تتبنى شركة «كابسى» للدهانات خطة استثمارية طموح خلال السنوات المقبلة، لزيادة معدلات إنتاجها وتصديرها إلى الأسواق الخارجية، وفقا لتصريحات المهندس محمد السيد رئيس مجلس الإدارة، ورئيس جمعية مستثمرى جنوب بورسعيد ، فى حوار خاص مع «المال».
وكشف «السيد» عن أن شركته بدأت تشغيل أحدث مصانعها فى العاشر من رمضان باستثمارات 500 مليون جنيه، مشيرا إلى أنها تخطط لزيادتها خلال السنوات المقبلة إلى 2 مليار جنيه مع تشغيل جميع مراحل الإنتاج.
وتابع: «تبلغ مساحة مصنع «كابسى» فى العاشر من رمضان 160 ألف متر مربع، باستثمارات تقدر بقيمة 500 مليون جنيه كمرحلة أولى، ويقتصر إنتاجه على دهانات البلاستيك فقط».
وأشار إلى أن شركته وضعت خطة لتشغيل مصانعها وزيادة قدراتها بعد دراسة احتياجات السوقين المحلية والعالمية من أنواع الدهانات المطلوبة.
على صعيد آخر، كشف «السيد» عن تفاصيل ومحاور الخطة الاستثمارية التى تتبناها الشركة للتوسع محليا وعالميا.
وقال إن الخطة تتضمن عدة محاور أبرزها تدشين خطوط إنتاج جديدة بمصنعها ببورسعيد، بغرض إنتاج منتجات جديدة فى قطاع الدهانات، لا سيما دهانات السيارات بغرض تغطية احتياجات السوق المحلية والتوسع فى التصدير لأوروبا، لذا قررت الشركة أن يختص مصنع بورسعيد بالكامل بإنتاج تلك النوعية من الدهانات.
وتمتلك شركة «كابسى» للدهانات 3 مصانع فى مصر فى مناطق بورسعيد والروبيكى، فضلا عن أحدث مصانعها بالعاشر من رمضان.
وتعتبر مراكز الإصلاح للشركات العالمية المصنعة للسيارات من أبرز عملاء شركة كابسى للدهانات ومن أبرزها شركات ( مرسيدس، وبيجو، وبى إم دبلو، وغبور ).
كما تحتل «كابسى» الصدارة فى قطاع إعادة دهانات السيارات فى مصر بحصة تبلغ %70 من إجمالى السوق، وتستحوذ تلك النوعية من الدهانات على %55 من مبيعات الشركة، وتليها دهانات المبانى بنسبة %25 ثم دهانات الأخشاب بنسبة %18 وأخيرا الأحبار بنسبة %2.
وأوضح “السيد” أن المحور الثانى من خطة الشركة يتضمن زيادة قيمة الصادرات إلى 100 مليون دولار خلال العامين المقبلين، والانتشار فى الأسواق الأوروبية .
وقال إننا نسعى إلى التواجد بمنتجاتنا فى السوق الأمريكية بالكامل وإنشاء مصنع بها بغرض التصدير للأسواق المجاورة لها، بالإضافة إلى التوسع فى المنافسة لجنوب أفريقيا باعتبارها من الأسواق الواعدة.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك مصنعا خارج مصر فى جنوب الهند، ويتضمن المحور الثالث من الخطة زيادة خطوط ذلك المصنع، وإدخال أنواع مهمة من الدهانات يحتاجها السوق الهندى.
وقال إن السوق الهندية من الأسواق الواعدة والضخمة، إذ أن الهند من الدول المنتجة للأخشاب والسيارات، وطلبها من دهانات الأخشاب والسيارات مرتفع للغاية، كما أن الهند تعتبر بوابة للدخول فى أسواق دول الآسيان حسب اتفاقية التجارة الحرة بين الأعضاء.
ودول الآسيان تتكون من 10 دول، هي: بروناي، وكمبوديا، وإندونيسيا، ولاوس، وماليزيا، وميانمار، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام.
ووصلت قيمة صادرات «كابسى» للدهانات إلى 80 مليون جنيه فى 2021، بنسبة نمو %12 مقارنة بالعام السابق عليه، وتُصدر منتجاتها إلى 65 دولة على مستوى العالم لدول عربية، وأجنبية وأفريقية، وفقا لـ«السيد».
وتابع: «على مستوى الدول العربية نصدر منتجاتنا إلى السعودية والكويت، والإمارات ، والأردن، والعراق وسوريا، وغزة ، والضفة” وفى السوق الأوروبية إلى ألمانيا، وإيطاليا ، وإسبانيا، وتركيا ، وأمريكا، أما الدول الأفريقية فتضم نيجيريا، وجنوب أفريقيا ، و«شمال أفريقيا» تتمثل في تونس ، والجزائر ، وليبيا».
وبلغت قيمة مبيعات شركة «كابسى» بنهاية العام الماضى 3.5 مليار جنيه، بنمو 10% مقارنة مع مبيعاتها فى العام السابق له.
وعن إمكانية قيد شركة “كابسي” فى البورصة المصرية، استبعد “السيد” تنفيذ ذلك لعدة أسباب أبرزها عدم الرغبة في وجود شركاء.
وأكد أن الشركة لم تلجأ إلى تمويلات من البنوك على الإطلاق أو الاعتماد على شريك .
ويبلغ رأس المال المدفوع للشركة 300 مليون جنيه،و المرخص مليار جنيه، والعامل 725 مليونا ، ويبلغ إجمالى استثماراتها نحو 2 مليار جنيه.
وحول سوق الدهانات فى مصر قال «السيد» إن مصر لديها فائض فى الإنتاج نظرا لتعدد المصانع الكبرى التى تُصدر فائض الإنتاج لديها، بالإضافة إلى وجود عدد لا بأس به من المصانع الصغيرة التى يوجه معظم إنتاجها للسوق المحلية.
وتابع: «مما لا شك فيه أن الشركات الصغيرة متأثرة بشدة من تداعيات جائحة كورونا ،والحرب الروسية الأوكرانية، واشتراطات البنك المركزى لفتح الاعتمادات المستندية ، وكذلك توفير العملة الصعبة لشراء مستلزمات الإنتاج من الخارج التى زادت بنحو %60 مؤخرا».
وأشارإلى أن صغار المصنعين يجدوا صعوبة فى العمل وسط تلك التحديات، لا سيما وإنهم يقومون بتسويق إنتاجهم محليا فقط، مما يصعب تحقيقهم مستوى جيد من الربح يعوض خسائرهم الناتجة عن التحديات الراهنة.
فى المقابل، بدأت كبرى الشركات بالتعافي، وتعويض خسارتها بفضل قدرتها على التصدير مما ساهم فى امتصاص الصدمات التى تلقتها الشركات نتيجة الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية بنسبة كبيرة.
وفيما يخص العقبات التى تواجهه المستثمرين بشكل عام أكد “السيد” أن أبرزها ارتفاع أسعار الأراضى الصناعية، وبيروقراطية الجهات الحكومية فى منح التراخيص المصاحبة للاشتراطات، فضلا عن التباطؤ فى توصيل المرافق.
واقترح أن تمنح الحكومة إعفاءات من أى مصروفات لمدة لاتقل عن 5 سنوات للمُصنع الصغير، مؤكدا أن الأسماء اللامعة حاليا فى عالم الصناعة استفادت من الإعفاءات التى كانت تطلقها الحكومات السابقة عند تنفيذ أى مشروع استثمارى جديد حينها، كنوع من التحفيز.
وشدد على ضرورة تقديم تيسيرات للحصول على أراضى صناعية بنظام حق الانتفاع بأسعار مناسبة تسدد على أقساط سنوية.
وطالب “السيد” بإلغاء الضرائب العقارية على المصانع لأنها ليست مبانى سكنية، وأيضا خفض قيمة الضرائب على صغار المصنعين، لا سيما فى ظل الأزمة الراهنة، والعمل على توفير مستلزمات الإنتاج بأى شكل حتى تعمل المصانع بكامل طاقتها الإنتاجية وتستطيع تلبية احتياجات السوق المحلية ومن ثم تحقيق ربح عادل.
يذكر أن شركة كابسى للدهانات تأسست عام 1985 وفى 2002 تغير اسم الشركة من «القنطرة للدهانات والصناعات الكميائية» إلى «كابسى للدهانات» مقرها المنطقة الصناعية محافظة بورسعيد.
وتعتبر «كابسى» من ضمن أكبر 20 شركة لإنتاج دهانات السيارات فى العالم، وتستحوذ على الترتيب 9 عالميا.
وتمتلك ثلاثة خطوط إنتاج تتمثل فى خط إعادة دهانات السيارات وخط دهان المبانى وآخر للأخشاب بحسب معلومات من الشركة.