أعلنت رابطة سيارات الركوب الصينية «CPCA» أن إجمالى المبيعات هبط بحوالى %31.9 خلال أبريل الماضى لينزل إلى 1.1 مليون وحدة فقط مع تفشى فيروس كورونا وإصابة عشرات الآلاف من الحالات بالعدوى مما أدى إلى فرض القيود المتشددة والإغلاقات فى العديد من الأقاليم والمدن الكبرى مثل العاصمة بكين والمركز المالى والصناعى شنغهاى.
وأدى انتشار فيروس كورونا منذ فبراير الماضى وحتى الآن إلى نقص مكونات تصنيع السيارات وتعطل الإنتاج فى المصانع وضعف القوة الشرائية بسبب قيود بقاء المستهلكين فى المنازل لتنخفض المبيعات خلال أبريل الماضى، مقارنة مع نفس الشهر من العام الثانى للوباء عندما بلغت أكثر من 1.615 مليون وحدة.
وأكدت رابطة «CPCA» أن مصانع السيارات وقطع الغيار فى شنغهاى بدأت تعمل إما كليا أو جزئيا هذا الأسبوع مع انحسار الإصابات بفضل القيود والإغلاقات المفروضة معظم أسابيع الشهرين الماضيين بسبب تفشى العدوى لأعلى مستوى منذ بدء الجائحة فى الصين مع أواخر 2019 ولكن التدابير المتشددة التى طبقتها حكومة بكين ساعدتها على الخروج من الوباء بحلول مارس من عام 2020.
توقعات أسوأ بسبب كورونا
وذكرت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتيز إنسايتس (S&PGCI) أن العديد من المحللين كانوا توقعوا منذ أسبوعين هبوط إجمالى مبيعات السيارات فى الصين بحوالى %48 خلال أبريل الماضى بسبب استراتيجية “زيرو كوفيد 19” التى تطبقها حكومة بكين من خلال إغلاق الأنشطة الصناعية والتجارية والترفيهية وتقييد حركة الناس فى أضيق الحدود وتقليص الإنفاق للحد من انتشار العدوى بأسرع ما يمكن.
وتوقف مصنع أبتيف المورد الرئيسى لمكونات مصنع شنغهاى الضخم المعروف باسم جبجا فاكتورى 3 والذى ينتج الموديلات الكهربائية لشركة تيسلا الأمريكية فى الصين عن العمل وعن توريد قطع الغيار لمصنعى شركتى جنرال موتورز فى الصين بعد اكتشاف حالات إصابة بين العمال منذ أواخر فبرير الماضى.
استئناف التصنيع
ومع ذلك توقع كوى دونج شو الأمين العام لرابطة «CPCA» ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية خلال الشهر الحالى بعد استئاف العمل فى مصانع السيارات وقطع الغيار التى كانت مغلقة الشهر الماضى لتظل المبيعات المرتقبة حتى نهاية العام الجارى عند مستويات 5.5 مليون وحدة والتى توقعها منذ بداية يناير الماضى.
ويرى المحللون فى المراكز البحثية العالمية ومنها وكالة (S&PGCI) أن تشغيل مصانع السيارات والمكونات التى كانت مغلقة الأسابيع الماضية ستستغرق وقتا حتى تصل إلى طاقتها الإنتاجية ولن يحدث هذا خلال الشهر الجارى وربما يكون فى يونيو المقبل لأن صناعة السيارات تدخل فيها شبكات سلاسل إمدادات ضخمة ولذلك ستواجه ضغوطا وعمليات حتى تعود بالتدريج لحالتها المعتادة قبل انتشار متحورات كورونا مرة أخرى داخل الصين.
رفع الأسعار نتيجة الحرب الروسية
واضطرت شركات إنتاج السيارات الكهربائية فى الصين إلى رفع أسعار منتجاتها حلال الأسابيع الماضية منذ غزو روسيا لجارتها أوكرانيا فى 24 فبراير الماضى وارتفاع المواد الخام من البترول والغاز الطبيعى إلى المعادن الصناعية والنادرة نتيجة حظر تصديرها من روسيا بسبب العقوبات المتشددة التى فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على حكومة موسكو.
ورغم ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية فى الصين إلا أنها تظل مرغوبة وأرخص من الموديلات التى تعمل بالوقود التقليدى وخصوصا بعد ارتفاع أسعار البترول ومنتجاته من البنزين والسولار وكذلك الغاز الطبيعى بسبب الحرب الروسية فى أوكرانيا كما أعلن دونج شو.
وتهدف شركة تيسلا زيادة إنتاجها من مصنعها فى شنغاى الذى ينتج موديلات السيدان (Model 3 وModel Y ) إلى 2600 وحدة يوميا اعتبارا من يوم 16 الشهر الجارى لتعوض الأسابيع الماضية التى توقفت فيها عن الإنتاج تماما بسبب الوباء.
ويعد مصنع تسلا الضخم فى شانغهاى أول شركة لتصنيع السيارات مملوكة بالكامل للأجانب فى الصين لدرجة أن إدارات حكومية معنية ساعدتها على استئناف الإنتاج بفعالية مع أكثر من 100 شركة لتصنيع قطع الغيار لتبلغ مبيعاتها العام الماضى أكثر من 484 ألف وحدة بزيادة %235 عن مبيعاتها فى عام الوباء لتبلغ حصتها العام الماضى فى الصين %51.7 من إجمالى مبيعاتها على مستوى العالم.
تحفيزات نقدية
وأعادت حكومة بكين هذا الشهر التحفيزات النقدية التى تشجع المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية والتى كانت خفضتها بحوالى %30 فى بداية العام ولكن انتشار فيرس كورونا والإغلاقات التى تسببت فى انخفاض المبيعات جعلتها تطبق هذه التدابير التحفيزية خلال مايو الحالى ويونيو المقبل.
ومن أهم المدن التى ستمنح تحفيزات نقدية حاليا بكين وشنغهاى وجوانج دونج ويانجتسى وجيانجسو وزيجيانج والتى ستمنح حكوماتها المحلية 10 آلاف يوان أو ما يعادل أكثر من 1500 دولار لكى تشجع المستهلكين على ترك سياراتهم التى تعمل بالوقود التقليدى وتلوث الهواء ويشترون سيارات كهربائية لا تنبعث منها عوادم كربونية.
انتعاش «الكهربائية»
وتتوسع حكومة بكين فى تعزيز حجم سوق السيارات الكهربائية فى الصين بأكثر من الضعف على أساس سنوى بعد أن ارتفع عددها إلى مليون وحدة فى الربع الأول من العام الجارى مما جعل معدلات النمو فى الصين تواصل تفوقها على أسواق السيارات الكهربائية الرئيسية الأخرى فى الدول المتقدمة لدرجة أن هناك سيارتين من كل ثلاث سيارات كهربائية فى العالم تباع فى الصين.
وإذا كانت مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم قفزت فى الربع الأول من العام الحالى بحوالى %107 مقارنة مع نفس الربع من العام الماضى، إلا أن شركة (BMW) الألمانية للسيارات الفاخرة تؤكد أن معظم هذه الزيادة ترجع إلى قوة المبيعات الصينية لدرجة أن مبيعاتها من المركبات الكهربائية فى الصين تضاعفت ثلاث مرات خلال نفس الفترة.
وكانت رابطة “CPCA” أعلنت أن مبيعات مركبات الطاقة الجديدة فى الصين قفزت فى مارس الماضى بحوالى %138 لتتحاوز 445 ألف وحدة مقارنة مع نفس الشهر من عام الوباء الثانى ما ساعد سوق المركبات بالبلاد على تسريع تحولها الأخضر كما سجل مصنعو مركبات الطاقة الجديدة الصينيون أرقاما قوية للبيع بالجملة فى مارس، حيث بلغت مبيعات الجملة من 13 تاجر جملة أكثر من 10 آلاف وحدة.
وسجلت شركة سايك جى إم وولينج الصينية التى تضم مشروعا مشتركا بين سايك موتور وجنرال موتورز وليوتشو وولينغ موتورز، مبيعات مركبات طاقة جديدة بما يقرب من 117 ألف سيارة خلال الثلاث أشهر الأولى من العام الحالى بارتفع %16 عن نفس الشهور من عام 2021 وقفزت مبيعات (BYD) أكبر شركة سيارات صينية إلى ما يزيد عن 104 آلاف مركبة وبعدها فرع تيسلا الأمريكية فى الصين بحوالى 66 ألف وحدة خلال مارس الماضى وحده.
بطاريات قوية
وأدى انتعاش مبيعات السيارات الكهربائية فى الصين هذا العام حتى الآن إلى ابتكار بطاريات قوية تسير لمسافات أطول قبل أن تحتاج للشحن لترتفع مبيعاتها بنسبة %206.9 خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجارى مقارنة مع نفس الشهور من عام الوباء الثانى.
ولكن تراجع إجمالى مبيعات السيارات التقليدية والكهربائية بالصين فى مارس بحوالى %11.7 لتنخفض إلى 2.23 مليون وحدة، كما بلغ إجمالى مبيعات السيارات فى الفترة من يناير إلى مارس 6.51 مليون وحدة بزيادة %0.2 خلال نفس الفترة من العام الماضى، بينما تراجع إنتاج السيارات بأكثر من %9 لتنزل إلى حوالى 2.24 مليون سيارة فى مارس فقط.
أما صادرات الصين من جميع السيارات التقليدية والكهربائية فقد قفزت فى مارس بنسبة %28.8 عن نفس الشهر من عام 2021 لترتفع إلى 170 ألف وحدة ليصل إجمالى الصادرات فى الربع الأول إلى 582 ألف وحدة بزيادة %58.3 عن نفس الربع من العام الماضى.
ومع ذلك فقد أدت بعض المشاكل مثل عودة تفشى كوفيد – 19 داخل الصين وأزمة نقص رقائق أشباه الموصلات اللازمة لتصنيع السيارات الكهربائية والسمارت وارتفاع تكاليف المواد الخام من المعادن الصناعية والنادرة بسبب الحرب الروسية التى دخلت شهرها الثالث قد أثرت على إنتاج المصانع ومبيعات السيارات التقليدية والكهربائية.