هدد محامو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته الساعية لإعادة ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل، مقاضاة شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية على خلفية مزاعم بقيام الشبكة بالترويج لنفسها إعلانيا كمؤسسة إخبارية، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز” للأنباء.
وطالب محامو ترامب، في خطاب، المسؤولين التنفيذيين بمناقشة سبل التوصل إلى “حل ملائم” في هذا الخصوص، والذي يتضمن الحصول على تعويضات كبيرة عن الخسائر الناتجة عن التغطية الإخبارية غير النزيهة من قبل الشبكة.
ويعد الخطاب الذي يعود تاريخه إلى السادس عشر من أكتوبر الجاري، وتم الكشف عنه أمس الجمعة، هو التهديد الأحدث من قبل ترامب بمقاضاة مؤسسة إعلامية كبيرة بسبب ما يراه أنه تغطية إعلامية غير حيادية منذ إطلاق حملته الرئاسية في العام 2016، برغم أن ترامب لم يحرك قط دعاوى قضائية في هذا الخصوص.
وعلقت “سي إن إن” على لسان الناطق باسمها في رسالة بريد إليكترونية، قائلة: “هذا لا يعدو كونه أكثر من مجرد حيلة يائسة من قبل ترامب، ولا يستحق حتى الرد”.
وقالت ريبيكا توشنيت أستاذة في مجال الإعلان الكاذب بكلية الحقوق جامعة هارفارد إن الحجج القانونية التي ساقها الخطاب لا تستحق الرد عليها، مشككة في الوقت ذاته من جدية الدعوى القضائية التي تُحرك في هذا الخصوص.
ووقع على الخطاب تشارليز هاردر الذي قام هو نفسه بإطلاق تهديدات مماثلة ضد مؤسسات إعلامية آخرى نيابة عن ترامب.
ففي العام الماضي قال هاردر إن ترامب سيحرك دعوى قضائية ضد صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لنشرها تقرير استقصائي حول إمبراطورية ترامب الاقتصادية، واصفا إياه بأنه “مشوه للغاية”.
ولطالما انتقد ترامب “سي إن إن” وغيرها من المؤسسات الإعلامية الكبرى الأمريكية، بزعم أنها تسوق “أخبارا زائفة”، واصفا إياها أحيانا بأنها “عدوة الشعب”.
ففي السابع من نوفمبر من العام 2018، أي بعد يوم واحد من انتخابات الكونجرس، انفجر ترامب غاضبا خلال مؤتمر صحفي حينما سأله جيم أكوستا مراسل “سي إن إن” عن مسألة التدخل الرسوي في توجيه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، وقافلة المهاجرين المتجهة إلى أمريكا عبر المكسيك.
وما كان من البيت الأبيض سوى أن أوقف تصريح اعتماد أكوستا في البيت الأبيض في اليوم التالي، متهما إياه بانتهاك قواعد اللباقة خلال مؤتمر صحفي، قبل أن يعاد إليه التصريح بحكم قضائي.