متعاملون: الموانئ المصرية تعمل بشكل طبيعى ..واستمرار الأزمة يؤثر على %20 من الطاقة فقط
قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن أعمال الحفر أسفل السفينة الجانحة وصلت إلى 18 مترا عبر كراكات الهيئة، وجار أعمال القطر للسفينة مستبعدا أى تأثر فى عملاء الهيئة فى المستقبل بسبب حادث عارض.
وأضاف- خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس – أنه من الممكن اللجوء إلى السيناريو الثانى والأصعب – من وجهة نظره – وهو تخفيف حمولة السفينة، التى تحمل ما يزيد عن 12 ألف حاوية، ولن يتم تحديد مدة زمنية لعملية التخفيف أو موعد لتعويم السفينة.
وأوضح أن السفينة الجانحة تتخطى 223 ألف طن، بينما السفينة السابقة لها فى المرور بلغت 240 ألف طن، وهو ما يؤكد أن القناة صالحة لمرور مثل هذه الأحجام، كما أن نفس السفينة قامت بالمرور قبل ذلك من القناة .
وأكد أنه تم الحفاظ على كافة الوثائق والمستندات لاتخاذ جميع الإجراءات خلال التحقيقات، مشددا على أنه سيتم الاستعانة بجهات أبدت مساعدتها فى حالة صعوبة الموقف.
وأشار إلى وجود سفن تقف فى منطقة الانتظار وتم إمدادها بالخدمات اللوجستية، خاصة سفن نقل الحيوانات، موضحا أن إجمالى السفن المنتظرة بلغ 321.
و بالنسبة للتعويضات والغرامات قال «ربيع» إنها ستكون فى إطار التحقيقات بعد الانتهاء من الأزمة وتعويم السفينة، مشيرا إلى أن كثيرا من السفن ستبحر باتجاه رأس الرجاء الصالح بزيادة 10 آلاف ميل، متوقعا عدم خسارة أى خطوط ملاحية أو أى عملاء بسبب حادث عارض.
وأشار إلى أن هناك حوافز سيتم دراستها بعد انتهاء الحادث ، قائلا « العميل بتاعى لن أتخلى عنه».
وأضاف «أننا قد حققنا 5.3 مليار دولار بمعنى أن خسارة القناة تصل يوميا إلى قرابة 14 مليون دولار، وهو تأثير لا يمكن أن نغفله».
من ناحية أخرى، أكد عدد من العاملين فى النقل البحرى أن الموانئ المصرية تعمل حتى الآن بشكل طبيعي، إلا أنه فى حالة استمرار توقف حركة قناة السويس سيظهر التأثير بصورة كبيرة قد تؤدى إلى تراجع حركة الموانئ .
وقال أسامة عدلى، المدير التجارى لشركة وكالة الخليج للتوكيلات الملاحية، إن الموانئ المصرية التى تقع فى البحر المتوسط ستتأثر فى حالة استمرار الوضع الراهن لأيام، خاصة وأن الأزمة دخلت يومها الخامس.
وأشار إلى أن موانئ بورسعيد غرب وشرق ودمياط والإسكندرية ستتأثر فى حالة استمرار الأوضاع الراهنة بنسبة قد تصل إلى %20، خاصة الموانئ التى تعتمد فى نشاطها على سفن الحاويات والسيارات الواردة من جنوب آسيا.
ورجح أن يكون ميناء السخنة بمثابة تعويض لاستقبال الواردات المصرية خلال الساعات الأخيرة والمقبلة، والذى يعد البديل الرئيسى لميناء الإسكندرية فى استقبال الواردات المصرية القادمة من شرق آسيا.
فى السياق نفسه، كشف مصدر مسئول فى محطة حاويات دمياط أن ميناء دمياط يعتمد فى حجم عمله على الواردات الآسيوية بنسبة تتراوح من 18 – %20 وهو ما يمكن أن يظهر خلال الأيام المقبلة فى حالة استمرار جنوح السفينة بقناة السويس.
وتابع إن ميناء السخنة سيكون أحد البدائل الراهنة لاستقبال الواردات المصرية، بالإضافة إلى إمكانية استفادته من الغاطس الخاص به، باسقبال الحاويات الترانزيت التى تستهدف شرق وغرب بورسعيد، بالإضافة إلى ميناء دمياط.
وأكد مسئول فى شركة دمياط لتداول الحاويات أن سفن الخدمة الملاحية «الفيدر» سيكون لها دور كبير فور انتهاء الأزمة، خاصة وأن السفن التى لم تستطع أن تصل إلى وجهتها النهائية قامت بتفريغ حمولتها فى أقرب ميناء دخلت إليه وهى موانئ جدة بالسعودية، والسخنة، وكذلك فى حالة استمرار الوضع لأيام سيكون لموانئ أخرى دور أكبر فى حركة الترانزيت بالمنطقة خاصة ميناء صلالة بعمان، وطنجة بالمغرب.
من جانبه، أشار الدكتور عمرو قطايا، العضو المنتدب لشركة «لاند مارك» للاستشارات البحرية، إلى أن الخسائر لم تعد خسائر للموانئ المصرية فقط، وذلك حسب التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات المتخصصة فى التجارة العالمية.
ولفت إلى أنه سيكون هناك تأثير نسبى على موانئ البحر المتوسط المصرية، خاصة دمياط وبورسعيد والإسكندرية، لافتا إلى أنه بالرغم من اعتمادها على تجارتها مع أوروبا، فإن هناك جزءا ليس بالقليل يأتى من السوق الآسيوية على متن سفن عبر قناة السويس.
على صعيد نشاط الحبوب، أكد أحمد شوقى، رئيس لجنة الشحن والتفريغ فى غرفة ملاحة الإسكندرية، أن نشاط الحبوب لم يتأثر خلال الفترة الأخيرة أو فى حالة استمرار الأزمة، مشيرا إلى أن الحبوب التى تستوردها مصر» الصب الجاف « تتركز فى عدة أسواق أهمها روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى البرازيل والأرجنتين، وجميعها تدخل للموانئ المصرية عبر البحر المتوسط.
وأوضح أن ميناء سفاجا والأدبية لا يستقبلان كميات كبيرة من الصب الجاف، إلا أن معظم البضائع التى يستقبلها الميناءان تكون عابرة من قناة السويس عبر قافلة الشمال، مشيرا إلى أن السفن قد تتجه لموانئ بديلة منها الدخيلة ودمياط وبورسعيد.