شهدت السينما المصرية، مؤخرًا، تراجعًا ملحوظًا لأهم رموز الكوميديا في السينما منذ سنوات في شباك التذاكر، أبرزهم النجم أحمد حلمي بعد طرحه فيلمه السينمائي الجديد “خيال مآتة”، والنجم محمد سعد بعد تراجع إيراداته بفيلمه الأخير “محمد حسين”، وعدم التواجد بقوة في فيلم الكنز 2، مثل الجزء الأول الذي عرض منذ سنوات.
كما تراجعت أسهم النجم محمد هنيدي سينمائيًا الفترة السابقة، مقارنة بتصدر نجوم الأكشن في السينما، أعلى الإيرادات بأفلامهم، مثل النجم أحمد عز بفيلميه الأخيرين الممر، الذي حقق إيرادات مرتفعة تخطت 75 مليون جنيه، وفيلم ولاد رزق 2، الذي طرح منذ أيام وحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما 8 ملايين جنيه، وتعدت إيراداته 36 مليون جنيه.
وتصدر النجم أمير كرارة، بفيلمه الأخير كازبلانكا أعلى الإيرادات في دور العرض السينمائي بمصر والوطن العربي، والنجم كريم عبد العزيز الذي تصدر بأفلامه الأخيرة، أعلى إيرادات السينما سواء فيلم نادي الرجال السري أو فيلم الفيل الأزرق.
ونرصد في هذا التقرير، بعض آراء النقاد حول ماهية اسباب تراجع نجوم الكوميديا الكبار في السينما أمام نجوم الأكشن الكبار، خاصة أنهم يعتبرون أبناء جيل فني واحد.
فايزة هنداوي: يحبون الاعتماد على أنفسهم ولم يتنوعوا في أدوارهم
ورأت الناقدة فايزة هنداوي، أن نجوم الكوميديا تراجعوا، مؤخرًا، بسبب أنهم لم يكونوا أذكياء مثل عادل أمام وفؤاد المهندس، مثلًا فهؤلاء قدموا أفلامًا كوميدية وسياسية وتنوعوا في أدوارهم وشخصياتهم لكن هنيدي وسعد اعتمدوا فقط على تقديم الأفيهات في أفلامهم ولم يتنوعوا.
وأضافت أن عادل أمام مثلًا قدم فيلم كوميدي ثم فيلم سياسي مثل المنسي، وأفلام أخرى متنوعة، إضافة أن هؤلاء النجوم، مثل سعد وهنيدي وحلمي يعتمدون على انفسهم في كل شئ في أفلامهم ولا يتركون الفرصة للمخرج، والمؤلف لتنفيذ أفكارهم معهم وعادل أمام وإسماعيل ياسين لم يفعلوا ذلك أبدًا.
وتابع: بل كان ياسين يظهر معه نجوم كبار مثل عبد الفتاح القصري وزينات صدقي وعبدالسلام النابلسي وغيرهم، رغم أنه نجمًا كوميديًا كبيرًا، لكن نجوم الجيل الحديث مثل سعد وهنيدي يحبون أن يمتلكوا الشاشة طيلة مدة الفيلم باستثناء حلمي الذي يعتمد على تقديم أفكار جديدة دائمًا لذلك يعتبر الأفضل فيهم حتى الآن .
وعن تطور نجوم الأكشن وتصدرهم، قالت: هناك اتجاه سائد السنين الأخيرة في السينما بتطوير حجم الإنتاج السينمائي، وتقديم أفلامًا مكلفة إنتاجيًا لذلك تطور نمط الأكشن فيها، وجذب الجمهور بصورة كبيرة.
محمود قاسم: كبروا سنًا وكرروا أنفسهم كثيرًا
وقال محمود قاسم، الناقد السينمائي، إن هؤلاء النجوم كبروا سنًا مثل هنيدي وسعد وكرروا أنفسهم كثيرًا حتى مل الجمهور من أعمالهم الفنية السينمائية.
وأضاف أن هنيدي قدم كل ما عنده في فترة التسعينات وبداية الألفية، حينما كان قادرًا على الحركة والمرونة في أفلامه إما فأصبح عجوزًا وحركته بطيئة، ويعتمد على أفيهات مكررة في أفلامه، وخفت نجمه مثل محمد سعد وغيرهم.
سعد الدين: نجوم الكوميديا أفلسوا فنيًا
وقال الناقد أحمد سعد الدين، إن أسباب تراجع نجوم الكوميديا الكبار مثل حلمي وسعد وغيرهم، مؤخرًا، لأنهم على مدى 15 عامًا لم يقدموا أفلامًا سينمائية بها مواقف كوميدية حقيقية، وإنما عبارة عن أفيهات تنتهي موضتها مع مرور الوقت لذلك حرقوا أنفسهم فنيًا وكوميديًا، ولم يعد لديهم جديد يجذب الجمهور.
وأضاف أن فئة كبيرة من الشباب أصبحوا يتابعون السينما الأمريكية السنين الأخيرة، ويعجبون بشخصية البطل مفتول العضلات، فاستغل ذلك المنتجين وقدموا أفلام أكشن لمحمد رمضان وعز والسقا الفترة الأخيرة، فحققت نجاحًا كبيرًا في دور العرض السينمائي، وتراجعت الكوميديا ونجومها بصورة كبيرة.