قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن 47% من سكان محافظة الاسكندرية يعيشون في مناطق غير مخططة، تسببت بدورها في عدم وجود ظهير عمراني يسمح بالتمدد، وأصبحت المدينة تتمدد رأسيًا فحسب.
جاء ذلك خلال تقديم مدبولي لعدد من محاور العمل الوطني في مختلف المجالات بالبحيرة والإسكندرية خلال السنوات الثماني الماضية، على هامش الجولة التفقدية اليوم للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لعدد من المشروعات التنموية والخدمية بمحافظتي البحيرة والإسكندرية، وفعاليات المؤتمر الوطني للشباب بمدينة برج العرب.
واستهل رئيس الوزراء عرضه، بالترحيب بالرئيس والحضور، وقال: شرف لي أن أقف أمامكم اليوم على هامش تلك الزيارة المهمة، بتشريف الرئيس، التي تستمر على مدار يومين؛ لافتتاح وتفقُد عدد من المشروعات القومية بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة.
وتابع أن تلك الزيارة تأتي ضمن العديد من الزيارات والجولات التي يقوم بها رئيس الجمهورية في ربوع مصر كلها؛ لمتابعة حجم العمل والإنجاز الذي يتم على أراضي الدولة، موضحًا أن تلك المشروعات القومية تهدف إلى تعزير جودة حياة المواطن المصري، وتعمل الدولة بكل مؤسساتها نحو تحقيق هذا الهدف، لإيمانها الراسخ بأن “المواطن المصري يستحق أن يتمتع بمستوى معيشة أفضل، وبيئة نظيفة وصحية تساعده على العمل والإنتاج”.
وقال مدبولي: “كانت تلك كلمة أطلقها الرئيس في عام 2015، وتعمل الدولة المصرية في سبيل تطبيقها على مدار 8 سنوات في كل ربوع مصر”.
وتحدث عن واقع التحديات التي كانت قائمة وحجم المُنجزات على مستوى محافظتي الإسكندرية والبحيرة؛
وقال إن كل محافظة من المحافظتين، على غرار كل محافظات مصر، كانت تشهد عددًا كبيرًا من التحديات التي تعيق عملية التنمية، وتُسبِب عدم رضاء المواطن المصري وشعوره بعِظم المشكلات والتحديات التي يواجهها.
وأوضح بالنسبة لمحافظة الإسكندرية، أن الإشكالية الرئيسة، والتي ما زال جزء منها قائما، كانت هي ارتفاع الكثافة السكانية، وفاقم من حدتها أن المحافظة غير قادرة على الامتداد، شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، لاستيعاب تلك الزيادة السكانية.
وتابع: مع عدد السكان الكبير تحتاج الإسكندرية بمفردها إلى خلق مئات الآلاف من فرص العمل على مدار الفترة القادمة ، ونتيجة أن المحافظة تعاني من “الاختناق الجغرافي”، أصبح تقريبا 47% من سكانها يعيشون في مناطق غير مخططة، تسببت بدورها في عدم وجود ظهير عمراني يسمح بالتمدد، وأصبحت المدينة تتمدد رأسيًا فحسب.
وبدلًا من أن كانت شوارع الإسكندرية مُخططة لتكفي لبعض الفيلات أو العمارات قليلة الارتفاع، زاد انعدام التخطيط العمراني.
وأضاف رئيس الوزراء أن الظهير الوحيد المتاح لهذه المدينة هو مدينة “برج العرب الجديدة”، ولكن تمثلت مشكلة برج العرب في عامي 2014 و2015 في افتقارها إلى الخدمات التي تكفي لتحفيز المواطن السكندري على الانتقال إليها، فضلًا عن عدم وجود محاور طرق كافية لتنقله بين الإسكندرية وبرج العرب الجديدة، ما جعل مواطني المحافظة يعزفون عن الانتقال إلى مدينة برج العرب في هذه الفترة.
وبشكل عام، أكد “مدبولي” أن الإسكندرية عانت من مخالفات بناء كثيرة، وانتشار واسع للمناطق غير الآمنة، وتدهور البنية الأساسية، بالإضافة إلى زيادة الضغط على شبكات المياه والصرف الصحي؛ ولا سيما أن تلك الشبكات كانت مُصممة لاستيعاب وتغطية عدد معين من المباني، بيد أن هذا العدد تمت مضاعفته 4 أو 5 مرات.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى الإشكالية التي كانت تواجه العديد من بحيرات مصر، ومنها تلوث بحيرة مريوط بالصرف الصحي والصرف الصناعي، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وانخفاض منسوب الأراضي حول البحيرة، وكذلك تلوث ترعة المحمودية والتعدي الكبير عليها.