انقلبت رحلة لاستكشاف ورؤية سفينة تيتانيك الغارقة “على الطبيعة”، إلى مأساة محتملة في ظل فقدان الاتصال مع الغواصة المكلفة بتوصيل الركاب إلى الموقع.
ورحلة رؤية تيتانيك التي ترقد على عمق أكثر من 12 ألف قدم تحت البحر منذ قرن تقريبا، تقدمها شركة “أوشن جيت”، وعادة ما يكون زبائنها من الأثرياء إذ أن الرحلة تتكلف 250 ألف دولار للفرد الواحد.
وتقدم الشركة هذه الرحلة عبر غواصة من ابتكارها، خفيفة الوزن وفائقة التكنولوجيا، وتتسع لخمسة أفراد بينهم قائد الغواصة.
عدد الرحلات على متن الغواصة قليل جدا وقد يصل إلى مرة واحدة في العام، نظرا للتعقيدات المحيطة بموقع الغطس والظروف الجوية.
صباح الأحد الماضي، استقل 5 أشخاص الغواصة المسماة “تيتان”، بينهم ملياردير بريطاني ومليونير بريطاني من أصل باكستاني مع ابنه، فضلا عن مستكشف فرنسي ورئيس شركة “أوشن جيت”.
انطلقت الغواصة من سفينة أبحاث كندية، لكن بعد ساعة و45 دقيقة فقط من الغوص فقدت الاتصال بالسفينة وأضحى مصيرها مجهولا.
فرص الإنقاذ
تبدو فرص إنقاذ الغواصة ومن عليها ضئيلة للغاية، رغم مشاركة خفر السواحل الكندية والأمريكية، وفرق إنقاذ فرنسية في عمليات البحث.
ويعود ذلك إلى اقتراب موعد نفاد مخزون الأوكسجين في الغواصة، حيث يفترض أن ينتهي بحلول الساعة 6 صباحا (بتوقيت غرينتش) غدا الخميس، بافتراض أن الغواصة لازالت تعمل ولم تتعرض لأعطال تخص الطاقة.
مساحة البحث المفترضة تصل إلى نصف مساحة بلجيكا، كما أن الأعماق والظلام الدامس أسفل المحيط يصعبان المهمة.
الأسوأ أنه حتى بافتراض أن ركاب الغواصة نجحو في قيادتها إلى السطح، فلن يستطيعوا النجاة لأنها مغلقة بمسامير محكمة يستحيل فتحها من الداخل.
وقال الأدميرال جون موغر من خفر السواحل الأمريكي، إن موقع البحث “معقد بشكل لا يصدق”.
وقال أليستير جريج، أستاذ الهندسة البحرية في جامعة كوليدج لندن، إنه سيكون من الصعب تحديد موقع الغواصة بحجم “فان” في المحيط الأطلسي دون أي اتصال.
من هم ركاب السفينة؟
تحمل السفينة الملياردير البريطاني والمغامر هاميش هاردينغ (58 عامًا) ورجل الأعمال البريطاني – باكستاني المولد – شاهزادا داود (48 عامًا) مع ابنه سليمان البالغ من العمر 19 عامًا.
كما تحمل المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عامًا)، وستوكتون راش ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن جيت” المنظمة للرحلة.
يشار إلى أن غرق السفينة تايتانيك، أودى بحياة أكثر من 1500 شخص، وجرى تخليد الحادث منذ فترة طويلة في الكتب والأفلام قبل ان يتجدد الاهتمام الشعبي بها عقب عرض فيلم “تايتانيك” عام 1997.