حذر زعماء جنوب شرق آسيا من الكلفة الاقتصادية الناجمة عن التنافس بين الصين وأمريكا خلال منتدى كبير في هاينان اليوم الخميس، وحثوا الجانبين على التعاون لتجنب المزيد من الانقسام الذي تتأثر به الأسواق العالمية.
قال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، مخاطباً مندوبين رفيعي المستوى في منتدى بواو “Boao”، إنه يتعين على الجانبين تحقيق الاستقرار في العلاقات، في حين أن أي صدام بين القوتين العظميين ستكون له عواقب وخيمة عليهما وعلى العالم.
أضاف: “مخاوف الأمن القومي تلقي بظلالها على الضرورات الاقتصادية، وتسعى البلدان إلى الاعتماد على النفس والصمود من خلال نقل أنشطتها الصناعية والتجارية والخدمية إلى داخل حدودها أو إلى الدول الصديقة لها، كما يزداد التشعب في الأنظمة التكنولوجية والاقتصادية عمقاً وسيؤدي ذلك إلى فرض تكلفة اقتصادية ضخمة على البلدان بالإضافة إلى تزايد التنافس”.
التنافس بين الصين وأمريكا
تحاول منطقة جنوب شرق آسيا الموازنة في علاقاتها بين الولايات المتحدة والصين، وهو دور يزداد صعوبة مع تصارع القوتين على كل شيء من أشباه الموصلات إلى تايوان. وتعتمد تلك الدول على بكين كشريك اقتصادي رئيسي، لكنها تعول أيضاً على الولايات المتحدة كشريك أمني في وقت تواصل فيه الصين تنمية قوتها العسكرية.
وأضاقت سنغافورة ذرعاً من التوتر المتصاعد بين واشنطن وبكين، وقال وزير خارجيتها في وقت سابق إن العلاقة بين القوتين العالميتين أصبحت سيئة للغاية، وإن المسرح مُعد مسبقاً تقريباً لوقوع حادث شبيه بالأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
دق الوزير ناقوس الخطر خلال مقابلة مع التلفزيون المركزي الصيني، قائلاً: “لا يستطيع العالم تحمل صراع بين الصين وبقية العالم، وخاصة بين الصين والولايات المتحدة”.
زيارة لي هسين لونغ إلى الصين هي الأولى له منذ جائحة كورونا، ويشمل جدول أعماله لقاءً مع الرئيس شي جين بينغ في بكين. من المقرر أيضاً أن يلتقي بشخصيات أخرى رفيعة المستوى في الحزب الشيوعي.
التنافس في صناعة أشباه الموصلات
كما حضر منتدى بواو رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي شدد على أن التنافس في صناعة أشباه الموصلات إما أن يأخذ منعطفاً مثمراً أو مدمراً، داعياً إلى التعاون النشط بين الدول دون ذكر الصين أو الولايات المتحدة بالاسم. أضاف أن المنافسة التكنولوجية يجب أن تصبح بنداً رئيسياً في جدول أعمال المناقشات إلى جانب الأمن والمسائل الاقتصادية العامة.
تابع: “من ناحية، نحن بحاجة إلى الاعتراف بأن الدول ستسعى دائماً لحماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها ومحاولة البقاء في صدارة المنافسة، ومن ناحية أخرى، نحن بحاجة إلى إنشاء حواجز حماية معينة حتى لا تؤدي المنافسة إلى تشعب عالم التكنولوجيا، الذي لن يؤدي إلا إلى زيادة التكاليف وإعاقة المزيد من التقدم”.
أدت سلسلة من الأزمات في الأشهر القليلة الماضية إلى ظهور خطاب يزداد عدوانية بين الولايات المتحدة والصين، إذ تحفز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحلفاء للمساعدة في منع بكين من تطوير صناعة الرقائق الخاصة بها وتعزيز قدراتها العسكرية.
وصلت العلاقات الثنائية إلى مستوى متدن جديد هذا العام بعد أن أسقطت الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني مزعوم، وبعد أن قال مسؤولون إن بكين تدرس تقديم عتاد فتاك لموسكو في حربها في أوكرانيا.
قال لي هسين لونغ اليوم الخميس: “نأمل أن تنجح الصين والولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في علاقتهما وإرساء الثقة والاحترام المتبادلين للتعاون في المجالات التي تتوافق فيها مصالحهما. يشعر العالم بتأثير هذا التوتر بشدة”.