حظى أداء في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد “COVID_19” منذ مطلع العام الحالى، باهتمام عالمى وإشادات دولية من قبل العديد من المنظمات البحرية وأحدثها التقرير الصادر عن منظمة “BIMCO” المجلس البحرى البلطيقى والدولى والذى يعد أكبر تجمع دولى للنقل البحرى فى العالم.
واستهدف التقرير الذى أعده Peter Sand كبير محللي النقل البحري بالمنظمة العالمية تحت عنوان: “ارتفاع حركة الملاحة بالقناة رغم تفشى فيروس كورونا المستجد”، تحليل مؤشرات أداء حركة الملاحة بالقناة بشكل عام مع إلقاء الضوء على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بمعدلات عبور كل من سفن الصب الجاف وناقلات البترول وسفن الحاويات.
8 % زيادة فى أعداد السفن العابرة لقناة السويس
في مستهل التقرير، أشاد كبير محللي النقل البحري بالمنظمة العالمية بالمؤشرات العامة لأداء قناة السويس حيث سجلت إحصائيات الملاحة بالقناة ارتفاع قدره 8% في أعداد السفن العابرة خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2020 على الرغم من تداعيات أزمة فيروس كورونا،
وتطرق التقرير بعد ذلك إلى نجاح قناة السويس فى تسجيل ارتفاع فى معدلات عبور بنسبة تقترب من 42%، حيث سجلت إحصائيات الملاحة في الفترة من يناير إلى مايو 2020 عبور 2129 سفينة صب بزيادة قدرها 607 سفن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك على الرغم من الأحوال المضطربة للسوق العالمية لتجارة الصب الجاف وهو ما يعزو تفسيره إلى نجاح السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة الخاصة بسفن الصب، فضلاً عن إجراءات المنظمة البحرية الدولية بتقليل نسبة الكبريت في الوقود مما شجع على الرحلات القصيرة لتوفير الوقود المستخدم.
كما استعرض التقرير ارتفاع معدلات عبور ناقلات البترول عبر القناة خلال شهري إبريل ومايو الماضيين مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، كما شكل عبور ناقلات البترول ما يقرب من 29% من إجمالي حركة عبور السفن في القناة خلال الفترة من يناير إلى مايو 2020، وذلك في ظل زيادة الطلب وتشريعات المنظمة البحرية الدولية IMO بخصوص نسبة الكبريت.
وعن مدى تأثر تجارة الحاويات العالمية من تداعيات أزمة فيروس كورونا وانعكاساتها على معدلات عبور سفن الحاويات في القناة، أوضح التقرير تضرر سوق تجارة الحاويات بشكل بالغ من أزمة فيروس كورونا مما دفع العديد من الخطوط الملاحية إلى تقليص الطاقة الاستيعابية العاملة عن طريق إلغاء العديد من الرحلات وهو ما تشير إليه نسبة سفن الحاويات المتوقفة عن العمل والتي تصل إلى 11,6% من أسطول سفن الحاويات العالمي، فيما تواجه النسبة المتبقية من الخطوط الملاحية العاملة صعوبات وتحديات تشغيلية عديدة جعلها تلجأ إلى زيادة نولون الشحن لتغطية النفقات التشغيلية المرتفعة والتي لا يعوضها في المقابل سوى بديل زيادة الطلب على تجارة الحاويات وهو ما يشهد تراجعاً حاداً في الآونة الأخيرة.
من ناحيته، أكد، أن قناة السويس نجحت في تعزيز مكانتها الرائدة و كسب ثقة المجتمع الملاحي والعملاء من الخطوط الملاحية من خلال التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد وفق نهج علمي ومدروس قائم على فتح قنوات اتصال مع العملاء لتحقيق المصالح المشتركة، وتبني سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة للتيسير على العملاء وتحقيق التباعد الاجتماعي المطلوب في تلك الفترة من خلال تفعيل حزمة الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر الموقع الرسمي للهيئة وأبرزها خدمة طلب عبور السفن.