كشف الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء ، عن أنه قبل الموسم المقبل لزراعة القمح، ستعلن الدولة المصرية عن برنامج جديد لتحفيز الفلاحين المصريين على زراعة القمح وتوريده للدولة المصرية بآليات أفضل، وذلك من أجل تشجيع المنظومة.
وقال مدبولي اليوم خلال تصريحات تلفزيونية ، نبحث كحكومة قبل موسم زراعة القمح الذي سيبدأ أكتوبر المقبل أن يكون لدينا منظومة أكثر تحفيزا خاصة لصغار الفلاحين لتوريد القمح.
وأضاف مدبولي أن ذلك لأن الغالبية العظمى من فلاحينا وأهالينا يكون لديهم حيازات بمجموعة قراريط صغيرة وأغلبهم يفضل الاحتفاظ بالقمح سواء للاستخدام الشخصي أو حتى يبيعه للقطاع الخاص وهذا لا بأس به لأنه حتى عندما يباع للقطاع الخاص فهو يدخل السوق المصري ويخفف أعباء الاستيراد بالدولار على الدولة المصرية.
وأكد مدبولي أن الدولة مستمرة في منظومة دعم الأسمدة للفلاحين فسعر السماد اليوم للفلاحين في السوق المحلي يتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف جنيه بينما السعر العالمي يتراوح بين 11 إلى 12 ألف جنيه، وهو ما يؤكد حرص الدولة المصرية على دعم الفلاح باستمرار.
وقال مدبولي : على الرغم من كل هذه البرامج التي تنفذها الدولة المصرية، كان هناك توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا للحكومة أن نضع حزمة أخرى وإضافية من برامج الحماية الاجتماعية.
وأضاف مدبولي: حيث تعمل الحكومة بالفعل على إعدادها وسيتم عرضها على السيد الرئيس لنرى توجيهات سيادته خلال الفترة المقبلة من أجل توسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية للمواطنين أخذا في الاعتبار وإدراكا من الدولة للظروف الاستثنائية غير المسبوقة التي يمر بها العالم.
وأوضح مدبولي ، مصر لديها برنامج شديد الخصوصية في هذا الشأن، حيث إن الحكومة كانت حريصة على دعم منظومة الخبز بالرغم من الارتفاع الجنوني الذي حدث في أسعار القمح على مستوي العالم.
وتابع مدبولي: في مصر نستهلك يوميا 270 مليون رغيف من الخبز المدعم ونقترب من 100 مليار رغيف في العام ، كما أننا كنا نشتري القمح منذ عام بمتوسط سعر للطن 260 دولارا.
ولفت مدبولي الي أنه خلال الفترة السابقة وصل سعر الطن لما يقرب من 500 دولار، وكانت تكلفة رغيف الخبز على الدولة قبل هذه الأزمة حوالي 60 قرشا، وكانت الدولة تبيعه بخمسة قروش.
وأشار مدبولي الي ان تكلفة رغيف الخبز اصبحت اليوم تصل مع زيادات القمح إلى 80 قرشا، وعلى الرغم من ذلك فلا تزال الدولة مستمرة في دعم الخبز بنفس السعر.
وقال مدبولي عند حساب فرق الزيادة 20 قرشا تكلفة الزيادة لانتاج 100 مليار رغيف سنويا فهذا يشكل زيادة قيمتها 20 مليار جنيه إضافية على الدعم الموجود بالفعل للخبز، وهو ما تتحمله الدولة في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية نظرا لأهمية الخبز.
وأكد مدبولي أن الدولة حريصة كل الحرص على تحقيق الاستقرار في هذا البند، ونضع هذه الأرقام أمامنا حتى نشعر جميعا بما تتحمله الدولة المصرية من عبء عن كاهل المواطنين نظرا للظروف التي نعلمها وأن نعرف البعد الاجتماعي لتحركات الدولة.
كما أوضح مدبولي أن الدعم التمويني هذا العام زاد إلى 90 مليار جنيه بدلا من 87 مليار جنيه العام الماضي، وفيما يخص منظومة توريد المحلي.
وأوضح أيضا أن المنظومة حدث بشأنها نقاش كبير بين أهالينا من الفلاحين لأنه لأول مرة يتم تطبيق هذه المنظومة، فكان تسليم وتوريد القمح في السابق يتم اختياريًا للفلاحين.
وأشار إلي أنه في العام الجاري تم وضع المنظومة الجديدة من أجل دعم الفلاحين، وفي هذه المنظومة قمنا برفع سعر الأردب من 710 جنيهات العام الماضي إلى 810 جنيهات، بالإضافة إلى 65 إلى 70 جنيها حافز إضافي، حيث وصل متوسط سعر أردب القمح إلى 880 جنيها.
وأضاف : كنا مستهدفين كدولة أن نجمع من القمح المحلي، لاستخدامه في الخبز المدعم، ما بين 5 ملايين طن إلى 5.5 مليون طن، ونجحنا أن نصل إلى أكثر من 4 ملايين طن وهو ما يمثل 80٪ مما كنا نستهدفه.
وأشار مدبولي إلي أنه رغم كل الأزمات غير المسبوقة، والارتفاع الكبير في أسعار جميع السلع، فإن الدولة المصرية تبذل جهدا غير عادي من أجل تأمين احتياطي استراتيجي من كل السلع الأساسية في حدود متوسط 6 أشهر.
وقال مدبولي: كل السلع الرئيسية لدينا، يوجد منها، ولله الحمد في هذه اللحظة التي أتحدث فيها، متوسط ٦ أشهر من المخزون الاستراتيجي، وبالتالي هذا يؤمن للدولة إمكانية مجابهة أي نوع من الأزمات التي قد تحدث، ونعمل دائما على أن هذا المخزون ال6 أشهر لا يقل بأي حال من الأحوال خلال الفترة المقبلة.