شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، في مناقشة وزارية حول التعليم والتشغيل في قطاع السياحة “Education and Employment in Tourism”.
يأتي ذلك خلال مشاركة الوزيرة فى اجتماعات الدورة الـ (23) للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية UNWTO، التى عُقدت خلال الفترة من 9 إلى 13 سبتمبر الجارى، بمدينة سانت بطرسبرج بجمهورية روسيا الاتحادية.
وأدارت الجلسة، نينا دوس سانتوس من شبكة CNN، وشارك فيها الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، ووزراء سياحة سيشيل، وإسبانيا، وكرواتيا، والبرتغال، وبلغاريا، وكولومبيا، وروسيا الاتحادية ورئيسة المركز العالمي لبحوث الاقتصاد السياحي (GTERC)، ورئيس اللجنة العالمية لأخلاقيات السياحة والمدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية (WTO).
وجاءت هذه المناقشة الوزارية لتبادل الخبرات والرؤى بما يساهم في وضع خارطة طريق مشتركة لتوفير وظائف أكثر وأفضل للجميع، وتماشيًا مع الهدف الرابع والثامن من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
وتعمل منظمة السياحة العالمية على تعزيز مساهمة السياحة في تحقيق هذه الأهداف، ويشير الهدف الرابع إلى أهمية توفير عمالة سياحية مدربة ومؤهلة لخدمة هذا القطاع الحيوي وضمان النهوض به من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب المهني.
ويشير الهدف الثامن إلى أهمية صناعة السياحة في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي والمساهمة في خلق فرص العمل وبخاصة للشباب والنساء.
واستهل الجلسة زوراب بولوليكشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية بالحديث، عن اختيار المنظمة لموضوع التعليم والوظائف ليكون ضمن المناقشات الرئيسية هذا العام خلال اجتماع الجمعية العامة التابعة لمنظمة السياحة العالمية.
وأشار إلى أن السياحة أحد الدعائم الأساسية للاقتصاد، لافتًا إلى أنه تم اختيار عام 2019 من قِبل منظمة السياحة العالمية كعام للتعليم وتوفير فرص العمل في قطاع السياحة.
وأشار إلى أنه تم تدشين أول أكاديمية رقمية للسياحة والتي ستقدم دورات عبر الإنترنت في مجال السياحة.
من جانبها، استهلت المشاط كلمتها بتهنئة منظمة السياحة العالمية على اختيار عام 2019 ليكون عام يشجع ويدفع للعمل من خلال الأهداف السبعة عشر للأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة.
وأشارت إلى إطلاق الوزارة لبرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة المصري، والذى يتبنى تطبيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة للأمم المتحدة لرفع تنافسية قطاع السياحة في مصر.
وأوضحت أن هذا يرتكز على عاملين أساسيين Hardware ويشمل كل ما يتعلق بالبنية التحتية مثل الفنادق وغيرها والعامل الثانى Software وهو العنصر البشري.
وفيما يخص البنية التحتية، أشارت إلى أن الوزارة قامت الإثنين الماضي بالإعلان عن المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية، والتي لم تحدث منذ عام 2006، موضحة أنه تم إضافة أنماط فندقية جديدة لهذه المعايير مثل الفنادق البيئية، والشقق الفندقية.
وأضافت أن شعار منظمة السياحة العالمية ليوم السياحة العالمى هذا العام “السیاحة والعمالة: مستقبل أفضل للجميع ” (Tourism and Jobs: A Better Future for All) يتماشي مع الهدف الرئيسي لبرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير القطاع، وهو أن يعمل فرد على الأقل من كل أسرة مصرية بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع السياحة.
وقالت إن وزارة السياحة بصدد توقيع بروتوكول للتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتوعية طلاب المدارس وتعريفهم بأهمية قطاع السياحة كركيزة أسياسية لدعم الاقتصاد القومى، ونشر أخلاقيات السياحة لرفع الوعي السياحي لدى الأجيال القادمة، مما يساهم في خلق الرغبة لديهم للالتحاق بالعمل في هذا القطاع الهام.
وأشارت إلى أن العنصر البشري الذي يعمل في قطاع السياحة يجب أن يكون له طبيعة خاصة، ما تهتم به كليات السياحة والفنادق في مصر.
وشددت على أهمية ربط المناهج التعليمية الفنية باحتياجات سوق العمل.
وفى مداخلة للوزيرة حول أهمية التحول الرقمى في السياحة وتأثيره على مستقبل العمل في القطاع، أكدت المشاط علي أهمية التقدم التكنولوجي والتحول الرقمى في صناعة السياحة لما لذلك من تأثير كبير على كفاءة الادارة والاستدامة
وأضافت أن التكنولوجيا تمثل منصة تجمع جميع الأشخاص حول العالم.
وأكدت أن هناك مسئولية تقع على عاتق الحكومات وهي وضع التشريعات الخاصة لتنظيم هذا المجال، وكذلك على القطاع الخاص الذى يوفر فرصا للعمل والتدريب لخلق عنصر بشرى مثقف تكنولوچيا.
وأشارت الوزيرة إلى أن أحد محاور برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة يرتكز علي الاتجاهات الحديثة والاستعانة بالتكنولوجيا في مجال السياحة، والترويج لمصر كمقصد يهتم بالبيئة والتنمية المستدامة وتشجيع الابتكار والحلول الرقمية.
وأوضحت أنه عن طريق التحول الرقمي ووجود قواعد بيانات توفرها التكنولوجيا عن اتجاهات السفر أصبحت الحكومات قادرة على التعرف على كيفية تفكير السائح في المقصد السياحى وتطلعاته وتوقعاته أثناء رحلاته.
وعن كيفية الاستفادة من فوائد التحول الرقمي في السياحة في الدول الأقل نمواً، والتي تفتقر إلى أساسيات البنية التحتية المتاحة في الدول المتقدمة، أوضحت الوزيرة أن البنية التحتية مسألة أساسية وإعداد المحتوى الرقمي الذي يؤدي الى زيادة الطلب على المقاصد السياحية يحتاج إلى تمويل
ولفتت إلى أنه خلال زيارتها لمقر منظمة التجارة العالمية في چنيف وصندوق النقد الدولي ومؤسسة التمويل الدولي في واشنطن، ناقشت موضوع الصادرات والواردات السياحية وأهمية زيادة التمويل والدعم للسياحة في أجندة 2030 نظرا لما تمثله هذه الصناعة من أهمية في اقتصاديات الدول، ودورها في خلق فرص عمل حيث يولد قطاع السياحة وظيفة من كل 10 وظائف وهو عنصر أساسي من عناصر الاقتصاد.
من جانبه، أكد وزير سياحة كرواتيا على ما قالته الدكتورة رانيا المشاط، مشيرًا إلى أهمية ربط قطاع السياحة بجميع القطاعات الحيوية في الدول مثل الزراعة والصناعة.
وأشارت الوزيرة الى استضافة مصر لأول منتدى تكنولوجي في الشرق الأوسط خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية في مارس الماضي، والذي اُقيمت خلاله المسابقة الوطنية الأولي للشركات الناشئة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية والتي تدعم الشباب التي قامت بمشروعات في مجال السياحة، وقام الفائز الأول في المسابقة بعمل مشروع فندق صديق للبيئة أمام معبد فيلة بأسوان وهو نمط جديد من الفنادق.
واضافت أن وزارة السياحة تعمل على الترويج لمصر بصورة مختلفة، لافتة الى أن الوزارة أعلنت يوم الإثنين الماضي عن الشراكات الدولية التي تعاقدت عليها مع مؤسسات ترويج وتسويق عالمية متخصصة في مجالات متعددة لتكتمل عناصر محور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة.
وهي شركة Beautiful Destination، وشبكة CNN العالمية، وشركة Ctrip الصينية، ومؤسسة Discovery العالمية، ومجموعة إكسبيديا Expedia العالمية، وشركة Isobar.
واختتمت المشاط مداخلتها بالتأكيد على أن السياحة قطاع يذخر بالفرص ويدعو إلى الأمل والتفاؤل.
يذكر أن منظمة السياحة العالمية اختارت الفيلم الترويجي لحملة People to People، الذي قامت وزارة السياحة المصرية بإطلاقه الشهر الماضى، ليحصد الجائزة الاولي كأفضل فيلم ترويجي في منطقة الشرق الأوسط.