قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، إن حجم الاستثمارات المنفذة والجاري تنفيذها في مشروعات التنمية بشبه جزيرة سيناء، بلغ نحو 610 مليارات جنيه وهو ما أنفق ويتم إنفاقه على التنمية المتكاملة لسيناء.
جاء ذلك خلال تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء.
وأكد مدبولي أنه تمت الاستعانة بأحدث برامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة انطباع العالم عن سيناء، وهو برنامج شات جي بي تي والذي يمثل ثورة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف أن البرنامج مخزن بقاعدة بيانات كاملة وبناء على ذلك يقوم بالإجابة على هذه الأسئلة بوضوح شديد، أنه تم طرح خمسة أسئلة على هذا البرنامج حول سيناء، وعلى أن يكون الرد بكلمة واحدة.
وتابع مدبولي أن السؤال الأول هل يوجد مكان مثيل لسيناء على وجه الكرة الأرضية؟ وكانت الإجابة لا، وسؤال حول الطبيعة في سيناء، فكانت الإجابة بكلمة ساحرة.
ولفت إلى أنه تم توجيه سؤال للبرنامج عن وصف سيناء فأجاب بكلمة صحراء ، مشيرا إلى أنه على مر التاريخ منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث كان لا توجد خطط تنموية كاملة لسيناء، لأنه كان ينظر لها دائما على أنها منطقة سياج منيع لحماية مصر من أي غزو من ناحية الشرق.
وأشار مدبولي الي أن العقيدة المصرية المتوارثة منذ آلاف السنين ترى سيناء ساحة محتملة لإيقاف أي غزو، وبالتالي متروكة كمنطقة خالية دون وجود رؤية حقيقية لتنميتها أو تعتبر جزءا لا يتجزأ من مصر، موضحا أن سبب عدم وجود رؤية تنموية لسيناء يعود إلى هذه العقيدة الموروثة.
ولفت إلى أن هذه النظرة إلى سيناء اختلفت عقب نصر 1973، عندما تم تحرير الأرض في معركة الحرب والسلام واستعادة أرض الفيروز، حيث بدأت الدولة لأول مرة في التفكير بربط سيناء بالكامل باعتبارها جزءا متكاملا لا يتجزأ مع مصر.
وأضاف مدبولي أن أهم المشروعات التي أقامتها الدولة المصرية على مدار الـ 30 عاما الماضية، ارتكزت على مشروعين هما منطقة ميناء بورسعيد أو شرق التفريعة والمنطقة الصناعية، ومشروع الاستصلاح الزراعي القائم على ترعة الشيخ جابر أو ترعة السلام لمنطقة بئر العبد.
وأوضح أنه لم يتم استكمال هذه المشروعات لعدة أسباب ومعوقات وظلت هذه المشروعات متعثرة منذ التسعينات ولم يتحقق الهدف منها.
وتابع مدبولي أن أهم استقصاء لأهالي سيناء قام به مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء في عام 2010 حول أبرز المشكلات التي تواجههم، وتوصل إلى أن حوالي 63% من الأهالي أرجع المشكلات إلى نقص المياه، و50% النقل والارتباط مع امتداد الدولة، و25 % التعليم والكهرباء والصحة.
وأوضح أنه مع ثورة 25 يناير 2011 والأوضاع التي واجهتها مصر الاستثنائية والظروف الصعبة جدا؛ أصبحت سيناء ساحة للعمليات الإرهابية، كما شهدت محاولات تفجير خطوط الغاز، والحادثة الأليمة التي وقعت في مسجد الروضة في نوفمبر 2017، وعدد آخر من الحوادث الإرهابية؛ وسقوط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، التي أثرت سلبيا على قطاع السياحة.
وأشار مدبولي إلى أن الرئيس السيسي أكد في عام 2014 أنه كان من المخطط أن تصبح سيناء كتلة إرهاب وتطرف، ولا نستطيع التخلص من هذه البقعة الإرهابية، وأن المعركة قد تستغرق وقتا، ولا أحد يستطيع أن يكسر إرادة المصريين، ولن يستطيع أحد أن يفصل سيناء عن مصر.
وأوضح أنه عندما قام بسؤال البرنامج الخاص بالذكاء الاصطناعي عن وصف جهود الدولة التي تمت على مدار الـ 8 سنوات في سيناء، كانت الإجابة بكلمة واحدة باللغة الإنجليزية وهي Expansive وتعني أن التنمية متسعة ومركزة وشاملة في كل ربوع المنطقة.
وأكد أن برنامج الذكاء الاصطناعي قام بعمل صور عن أشكال التنمية التي تحدث في سيناء وربطها بشبكات الطرق والبنية الأساسية المطلوبة ومشروعات تنموية تقام داخل سيناء.
وتابع مدبولي : إنه في الحقيقة هذا يعكس الرؤية والمحاور التي قامت بها الدولة المصرية لكي تغير شكل الحياة في سيناء وتصبح سيناء جزءا لا يتجزأ بالكامل من واجهة مصر، حيث توفر التنمية العمرانية المتكاملة وتحسين مستوى الخدمات الأساسية والتنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات خلق فرص عمل ومقومات للتنمية المستقبلية لكل أهالي مصر.