قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إن بلاده كانت من بين الخمسين دولة التي قامت بتأسيس الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة.
مشيراً إلى أنه يتم انتخابها لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في هذا الوقت المهم للغاية، وستقوم بدورها في الدعم الكامل لجدول أعمال المنظمة من خلال التزامها العميق بالحفاظ على الانسجام العالمي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على توازن الطبيعة.
جاء ذلك في كلمته في احتفالية المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة.
وفيما يلي نص كلمة رئيس وزراء الهند الصادرة عن السفارة الهندية بالقاهرة .
قال: إننا نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، وفي هذه المناسبة يجدر بنا الاعتراف بالمساهمات العديدة التي قدمتها الأمم المتحدة من أجل تقدم البشرية ، كما أنها تعد فرصة لتقييم دور الأمم المتحدة وأهميتها في عالم اليوم وصياغة مستقبل أفضل لها.
وأضاف : لقد كانت دولة الهند من بين الخمسين دولة التي قامت بتأسيس الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة.
وقال إنه تغيرت كثير من الأمور منذ ذلك الحين، وتضم اليوم الأمم المتحدة في عضويتها 193 دولة.
وإلى جانب زيادة عدد أعضائها، فقد زادت أيضا التوقعات المرجوة من تلك المنظمة، وفي نفس الوقت تواجه العلاقات متعددة الأطراف العديد من التحديات في عالم اليوم.
وتابع : لقد قامت الهند منذ البداية بدعم عمل الأمم المتحدة الإنمائي كما قامت بدعم المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وكان أول رئيس للمجلس الاقتصادي والاجتماعي هنديا.
كما ساهمت الهند أيضًا في صياغة جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، وها نحن اليوم نلعب دورًا مهمًا في تنفيذ جدول أعمال 2030 وأهداف التنمية المستدامة، من خلال جهودنا المحلية.
كما نقوم بدعم الدول النامية الأخرى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واشار انه يبلغ تعداد سكان الهند اليوم سدس تعداد سكان العالم، ونحن ندرك جيدا وزن دولتنا وحجم مسؤوليتنا، وإننا لنعي أنه إذا نجحت الهند في تحقيق أهداف التنمية فإنها ستقطع شوطا طويلا في تحقيق الأهداف العالمية.
لذا فقد اتبعنا منهج “المجتمع بكاملة” من خلال إشراك ولاياتنا وحكوماتنا المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات وشعبنا.
وقال: إننا نرفع شعار (Sabka Saath, Sabka Vikaas, Sabka Vishwas) وهو يعنى “سنعمل معًا لتحقيق نمو الجميع واكتساب ثقة الجميع”.
ويتوافق هذا الشعار مع مبدأ التنمية المستدامة المتمثل في عدم ترك أي أحد خلف الركب. إننا نحقق تقدما كبيرا من خلال برامجنا التي تشمل الجميع سواء من خلال الحصول على التغذية أو التثقيف الصحي أو الكهرباء أو الإسكان.
واضاف : لقد احتفلنا في العام الماضي بالذكرى المائة والخمسين لميلاد أبو الأمة الهندية، ماهاتما غاندي، من خلال توفير التغطية الكاملة بخدمات الصرف الصحي لستة آلاف قرية لدينا.
وتابع : استطعنا خلال خمسة سنوات بناء مائة وعشرة مليون مرحاض منزلي وتحسين تغطية خدمات الصرف الصحي في الريف لدينا من 38% إلى 100%. وتقوم برامج التوعية الضخمة لدينا بتمكين المرأة الهندية. واستطعنا تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي.
وتشارك حوالي سبعين مليون مرأة هندية في المناطق الريفية في مجموعات الدعم الذاتي في ظل مبادرة سبل العيش ، وهن يقمن بتحويل طرق الحياة وسبل العيش على نطاق واسع. وقد تم انتخاب أكثر من مليون امرأة ليمثلن حكوماتنا المحلية ويقدن عملية التنمية التشاركية.
وتابع : تمكنا خلال السنوات الست الماضية من فتح أربعمائة مليون حساب بنكي لأشخاص لم يكن لهم حسابات، تشمل مئتان وعشرين مليون حساب لنساء. وقد استفدنا من قوة التكنولوجيا لتحقيق الشمول المالي.
وقال انه يعتمد ذلك على عناصر ثلاثة تتمثل في رقم هوية فريد وحساب بنكي وخط هاتف محمول لكل شخص. ولقد سمح ذلك لنا بإجراء تحويلات لمساعدات مباشرة قيمتها مائة وخمسين دولار إلى أكثر من سبعمائة مليون شخص. وتصل برامج الأمن الغذائي لدينا إلى ثمانمائة وثلاثة عشر مليون شخص.
وتابع : سيضمن برنامجنا الذي أطلقنا عليه اسم “السكن للجميع” حصول كل هندي على منزل أمن بحلول عام 2022 عندما تستكمل الهند خمسة وسبعين عاما على استقلالها كأمة. وبحلول هذا الوقت، سيكون قد تم إنشاء أربعين مليون منزلا في ظل هذا البرنامج وهو ما يربو على إجمالي عدد المنازل في العديد من الدول.
ويمثل برنامج (Ayushmaan Bharat) الذي نطبقه اليوم أكبر برنامج حماية صحية في العالم ويستفيد منه خمسمائة مليون شخص.
وقال : في مكافحتنا لفيروس كورونا يساعد نظامنا الصحي الشعبي الهند على تحقيق أفضل معدلات التعافي في العالم. كما أننا نعمل على القضاء على مرض السل بحلول عام 2025. ويمكن للدول النامية الأخرى التعلم من نطاق ونجاح برامج التنمية في الهند ومن الأساليب التكنولوجية والابتكارات التي قمنا بتطويرها .
وأشار إن إدراك هذه الأمور هو الذي يؤكد على الشراكة الإنمائية للهند مع دول الجنوب في العالم.
وقال رئيس وزراء الهند : بينما نتقدم للأمام على طريق التنمية فإننا لا ننسى مسؤوليتنا تجاه كوكبنا. لقد قمنا على مدى السنوات القليلة الماضية بتقليل 38 مليون طن من الانبعاثات الكربونية السنوية.
وأشار إلى أننا استطعنا تحقيق ذلك من خلال توصيل الكهرباء للقرى لدينا وتوفير وقود طهي نظيف إلى 80 مليون أسرة فقيرة وتوفير إجراءات خاصة بكفاءة الطاقة.
واستطرد قائلا: وضعنا نصب أعيننا هدف تركيب 450 ميجاوات من الطاقة المتجددة واستصلاح 26 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.
وتابع أنه لدينا تقليد قديم يتمثل في العيش في انسجام مع الطبيعة. فقمنا بتدشين واحدة من أكبر حملات النظافة وتشجيع عدم استخدام المواد البلاستيكية لمرة واحدة. وعلى الصعيد الدولي، مثلت مبادرتنا الخاصة بإنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية خطوة عملية للعمل المناخي.
وبالمثل، فقد جمع التحالف من أجل بنية تحتية للصمود أمام الكوارث كافة أصحاب المصلحة ذوي الصلة معا من أجل تطبيق منهج شامل. إننا نفخر دائما بأننا كنا أول دولة مستجيبة في منطقتنا أي أننا كنا صديق معين في وقت الأزمات، وسواء كانت الأزمة متمثلة في زلزال أو إعصار أو أي كارثة طبيعية أو كارثة من صنع الإنسان فقد استجابت الهند بسرعة وتضامنت مع المتضررين.
وفي كفاحنا ضد فيروس كورونا، قمنا بتقديم المساعدة الطبية والمساعدات الأخرى إلى أكثر من مائة وخمسين دولة. كما ساعدنا في إنشاء صندوق طوارئ لفيروس كورونا في منطقتنا لدول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي.
وقال : لقد اختبرت جائحة فيروس كورونا بشدة قدرة كافة الأمم على الصمود، ولقد حاولنا في الهند أن نجعل مكافحة الجائحة حركة شعبية من خلال المزج بين جهود الحكومة وجهود المجتمع.
وتابع : أعطينا أولوية قصوى لتوفير المساعدات للأسر الفقيرة، وأعلنا عن حزمة تبلغ أكثر من 300 مليار دولار. وهي سوف تعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح وتبني بنية تحتية حديثة وتطبق نظام يعتمد على التكنولوجيا. وقمنا بطرح رؤية (Atmanirbhar Bharat) وهي تعني الهند التي تعتمد على نفسها والقادرة على الصمود والقادرة على الاندماج في الاقتصاد العالمي.
وأكد أن بلاده تؤمن إيمانا راسخا بأن الطريق لتحقيق السلام والرخاء المستدامين يمر من خلال التعاون متعدد الأطراف.
وتابع : ولأننا أبناء الأرض الأم، فإننا يجب أن نتكاتف لمواجهة تحدياتنا المشتركة وتحقيق أهدافنا المشتركة.
وبالرغم من ذلك، يجب أن يمثل التعاون متعدد الأطراف واقع عالمنا المعاصر. إننا نستطيع فقط من خلال إصلاح التعاون متعدد الأطراف ومن خلال إصلاح جوهر الأمم المتحدة أن نلبي تطلعات البشرية.
وذكر بينما يتم الاحتفال اليوم بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة دعونا نتعهد بإصلاح نظام التعاون العالمي متعدد الأطراف كي نعزز أهميته ونحسن فاعليته ونجعله يمثل الأساس لنوع جديد من العولمة التي تركز على البشر.
وقال أنه ولدت الأمم المتحدة في الأساس من رحم الغضب من الحرب العالمية الثانية ، واليوم، يمثل الغضب من الجائحة سياقا ملائما لبعثها وإصلاحها. فدعونا نستغل هذه الفرصة.
وأضاف أنه تم انتخاب الهند لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في هذا الوقت المهم للغاية، وستقوم الهند بدورها في الدعم الكامل لجدول أعمال الأمم المتحدة من خلال إلتزامها العميق بالحفاظ على الانسجام العالمي وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على توازن الطبيعة.
ولفت إلي أنه يتم الاحتفال هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة ، وفي هذه المناسبة يجب الاعتراف بالمساهمات العديدة التي قدمتها الأمم المتحدة من أجل تقدم البشرية ، كما أنها تعد فرصة لتقييم دور الأمم المتحدة وأهميتها في عالم اليوم وصياغة مستقبل أفضل لها.