تعتزم بريطانيا التهديد الأسبوع الجاري بعدم التقيد باتفاق البريكست بخصوص أيرلندا لو لم يظهر الاتحاد الأوروبي قدرا أكبر من المرونة، بحسب تصريحات حصرية لوكالة “رويترز” من مصادر أوروبية.
اتفاق البريكست بخصوص أيرلندا
ويعد عدم التقيد ببروتوكول إيرلندا الشمالية خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ أن الهدف من الاتفاق كان هو ضمان المحافظة على السلام الذي تحقق في إيرلندا الشمالية بفضل اتفاقية السلام لعام 1998 بوساطة الولايات المتحدة والذي أنهى ثلاثة عقود من الصراع الطائفي.
قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالتوقيع على الاتفاق عام 2020، لكنه كان يشعر بالاستياء من البروتوكول الذي يفرض فحوصات وشهادات تقول لندن إنها قد تمنع وصول سلع غذائية بريطانية مثل السجق إلى إيرلندا الشمالية.
ويستعد ديفيد فروست الوزير البريطاني الذي يقود مفاوضات البريكست للإعلان عن تغير محتمل ملحوظ في البروتوكول الذي ربما تكون له تبعات بعيدة المدى على علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي، بحسب المصادر.
ويعتزم فروست التحدث إلى البرلمان البريطاني خلال اليومين القادمين وسيستعرض تقرير حول اتفاق البريكست على المشرعين.
وتتوقع بروكسل أن فروست سيعلن عدم التقيد بالبروتوكول ما لم يوافق الاتحاد الأوروبي على حل وسط، بحسب دبلوماسي أوروبي.
وقال مصدر ثالث، مسئول رفيع في الاتحاد الأوروبي، إن بريطانيا ستحذر الاتحاد الأوروبي من أن إحجام بروكسل عن التوصل لاتفاق سيدفع المملكة المتحدة لاتخاذ تدابير إحادية، عبر استخدام مادة 16 من البروتوكول.
المزيد من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي
وقال المسئول الأوروبي رفيع المستوى أن خطبة فروست أمام البرلمان ” ستشتمل على التماس ورجاء بعقد المزيد من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي لكنها ستكون ممزوجة بتهديد. لكننا لن نوافق على إعادة فتح البروتوكول المتعلق بإيرلندا”.
ومن المتوقع ألا تكتفي بريطانيا بطلب تغيير القواعد البيطرية، إذ قال مسئولان رفيعان في الاتحاد الأوروبي إن لندن ستسعى لعدم إشراك محكمة العدل الأوروبي في التحكيم.
ظلت القضية الشائكة المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) منذ استفتاء عام 2016 تدور حول المحافظة على السلام في إيرلندا الشمالية دون التفريط في حماية السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وعدم تقسيم المملكة المتحدة.