء على نشاط الشركات هو أن وباء كورونا مستثنى وغير مغطى حيث تم الاكتفاء بتغطية التحاليل والأشعة الأولية والمسحة ولكن علاج المصابين غير مغطى، حيث تكفلت به الدولة فى مستشفيات العزل الخاصة بها.
ولفت إلى أن هناك بعض الشركات اضطرت لتغطية علاج فيروس كورونا لعملائها بعد طلبهم ووفقا لأسعار خاصة للتغطية نظرا لتكاليف العلاج الكبيرة للفيروس، مشيرا إلى أن هناك شريحة محدودة من العملاء طلبت تغطية علاج فيروس كورونا بسبب تكاليفه المرتفعة وبالتالى ارتفاع قسط التأمين وسعره، موضحا أن أبرز العملاء الذين طلبوا تغطية علاج فيروس كورونا هم البنوك.
وأكد أن شركات الرعاية عملت على التغلب على التأثير السلبى للوباء على أنشطتها من خلال السعى إلى الحصول على أسعار مخفضة للتحاليل والأشعة ومسحات فيروس كورونا من قبل مقدمى الخدمات مثل معامل التحاليل ومراكز الأشعة لصالح عملائها، مما يساهم فى تقليل التكاليف.
روبرت: رفع أسعار العلاج من الفيروس للحد من الخسائر
وبدوره، أوضح إبرام روبرت مدير الرعاية الطبية فى البنك الزراعى المصرى ومدير عام شركة «ويل كير» للرعاية الصحية سابقا أن شركات الرعاية الصحية تأثرت سلبا بجائحة كورونا لأن هذا الوباء لم يكن مأخوذا فى الحسبان فى تسعير برامج الرعاية الصحية، لافتا إلى أن تكاليف علاج فيروس كورونا مرتفعة جدا بالمستشفيات .
وأضاف أن شركات الرعاية الصحية واجهت مشكلة أخرى بسبب وباء كورونا وهو أن عددا من مقدمى الخدمات بشبكتها الطبية مثل المستشفيات تحول إلى مستشفيات عزل، وبالتالى انخفض عدد المستشفيات التى تتتعامل معها شركات الرعاية الصحية وزاد الضغط على تلك المستشفيات مما أثر على مستوى الخدمة المقدمة للعملاء.
وأوضح أن شركات الرعاية الصحية استفادت من الجائحة فى زيادة الوعى بأهمية الحصول على برامج رعاية صحية بالنسبة للعملاء مما أدى إلى زيادة الطلب على تلك البرامج، واستفادة الشركات من ذلك فى زيادة حجم أعمالها.
وأشار إلى أن 70 من شركات التأمين والرعاية الصحية تغطى وباء كورونا حاليا بسبب زيادة طلب العملاء للحصول على تلك التغطية والبرنامج، موضحا أن تلك الشركات اضطرت إلى رفع أسعارها بنسبة 20 – %35 لمواجهة ارتفاع تكاليف علاج فيروس كورونا وحتى لا تتعرض إلى خسائر.
وأوضح أن زيادة سعر البرنامج الخاص بتغطية فيروس كورونا ساعد الشركات فى التعافى من آثار الوباء، والتغلب على ارتفاع تكاليفه ومحاولة الاستفادة من ارتفاع الطلب على ذلك البرنامج من قبل العملاء واستثمار ذلك فى زيادة عوائد وإيرادات شركات الرعاية الصحية.