(68)
فى فصل الختام ينفى المراغى اتهامه بأنه تآمر على «عبد الناصر»، فلا شىء كان يدعوه لذلك، فلا خصومة معه، ولا حاجة لديه وقد أتاح له العمل الذى حصل عليه إيرادًا يكفل له حياة كريمة، وبأكثر مما يتصور.
ولكنه يقر بأن من يدعى « زغلول عبد الرحمن » جاءه فى روما، قائلاً أنه يتوسم من تاريخه ما يساعده على الاشتراك فى تدبير عمل يخلص مصر من الحكم العسكرى برئاسة عبد الناصر، بيد أنه رَدَّ عليه بأنه سعيد بأوضاعه التى وصل إليها، ولا يفكر مطلقًا فى أى دور أو عمل سياسى، ولم يعد زغلول عبد الرحمن ـ بعدما عرف موقفه ـ لم يعد إلى لقائه مرة أخرى.
ولكن حدث بعد ذلك، فيما يضيف المراغى، أن جاءه شخص يدعى حسين خيرى، وكان يعرفه عن طريق والده الذى كان متزوجًا من السلطانه ملك أرملة السلطان حسين كامل، وكان حسين هذا ضابطًا طيارًا، حكم عليه فى الجزائر بالإعدام بسبب صفقة سلاح حصل عليها من فرنسا لتوريدها للجزائر، ولكنه باعها لإسرائيل، فقضى بإعدامه فى الجزائر.
وقد جاءه «حسين خيرى» فى بيروت، وأبلغه أن ضابطه اسمه «عصام خليل» يريد القيام بانقلاب على «عبد الناصر»!
بيد أن المراغى لم يكتف بإبداء رفضه، بل تعمد أن يسخر من سذاجة حسين، فقال له ـ فيما يروى: «جرى إيه يا حسين.. أنت فاهم نفسك بتتكلم مع واحد من الشارع، انقلاب إيه اللى بتفكر تعمله مع ضابط مخابرات».
ومرت الأيام ـ فيما يضيف، وإذ به يفاجأ بالرئيس عبد الناصر يتحدث عنه فى خطاب ألقاه فى بورسعيد يتهمه فيه بالتآمر عليه، وان الذى اكتشف المؤامرة هو البطل عصام خليل (حكم على هذا البطل عصام خليل فيما بعد بالسجن لاتهامه فى واقعة اختلاس خاصة بأموال تتعلق بالصواريخ)، وقال الرئيس جمال عبد الناصر إنه ـ أى المراغى ـ كتب شيكًا لعصام خليل للقيام بمؤامرته قيمته 167 ألف و350 مليمًا.. وقامت الصحف بنشر الشيك ثمن الانقلاب، ولكن كاتبًا واحدًا لم يعلق ويسأل : هل مرتضى المراغى من الغباء بحيث إذا أراد أن يشترك فى مؤامرة أو انقلاب يقوم بكتابة شيك، وهل فى أموال الانقلابات والمؤامرات ما يقتضى كتابة شيك فيه 350 مليمًا ؟!
وكان الأكثر إثارة ـ فيما يروى ـ أنه أحيل غيابيًا إلى المحاكمة، شاهدها الوحيد هو هو «عصام خليل» وحده، وسئل عما إذا كان قد أجرى تسجيلاً يؤكد الاتهام فأجاب نفيًا، ولكنه أبرز خطابًا يحمل توقيع المراغى عباراته أشبه بالكلمات المتقاطعة، فضلاً عن أن أحدًا لا يدبر لانقلاب بأن يعطى شيكًا بمبلغ 167 ألف جنيه و350مليمًا فالشيك بعيد بعيد عن تدبير الانقلابات، وكذا إل «350 مليمًا» !!!
أما الخطاب الذى استشهد به الشاهد الوحيد، فلم يكن للمراغى وإنما لأخيه يطلب فيه من السفير المصرى « عبد الحميد غالب» أن يجدد جواز سفر أخيه مرتضى، ولكن الخطاب وضع فى يد خبيرة حولته إلى خطاب مؤامرة وانقلاب.
وهكذا كتب على المراغى ـ فيما يقول ـ أن يبقى فى الخارج إلى عام 1973، وفيه عاد إلى مصر، ولذلك قصة حرص أن يرويها!
www. ragai2009.com
rattia2@hotmail.com