محمد سعد الدين رئيس المنتدى المصرى الإفريقى:
الغاز والملابس والسيراميك والزراعة ومواد البناء.. أبرز المجالات
«الغرفة التجارية» تتجه لفتح مجالات فى أسواق القارة
يسعى رجال الأعمال المصريون إلى اقتحام السوق الإفريقية، لما تمتلكه من مقومات كبيرة تساعد الاقتصاد المصرى على النمو، إضافة إلى تفعيل دور مصر فى القارة السمراء من الناحية السياسية، وساعد تولى مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى، رجال الأعمال على تشكيل المنتدى المصرى الإفريقى، برئاسة الدكتور محمد سعد الدين، الذى كشف عن تفاصيل جديدة فى هذا الحوار.
قال سعد الدين إنه تم تشكيل المنتدى من مجموعة رجال أعمال ومستثمرين مصريين؛ لدراسة المجالات التى يمكن العمل فيها واحتياجات السوق الإفريقية من خلال الاستعانة بمن سبقونا بالعمل هناك، كما اتجهنا للغرف التجارية واتحاد الصناعات والمجالس التصدرية وغيرها.. حتى نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
وأضاف سعد الدين فى حوار لـ«المال»، أن خطة المنتدى تهدف لتفعيل دور مصر فى إفريقيا وإعادة ريادتها للقارة السمراء، كما كانت فى فترة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، عندما كان الأفارقة يكنون كل الحب للقاهرة، ولكن فى فترة حكم السادات ومبارك، تذبذبت العلاقات مع بعض الدول، ما أبعد مصر عن القارة السمراء.
وأوضح أنه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، عمل على إعادة دور مصر الريادى والقيادى فى إفريقيا، وساعد على هذا تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، مما جعلنا ننتهز الفرصة كرجال أعمال ومستثمرين، وشكلنا ملقتى بين رجال الأعمال وتجميع أصحاب المصالح والرؤية؛ لنعود من جديد، ولدينا من المنتجات ما تتناسب مع السوق الإفريقية.
وقال سعد الدين، إن المجالات التى من المتوقع العمل فيها بأفريقيا متعددة ومنها قطاعات «الغاز – والملابس – السيراميك – والسيارات – والزراعة ومواد البناء» وغيرها، لافتا إلى أنه بدأ منذ فترة قريبة باقتحام العمل فى إفريقيا من خلال شركته التى أسسها فى «روندا»، بهدف استيراد وتصدير الغاز، وبدأ بتصدير اسطوانات البوتاجاز من مصر، إضافة إلى إنشاء مصنع لتعبة الغاز، ويجرى حاليا تصنيع المعدات الخاصة بالمصنع الذى بدأنا العمل فيه منذ شهرين بتكلفة استثمارية بلغت 10 ملايين دولار، وتتضمن الخطة استيراد وتصدير الغاز الطبيعى كمرحلة ثانية.
وعن الملفات الأكثر احتياجا أو «الملفات العاجلة»، أكد أن الدول الإفريقية مثلها مثل أى بلاد نامية، تمتلك الموارد والإمكانات والأيدى العاملة وتريد استغلالها، وهدفنا أن نعمل على تفعيل واستغلال هذه الإمكانات والموارد بالتصنيع، وإعادة تدوير المادة الخام؛ لكى تصبح منتجا نهائيا.
وأضاف أن من أهم الملفات التى تتمتع إفريقيا بميزة نسبية فيها هى جوها الممطر، الذى يساهم فى زيادة الرقعة الزراعية، وتنمية الثروة الحيوانية؛ لأنه يتيح فرصة كبيرة لإنشاء المصانع التى تستغل المحاصيل الزراعية فى إنتاج السلع الغذائية، وأيضا الثروة الحيوانية فى منتجات الألبان واللحوم وإعادة تصدير هذه المنتجات للأسواق المحلية والخارجية.
وأوضح أنه من ضمن الملفات العاجلة أيضا هى الملابس والأجهزة الكهربائية والتكنولوجيا والسيارات، خاصة أن التقارير تشير إلى نقص كبير فى هذه السلع، لذلك من ضمن خططنا أخذ المواد الخام وتصنيعها وتقديمها لهم فى صورة منتج نهائى صالح للاستخدام، لافتا إلى السوق الإفريقية ينقصها المخازن والمعارض الخاصة بالسلع والمنتجات، وهذا ما سنركز جهودنا عليه خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أنه جار العمل على تأسيس نظام يتناسب مع دخول وإمكانات العملاء للبيع بالأجل والتقسيط، ونظام آخر للتحصيل عن طريق بنوك تدخل كوسيط فى عملية الشراء؛ حتى نتجنب مخاطر عدم السداد، بحيث يتم التعاقد مع البنك على شراء السلع للعميل، ويتم التحصيل من البنك وليس من العميل، كما أعددنا نظاما للبيع المباشر للمواطنين من خلال المعارض، ولكن هذا مرتبط بالبيع النقدى، معتبرا العام الحالى عام تجهيز، وأن التصدير الفعلى يبدأ من 2020.
وحول المعوقات التى تواجههم خلال عملهم فى السوق الإفريقية، قال سعد الدين ان المعوق الوحيد هو عملية نقل البضائع أو تصديرها، خاصة أن عملية التصدير فردية وليست جماعية مما يرفع تكلفة النقل الذى يؤثر سلبا على سعر المنتج، فعلى سبيل المثال تصدير «كونتر» يختلف عن تصدير «100 كونتر» فكلما زادت الكمية انخفضت تكلفة النقل، مما يساهم فى خفض سعر المننتج، وبالتالى تحقيق أعلى نسبة مبيعات.
وأضاف أنه تم العمل على تلافى أى معوقات من الممكن أن تواجهنا فى السوق الإفريقية من خلال اللجوء لمن سبوقنا لنستفيد من تجاربهم وخبراتهم، مؤكدا أنه منذ بداية تصدير اسطوانات البوتاجاز لـ»روندا» لم تظهر أى معوقات، ولكن البداية هناك مبشرة، كما أن اختلاف اللغات ليست عائقا، وأصبحت اللغة الإنجليزية دارجة فى كل مكان.
وكشف عن إنشاء مكاتب لمنتدى الاستثمار المصرى الإفريقى، فى بعض الدول بغرض عرض البضائع وتخزينها بشكل مجمع؛ لتقليل التكلفة، ومتابعة عملها وتوفير الحماية للمستثمرين ورجال الأعمال العاملين هناك، قائلا: إن العمل سيبدأ من «روندا ونيروبى وأغندا» ويوجد مستثمرون فى إثيوبيا.
وأكد سعد الدين أن الغاز المصرى لا يتم تصديره لأوروبا عن طريق إسرائيل، بل يمر منها الخط الذى يمر بعدة دول أخرى، وبالتالى هى دولة مرور فقط، كما أن الغاز المصرى يصدر لكل مكان فى العالم.
وحول إمكانية دخول الشركات المصرية فى قطاع البحث والاستكشاف عن الثروات البترولية، قال: حاليا لا توجد شركات مصرية قادرة على العمل فى مجال البحث والاستكشاف عن الثروات البترولية سواء فى إفريقيا أو غيرها؛ لأن البحث والتنقيب يحتاج إلى شركات كبيرة تمتلك رؤوس أموال ضخمة وتكنولوجيا أكثر دقة وضخامة، ولكن الشركات المصرية من الممكن أن تعمل كمساعدة، ولعل فى المستقبل تتعلم من الشركات العاملة معها وتستطيع نقل تكنولوجيا البحث والاستكشاف.
وأضاف أن العائد على الاقتصاد المصرى من دخول رجال الأعمال والمستثمرين فى إفريقيا كبير جدا، ليس ايضا اقتصاديا فقط بل سياسيا وأمنيا، قائلا: إن دخولنا فى القارة السمراء لا يرتبط برئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وسواء كانت ترأسه أم لا ففى الحقيقة السوق هناك واعدة، ونحن نحتاج إليها كرجال أعمال ومستثمرين.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية تتجه أيضا لفتح مجالات فى السوق الإفريقية، وهى محاولة لفتح مجالات جديدة، ونحن سعداء بكل من يساهم أو يبذل مجهودا هناك، وكلنا كرجال أعمال ومستثمرين مصريين نكمل بعضنا.