تتوقع رابطة مصنعى السيارات الصينية CAAM الصينية بوط إجمالى مبيعات القطاع بنهاية العام الحالى بنحو 2% للسنة الثالثة على التوالى، بعد أن خسر %8.2 فى 2019، و %2.8 خلال 2018، الذى شهد توقف موجة نموه التى بدأت منذ تسعينيات القرن الماضى.
وتراجعت مبيعات السيارات فى السوق الصينية خلال العام الماضى إلى 25.2 مليون وحدة، مقابل حوالى 27.5 مليون فى 2018، بسبب تباطؤ نموها الاقتصادى واستمرار التوترات التجارية مع واشنطن منذ أكثر من 17 شهرا.
وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات السيارات فى الصين هبطت أيضا خلال العامين الماضيين مع تزايد الضغوط من قواعد الانبعاثات الكربونية الجديدة التى تفرض على شركات القطاع الاتجاه للطاقة المتجددة مثل الكهرباء وخلايا الهيدروجين وابتكار مركبات تعمل بالوقود التقليدى ولكن ينبعث منها أقل حد من العوادم لتتفق مع هذه القواعد.
وأكد شى جيانخوا أحد كبار المسئولين برابطة CAAM الصينية أن مبيعات السيارات فى الصين هوت فى ديسمبر الماضى للشهر الـ18 على التوالى بعد أن استمرت فى تسجيل نمو مرتفع طوال 28 سنة حتى نهاية عام 2017 عندما بدأت تواجه الانخفاض فى السنة التالية.
وهوت مبيعات السيارات التى تعمل بالطاقة الجديدة بأكثر من %27 فى شهر ديسمبر الماضى وحوالى %4 طوال عام 2019 لتتراجع إلى 1.24 مليون وحدة رغم أنها قفزت بنسبة %62 فى 2018 ولكن تقليص دعم حكومة بكين لهذا النوع من المركبات أدى إلى انهيار مبيعاتها خلال العام الماضى.
وعندما سئل شو هايدونج الأمين العام لرابطة CAAM عن تحقيق نمو لمبيعات السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة لترتفع إلى مليون وحدة كما أعلن عنها وزير الصناعة الصينى فى عام 2017 كهدف يريد تحقيقه خلال العام الحالى فإنه أجاب بأن ذلك غير ممكن وأن مبيعاتها ستظل فى نفس مستوى العام الماضى تقريبا.
وخفضت شركات السيارات العالمية توقعاتها للمبيعات خلال هذا العام مع تقليص إنتاجها وإغلاق العديد من الماصنع وتسريح آلاف العاملين فى أسواقها المحلية وفروعها الأجنبية لتقليل التكاليف مع تزايد الاستثمارات فى سيارات الطاقة المتجددة والمبتكرة التى تحافظ على البيئة ولا ينبعث منها عوادم كربونية تزيد عن الحد المسموح به.
ويرى العديد من المدراء التنفيذيين لشركات السيارات فى الصين مثل جيلى وشونج كينج شانجان شريكة فورد موتور الأمريكية أن العام الجارى يشهد منافسة شديدة ستؤدى لخروج الشركات الضعيفة ولاسيما أن مبيعات فورد فى السوق الصينية هوت بأكثر من %25 خلال العام الماضى للسنة الثالثة على التوالى و %37 فى 2018.
وحتى شركة جنرال موتورز أكبر منتجة للسيارات فى الولايات المتحدة أعلنت هذا الشهر أن مبيعات وحدتها فى الصين تراجعت بحوالى %15 خلال العام الماضى بينما تتوقع فولكس فاجن أكبر مجموعة سيارات فى أوروبا تباطؤ مبيعاتها نسبيا خلال السنوات الخمس القادمة برغم هبوط موديلاتها الرياضية متعددة الأغراض التى تتدفق عليها المستهلكون الصينيون بنسبة طفيفة لم تتجاوز %1.1 خلال ال 11 شهرا الأولى من عام 2019.
ومع ذلك فتوقعات متفائلة من بعض الشركات العالمية مثل تويوتا موتور وهوندا موتور اليابانيتين لتحقيق نمو فى السوق الصينية خلال العام الجارى وكذلك شركة تيسلا الأمريكية المتخصصة فى المركبات الكهربائية التى بدأت هذا الشهر فى طرح سيدان Model 3 من مصنعها الذى استثمرت فيه مليارى دولار فى مدينة شنغهاى.
إعداد- خالد بدر الدين