أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على حركة الملاحة بالقناة فى الفترة المقبلة، لاسيما الناقلات القادمة من البحر الأسود، متوقعا تراجع كميات النفط والحديد والحبوب الوافدة من منطقة الحرب.
وأوضح أن هناك جانبا إيجابيا ملموسا فى المقابل، إذ ستتجه دول أوروبا لتعويض احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعى من دول الخليج العربى، ومن ثم سيتم استخدام المجرى الملاحى مسارا للعبور، وهو ما يعوض نقص كميات البضائع من أوروبا وأمريكا.
وأكد خلال المؤتمر الصحفى الذى نظم أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لنجاح الهيئة فى تعويم السفينة البنمية «ever given»، أن زيادة رسوم العبور التى تم تطبيقها فى فبراير بنسبة %6 تفرض سنويا، بينما المنشورات الملاحية الأخيرة بزيادة نسبة الرسوم الإضافية على الناقلات والسفن مؤقتة وقابلة للتغيير والتعديل والإلغاء، وفقا لمتطلبات العملاء ودراسة السوق الملاحية.
وأقرّت الهيئة نهاية فبراير الماضى حزمة رسوم جديدة بنسب تراوحت من 5 إلى %10، وتم تطبيقها فعليا مطلع مارس الجارى، ثم عاودت منذ 15 يوما، الإعلان عن زيادة أخرى بنسب بدأت من 14 إلى %20، وسيتم تفعيلها على سفن البترول الخام ومشتقاته وحاملات السيارات، والصب والحاويات، بداية مايو المقبل.
وأشار إلى أن تطبيق الزيادة الجديدة فى الوقت الحالى، جاء نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ومنها ارتفاع نوالين الشحن البحرى 6 أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل أزمة دول البحر الأسود، فضلا عن القفزة التى شهدتها أسعار تأجير السفن، إلى جانب الموجة التضخمية الحالية فى أسعار السلع بشكل عام.
وأكد ربيع أن قناة السويس استطاعت تحقيق عوائد خلال الربع الأول من العام الجارى من أول يناير حتى 27 مارس الجارى بلغت 1.613 مليار دولار، بنسبة زيادة %18.5 مقابل الفترة نفسها من العام الماضى، والتى سجلت 1.360 مليار دولار.
وقال إن إلغاء التخفيضات الممنوحة لسفن الغاز المسال بواقع %15، جاءت بعد دراسة حالة السوق وطبقا للوضع الراهن على الساحة الدولية. وأكد أن قناة السويس لا تتدخل فى الأمور السياسية، وتسمح بعبور كافة الجنسيات، ولا يمكنها منع أى سفينة من استخدام المجرى الملاحى نهائيا طبقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية.