قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إن غض البصر عن المشاكل لا يعني أنها ستختفي، والدليل ملف مخالفات البناء.
وأضاف: فقدت 90 ألف فدان من الأراضي الزراعية منذ عام 2011، وحتى تتمكن الدولة من تعويض ذلك نحتاج إلى جهد كبير من بنية أساسية ضخمة لتوفير بديل عنها في الصحراء، وتكلفة الفدان تتراوح بين 150 و200 ألف جنيه، ولتعويض الـ90 ألف فدان نحتاج إلى 18 مليار جنيه.
وتابع رئيس الوزراء أنه كان هناك جدل كبير حول لماذا التشدد مع هذه المخالفات، وحول ما يحدث في هذا الملف الآن، ولذلك كان هناك حرص من الحكومة عدم الاقتصار على عقد مؤتمر صحفي، لكن عقد لقاءات مع الإعلاميين والصحفيين .
وعرض رئيس الوزراء لفيلم يعرض العشوائية في مخالفات البناء لمدينة الخصوص، وأنها تحولت إلى غابة من الكتل العمرانية، وأن عرض الشوارع لا يتجاوز 3 أو 4 أمتار، وعمارات بارتفاعات كبيرة.
وقال رئيس الوزراء إن التفكير في توفير الخدمات مع هذا الوضع نتخيل معه حجم التحديات وأنه لا يمكن على سبيل المثال توصيل الغاز الطبيعي إلى تلك المناطق واضطر للاستمرار في الاعتماد على أنابيب البوتاجاز.
وتابع رئيس الوزراء أن تلك الأراضي جميعها كانت أراضي زراعية ، وللأسف البناء الذي تم عشوائي غير مخطط لا يمكن الدولة لأي فرصة للتمكن من توفير الخدمات.
وأضاف أن هناك نقصا في المدارس بتلك المنطقة، والدولة سوف تضطر مثلا لنزع حوض من الأراضي الزراعية لإنشاء مدرسة، وكذلك عند إنشاء محطة صرف صحي مثلا.
وقال رئيس الوزراء إن الحكومة لو أرادت فتح شبكة شوارع تمكن المواطنين من التحرك بيسر، ستضطر لإزالة كم كبير من الشقق والمباني للتمكن من تنفيذ ذلك، ومن سيتم إزالتهم ينبغي توفير مبانٍ بديلة أخرى بمناطق أخرى.
وعلق مدبولي قائلا إن أسهل شيء للقيادة السياسية والحكومة أن تغض الطرف والبصر عن هذه القضية، كما كان يحدث في فترات سابقة، وقال نحن لا نخطئ من سبقونا، ولكن يمكن الظروف السابقة فرضت على من سبقونا ذلك، وكان من الوارد التفكير مثل السابق، ولماذا نغضب الناس؟ نتركها ويتحملها من بعدنا.
وتابع رئيس الوزراء، لو سكتنا النهاردة، كيف سيكون المشهد بعد 20 عاما لو استمر هذا النمط من البناء العشوائي؟
وقال مدبولي إن الدولة أضافت ووسعت الأحوزة العمرانية بالفعل، بما يستوعب 24 مليون مواطن، ولكن المواطنين لم يلتزموا بذلك لأنهم يريدون البناء على أراضيهم.
وكان رئيس الوزراء قال ذلك في لقاء مفتوح بمحافظة القليوبية مع رؤساء الهيئات الإعلامية ورؤساء التحرير وعدد من الكتاب والإعلاميين.