بالرغم من إيجابية قرار تعاقد هيئة التنشيط السياحى مع شركة «جى دبليو تى»، على إطلاق أول حملة ترويجية عالمية بعد توقف دام لمدة 3 سنوات، إلا أن الهيئة ترى أن التوجهات السياسية تجاه مصر تلعب دورًا رئيسيًا فى استعادة السياحة.
الاستعانة بمواقع التواصل الإجتماعى
قال سامى محمود رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحى، إن شركة «جى دبليو تى» الفائزة بحملة الترويج للمقاصد السياحية المصرية، من المقرر أن تطلق «حملة ترويج داخلية» على مواقع التواصل الاجتماعى، قبل البدء فى إجراءات الترويج العالمى.
وأوضح محمود أن الحملة الداخلية تتضمن إتاحة الفرصة لكل المصريين والأجانب المتعاطفين مع مصر، لكى يقوموا بتصوير المقاصد السياحية فى محافظات مصر وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعى، لخلق حالة من الزخم الإعلامى قبل إطلاق الحملة الكبرى.
ومن المقرر أن يبدأ الترويج العالمى نهاية أكتوبر المقبل،ـ بالتواكب مع انعقاد بورصة السياحة العالمية فى لندن، التى ستشارك فيها مصر.
ولفت رئيس هيئة التنشيط السياحى إلى أن «جى دبليو تى» عرضت مقترحها لحملة الترويج، خلال اجتماع الأسبوع الماضى، والذى تضمن الترويج للمقاصد المصرية فى 27 سوقًا، مقابل 68 مليون دولار، لمدة 3 سنوات، ممولة بالكامل من صندوق دعم السياحة.
وقال إن الحملة ستركز فى أولوياتها على دول روسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا، كأسواق رئيسية، بجانب دول الخليج العربى والأردن ولبنان ودولتى اليابان والصين ودول أمريكا الشمالية.
وسيكون دور الشركة إجراء سلسلة من الإعلانات فى أهم وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بالإضافة إلى حملات الدعايا المباشرة فى الميادين والمولات والشوارع الشهيرة (out doors)، وأخيرًا تنظيم حملات علاقات عامة لتصحيح الصورة الذهنية عن مصر.
حملة الترويج وحدها لا تكفى
وأكد رئيس هيئة التنشيط السياحى أن الشركة المروجة دورها كوكيل لهيئة التنشيط السياحى فى حجز المساحات الاعلانية وترتيب أنشطة العلاقات العامة، بما يساعدها على الوصول إلى استراتيجية زيادة أعداد الوفود السياحية بنسبة تتراوح مابين 15 و20% سنويًا.
وأكد أن الحملة ليست وحدها كافية لزيادة أعداد الوفود السياحية، ولكن لابد من أن تتوافر العوامل السياسية والأمنية اللازمة لدعم القطاع.
ويرى رئيس هيئة التنشيط السياحى أن الوقت الحالى هو المناسب لإطلاق حملة الترويج، خاصة بعد توقف دام لمدة 3 سنوات، مشيرًا إلى أن الغرض من الحملة هو أن يتردد اسم مصر لدى السائح مما يدعوه لإعادة التفكير فى زيارة مصر مرة أخرى، مؤكدًا أن القطاع السياحى يتفق معه فى هذا الرأى.
وردًا على عدم تأهل الشركة التى تعاقدت معها هيئة التنشيط السياحى للترويج داخل الدول العربية فنيًا، قال محمود إنه لايمكن مقارنة الحملة التى تمت فى السوق العربية بالحملة الدولية، فالسوق العربية محدودة ويتطلب إمكانيات محدودة على العكس تمامًا من الحملة الدولية.
وأضاف أن رفض العرض الفنى للشركة التى تتولى الترويج للحملة العربية، لعدم امتلاكها لمكاتب تغطى 27 سوقًا، وعلى العكس من ذلك تمتلك الشركة إمكانيات هائلة بالسوق العربية.
وأطلقت وزارة السياحة حملة “مصر قريبة” للترويج للمقاصد السياحية فى الدول العربية، وأكد سامى محمود أن أعداد الوفود السياحية القادمة من الأسواق العربية ارتفعت بنسبة 19%.
ومن المقرر أن تنتهى حملة الترويج العربية بنهاية ديسمبر المقبل، وقال محمود إن «جى دبليو تى»، ستخصص جزء كبير من ميزانيتها للترويج للسوق العربية.
وقال محمود رئيس هيئة التنشيط السياحى: “أعتقد أن السياحة العربية مهمة جداَ، لأن السائح العربى معدل إنفاقه أكثر بكثير من السائح الأجنبي”، لافتًا إلى أن الهيئة تسعى لزيادة ايرادات القطاع السياحى وليس فقط زيادة الأعداد.
وزارة السياحة تخصص ما بين 20 و25% من موازنة الحملة للترويج للأقصر وأسوان
ورصدت وزارة السياحة ما بين 20 و25% من موازنة الحملة، للترويج للأقصر وأسوان، وأكد محمود أن حصص الأسواق الرئيسية المالية من مخصصات الترويج، جارٍ تحديدها.
فى سياق متصل، قال رئيس هيئة التنشيط السياحى إن الترويج للمقاصد السياحية المصرية لن يقتصر على حملة الترويج التى فازت بها شركة «جى دبليو تى»، بل ستشمل الحملات التى ستقوم بها المكاتب الخارجية، من بينها إجراء لقاءات مهنية مع كبار منظمى الرحلات ولقاءات أخرى مباشرة مع الوفود السياحية إلى جانب استضافة ممثلى وسائل الإعلام المختلفة والمشاركة فى المعارض الدولية.
وأشار رئيس هيئة التنشيط السياحى إلى أن المخصصات السنوية المعتمدة لبرامج السياحى تتراوح ما بين 40 و45 مليون دولار، بخلاف المخصصة المدرجة لبرنامج تحفيز الطيران العارض.
وأكد أن 100% من مخصصات الترويج يتم تدبيرها من صندوق دعم السياحى، الممول من تبرعات أصحاب الفنادق والشركات السياحية أى إن الترويج للمقاصد السياحية يأتى من التبرعات.
ويرى رئيس هيئة التنشيط السياحى أن الاعتمادات المالية المخصصة لموازنة الترويج غير كافية، ولكنها تعود إلى انهيار اعتمادات صندوق دعم السياحة بعد تراجع الدخل السياحى مما دفع الهيئة إلى ضغط النفقات والتركيز على الأنشطة الرئيسية.
التعامل بالروبل
من ناحية أخرى، يرى رئيس هيئة التنشيط السياحى أن الاعتماد على الروبل فى التعاملات التجارية مع السوق الروسية بديلًا عن الدولار، سيساعد على نمو الحركة السياحية الروسية القادمة من موسكو.
وبالرغم من إيجابية اعتماد الروبل فى تنشيط الحركة القادمة من روسيا، لكن محمود يفضل إجراء دراسات اقتصادية تفصيلية عن تأثير هذا القرار على الاقتصاد المصرى ككل، مع العلم بأن القرار الفاصل فى هذا الشأن يرجع للبنك المركزى المصرى.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد صرح للتليفزيون الروسى أن مصر تدرس قبول الروبل الروسى فى مجال السياحة بدلًا من الدولار، ومعللا ذلك بأن التفكير فى اعتماد الروبل فى السياحة المصرية يأتى لتجنب المشاكل التى تنشأ حاليًا مع الدولار.
تجدر الإشارة إلى أن ممثلين عن القطاع السياحى كانوا قد أعلنوا أن انهيار العملة الروسية “الروبل” سيؤثر بشكل سلبى على القطاع السياحى.
وقال إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، فى وقت سابق، أن القطاع السياحى لن يتحمل تذبذب سعر الروبل عالميًا، فى حال إقرار الدولة استخدامه فى التعامل مع القطاع السياحى بديلًا عن الدولار.
أزمة الصين
وعن مدى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية التى ضربت التنين الصينى على الوفود القادمة من بكين، يرى رئيس هيئة التنشيط السياحى العكس تمامًا، فالوفود السياحية القادمة من الصين زادت بنحو 119% خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجارى، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، بإجمالى أعداد حوالى 71 ألف سائح مقارنة بـ32 ألفًا.
وأرجع رئيس هيئة التنشيط السياحى الزيادة فى أعداد الوفود الصينية إلى الدعم السياسى الذى تحصل عليه مصر من النظام الصينى، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى لـ«بكين».
وأكد أن تنشيط السياحة الصينية يتطلب زيادة عدد الرحلات لنقل الوفود السياحية، لافتًا إلى أن شركة مصر للطيران تنظم 5 رحلات أسبوعيًا فقط، وهو عدد غير كافٍ.
مؤشرات أول 7 شهور
وأشار رئيس هيئة التنشيط السياحى إلى أن أعداد الوفود السياحية خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجارى زادت بنسبة 7% محققة حوالى 5.7 مليون مقارنة بـ5.3 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضى، بينما ارتفعت أعداد الليالى السياحية بنسبة 5.3%.
ويرى محمود أن تلك الزيادات جيدة للغاية مراهنًا على فترة الذروة السياحية التى تبدأ من أكتوبر المقبل وحتى نهاية ديسمبر، لكسر حاجز الـ 11 مليون سائح، وجمع 10 مليارات دولار إيرادات.
وبلغ أعداد الوفود السياحية التى زارت مصر العام الماضى نحو 9.9 مليون سائح.
تجميد المكاتب السياحية
وفيما يتعلق بتقليص أعداد المكاتب السياحية التابعة لهيئة التنشيط السياحى فى عواصم دول العالم، قال سامى إن هذا القرار سيادى والهيئة التزمت به، ولم يكن مقتصرًا فقط على هيئة التنشيط السياحى، وكان مطبقًا على جميع المكاتب الفنية الخارجية للوزارات الأخرى.
وخفضت هيئة التنشيط السياحى عدد مكاتبها من 17 مكتبًا لـ11 فقط، بناء على تعليمات بترشيد النفقات.
وأكد محمود أن المكاتب الحالية مثقلة بأعباء كبيرة فكل مكتب يشرف عليه فرد واحد فقط باستثناء مكاتب ألمانيا ولندن ونيويورك التى يشرف عليها مدير وملحق.
وتابع رئيس هيئة التنشيط السياحى أن خطة خفض أعداد المكاتب السياحية ساهمت فى خفض النفقات بواقع 1.5 مليون دولار، لتصل إلى 4.5 مليون دولار، مشيرًا إلى أنه جميع المكاتب تم تجميد نشاطها وليس الغلق.
مصير الطيران العارض
وأكد محمود أن المستشار الاقتصادى لوزارة السياحة، الدكتورة عادلة رجب، تعكف حاليًا على وضع برنامج جديد لتحفيز الطيران العارض اعتبارًا من نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أنه جارٍ دراسة إلغاء الدعم المقدم لمنظمى الرحلات لمنطقة الغردقة، على أن يقتصر الدعم لكل من الأقصر وأسوان ومرسى علم وطابا ومرسى مطروح، بالإضافة إلى احتمالية إضافة شرم الشيخ، خاصة بعد تراجع نسب إشغال فنادقها خلال الفترة الماضية.
«مصر فى قلوبنا»
من ناحية أخرى، كشف رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحى عن سعى هيئته لزيادة عدد من الشركات السياحية المشاركة فى مبادرة مصر قلوبنا لتنشيط السياحة الداخلية، لافتًا إلى أنه عقد اجتماعًا مع 5 شركات قطاع خاص للمشاركة فى الحملة تنقسم إلى «الأقصر وأسوان فى قلوبنا» و«مصر فى قلوبنا».
وأكد أن شركتى «مصر للسياحة» و«الكرنك» يشاركان حاليًا فى مبادرة دعم السياحة الداخلية، حيث تقوم الشركتان بطرح رحلات للمقاصد السياحية المتضررة بسعر مدعم نقديًا من وزارة السياحة، بالإضافة إلى الاعتماد على شركة «مصر للطيران» كناقل رئيسى للوفود.
وقال رئيس هيئة التنشيط السياحى إن الفترة المقبلة ستشهد تنظيم مجموعة من الأنشطة الترويجية استعدادًا لاستقبال يوم السياحة العالمى المقرر 4 أكتوبر المقبل الذى سينعقد بدار الأوبرا المصرية، وذلك لتوعيه الناس بأهمية السياحة.
رصدت الهيئة العامة للتنشيط السياحى مبالغ مالية تتراوح ما بين 40 و45 مليون دولار، للترويج للمقاصد السياحية خلال العام الجارى، على أمل الوصول بأعداد السياح إلى 11 مليون سائح بنهاية العام الجارى، مقارنة بـ9.9 مليون سائح العام الماضى، بحيث تقفز الإيرادات السياحية إلى 10 مليارات دولار.
وأكد رئيس هيئة التنشيط السياحي أن حادث الواحات الذي تسبب في مقتل حي سائحين مكسيكيين لن يؤثر علي القطاع السياحي قائلاً نعمل منذ 4 سنوات في أزمات ولا جديد.. مضيفًا أن سياحة السفاري لا يمثل أكثر من 1% من القطاع.