أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد اليوم الأحد أن عدد قتلى احتجاجات الشهر الماضي ارتفع إلى 86 قتيلا، وذكر رئيس الوزراء أن معظم القتلى من العرقين الأمهري وأورومو، مضيفًا أنهم من المسلمين والمسيحيين.
وحث آبي أحمد المواطنين على مقاومة القوى التي تهدد وقف تقدم البلاد.
وقال إنه يتعين وقف هذه القوى التي تحاول جرنا خطوتين إلى الوراء كلما تحركنا خطوة إلى الأمام، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع مؤسسات صحفية محلية نشرته محطة فانا الإذاعية التابعة للحكومة.
وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء إثيوبيا آبى أحمد يوم الخميس الماضى إن 78 شخصًا على الأقل قتلوا باحتجاجات ضد الحكومة.
وذكرت وكالة رويترز أن تلك ضد رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد بسبب طريقة معاملة الناشط البارز جوهر محمد الأسبوع الماضي.
وخرج أنصار الناشط جوهر محمد للشوارع يومي 23 و24 أكتوبر الماضى للاحتجاج بعد أن طوقت الشرطة منزله بالعاصمة أديس أبابا.
وانتشر أنصار الناشط جوهر محمد فى شوارع العاصمة بعد أن أكد أن قوات الشرطة حاولت سحب حراسه.
وأضافت المتحدثة باسم رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أن 409 أشخاص اعتقلوا خلال الاضطرابات وأن التحقيقات جارية في تلك الأحداث.
الناشط جوهر محمد لا يستبعد منافسة حليفه السابق آبى أحمد
وقال الناشط الإثيوبي البارز جوهر محمد لرويترز يوم الجمعة بعد أيام من مظاهرات لمؤيديه سقط فيها عشرات القتلى إنه لا يستبعد منافسة حليفه السابق أبي أحمد على منصب رئيس الوزراء في انتخابات تجرى العام المقبل.
وأسهمت قدرة جوهر على تنظيم احتجاجات الشوارع في المساعدة على وصول أبي أحمد إلى رئاسة الوزراء العام الماضي.
ونفذ أبي أحمد إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، كما فاز فى أكتوبر بجائزة نوبل للسلام لإنجازاته في مجال صنع السلام الإقليمي.
ولكن الأسبوع الماضى شهد مظاهرات لمؤيدي جوهر ضد رئيس الحكومة؛ لأن الشرطة طوقت منزله وحاولت سحب التصريح الأمني الذي يحمله.
وقال كيفيو تيفيرا رئيس شرطة إقليم أوروميا الأسبوع الماضى إن 67 شخصا قتلوا في احتجاجات خلال يومين في الإقليم.
وأضاف إن 62 محتجا قتلوا بينما قتل 5 من الشرطة، وأن 13 قتلوا بالرصاص، وأن الباقين قتلوا لإصابات بالرشق بالحجارة.
وكانت السلطات ومسئولون طبيون قالوا يوم الخميس إن 16 شخصا لقوا حتفهم بمظاهرات بالعاصمة ومدن أخرى كما سقط عشرات المصابين.
ولا يعرف عدد من قتلوا في أوروميا من بين الضحايا الستة عشر، وينتمي جوهر لجماعة الأورومو العرقية مثل أبي أحمد.
وتمثل جماعة الأورومو أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا لكن صناع الملوك مثل قطب الإعلام جوهر يحاولون إظهار تأثيرهم الآن.
ويبرز العنف المعضلة التي تواجه أبي أحمد الذي يتعين عليه الاحتفاظ بشعبيته بالنظام الاتحادي العرقى بإثيوبيا بدون الانحياز لجماعة معينة.
ورأى جوهر أن مؤيديه لم يعودوا يصدقون وعود أبي أحمد الإصلاحية، واتهمه بالمركزية في الحكم وقمع المعارضة وسجن المعارضين السياسيين.
وأعلنت منظمة العفو الدولية إنه منذ تولى أبي أحمد السلطة جرت عدة موجات من الاعتقالات الجماعية لأشخاص من عرقية الأورومو.
وتعتقد السلطات أن عرقية الأورومو يعارضون الحكومة، وقالت منظمة العفو الدولية إن المعتقلين لم توجه لهم اتهامات ولم يقدموا للمحاكمة.
وقال جوهر بمنزله ومكتبه المحاط بحراسة مشددة بوسط العاصمة إن أغلبية الناس تعتقد أن العملية الانتقالية خرجت عن مسارها.
الحزب الحاكم يرتد لنظام استبدادى
وأضاف أن هناك ردة إلى نظام استبدادي وأن الحزب الحاكم وما يتبناه من نهج سيواجه تحديا خطيرا في الانتخابات وقبلها.
ولم ترد المتحدثة باسم رئيس الوزراء على اتصالات هاتفية للحصول على تعليق، ولم يعلق أبي أحمد على العنف الذي اندلع.
وأعلنت وزارة الدفاع عصر يوم الجمعة إن الجيش انتشر في سبع مدن شهدت احتجاجات الأسبوع الماضى.
وقال الميجر جنرال محمد تيسيما بمؤتمر صحفي بأديس ابابا إن القوات انتشرت لتهدئة الموقف مع الشيوخ وضباط الأمن بالأقاليم .
وإذا جرت انتخابات العام المقبل بنزاهة كما وعد أبي أحمد فستكون اختبارا لمدى قدرة رئيس الوزراء الشاب على حشد بلاده.
وتواجه إثيوبيا التي يسكنها مئة مليون نسمة انقسامات وخلافات رغم الانفتاح في اقتصادها الذي تسيطر عليه الدولة.
وقال جوهر إنه لم يقرر من الذي سيسانده في انتخابات العام المقبل أو ما إذا كان سيخوض الانتخابات بنفسه.
وكانت تصريحاته أقوى انتقاد لأبي أحمد الذي ظهر معه كثيرا في الصور العام الماضي.
لكن هذا الخلاف بينهما جاء بعد تصريحات مبطنة أدلى بها أبي أحمد في البرلمان يوم الثلاثاء.
قال رئيس الوزراء دون ذكر أي اسم ملاك وسائل الإعلام الذين لا يحملون جوازات سفر إثيوبية يتلاعبون بالطرفين.
وأكد أن تلاعب وسائل الإعلام سيقوض سلام إثيوبيا ووجودها، ولذلك سنتخذ إجراءات وتدابير لمواجهته.
واعتبرت هذه التصريحات على نطاق واسع إشارة لجوهر المولود بإثيوبيا لكنه يحمل جواز سفر أمريكيا وعاد من المنفى العام الماضي.
إذا فشل أبي أحمد في تفكيك الجماعات القوية القائمة على العرق ومعالجة المشاكل البنيوية سينتهي الأمر إلى حرب أهلية .