تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بخفض الدين القومي وخفض التضخم، وذلك خلال عرض أولوياته للعام الجديد، بحسب وكالة بلومبرج.
تأتي وعود سوناك، في وقت تواجه فيه البلاد إضرابات متزايدة وخدمة صحة متهالكة، كما أن استطلاعات الرأي أثبتت تراجع شعبية حزبه المحافظ الحاكم.
جاءت الأهداف الاقتصادية ضمن خمس أولويات حددها سوناك في أول تصريحاته هذا العام، كما قدم وعوداً بتنمية الاقتصاد ومعالجة قضايا الهجرة وتحسين مستوى الرعاية الصحية.
قال سوناك في خطاب ألقاه بشرق لندن يوم الأربعاء إن “هذه هي أولويات المواطنين وأولويات حكومتنا.. وإما أن ننفذ ذلك أو لا، دون خداع ودون غموض: إما أننا نقدمها لك أو لا نقدمها”.
خفض التضخم المرتفعة
يواجه سوناك، الذي تولى قبل أقل من ثلاثة أشهر، أزمات متعددة مثل تعطيل خدمات الصحة الوطنية والسكك الحديدية بسبب الإضرابات العمالية، وضغوط التكلفة القياسية للمعيشة واقتصاد ربما يعاني بالفعل من ركود.
ويتعرض سوناك لضغوط لإظهار أن لديه رؤية للبلاد خاصة بعد تراجع مكانة حزب المحافظين بأكثر من 20 نقطة عن حزب العمال المعارض في الاقتراع الأخير.
وعود اقتصادية
رغم أن الخطاب الذي أطلع عليه مكتبه مسبقاً يشير إلى عزم سوناك على الوفاء بوعوده الخمسة خلال مدة البرلمان الحالي، المستمرة حتى يناير 2025 كحد أقصى، أوضح لاحقاً أن التعهد المتعلق بالديون يدور حول خفضها على “المدى المتوسط”. هذا يتماشى مع الخطط التي أعلنها وزير الخزانة جيريمي هانت في نوفمبر، والتي تشير إلى بلوغ الديون ذروتها في العام المالي 2025-26، قبل أن تنخفض.
تعتبر الوعود الاقتصادية الأخرى أمراً متوقعاً بالفعل، حيث يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية، وهو هيئة رقابة مالية حكومية، انخفاض التضخم إلى 3.8% بنهاية العام من ذروته التي تجاوزت 11% العام الماضي. وبينما يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية ركوداً يدوم لأكثر من عام، إلا أنه يعتقد أن الاقتصاد لن ينمو قبل نهاية العام.
وبينما يحاول رئيس الوزراء إظهار سيطرته على التحديات التي تواجه إدارته، أقر وزير الصحة ستيف باركلي الثلاثاء الماضي بأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تتعرض لـ”ضغوط هائلة”، حيث أعلنت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد عن حوادث جسيمة كما تم تحذير المرضى من فترات الانتظار الطويلة حتى في حالات الطوارئ.
يقول الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، إن التأخر في تقديم الرعاية الطارئة قد يتسبب في وفاة 500 شخص أسبوعياً.
الأجور والتضخم
هذا الأمر تفاقم نظراً لتهديدات الممرضات وعمال الإسعاف بإثارة مزيد من الإضرابات في نهاية الشهر الجاري بسبب الأجور والظروف، بعد أن اتخذوا مثل هذه الإجراءات في ديسمبر.
كذلك، تسببت إضرابات النقابات العمالية في شل نظام النقل البريطاني هذا الأسبوع، حيث عطل إضراب عمال السكك الحديدية عودة الموظفين إلى مكاتبهم بعد عطلة عيد الميلاد.
اندلعت الاحتجاجات بسبب الغضب المتزايد من الأجور التي فشلت في مواكبة التضخم الذي ارتفع العام الماضي إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود. كان سوناك يقاوم مطالب رفع الأجور في القطاع العام بحجة أنها ستتسبب في زيادة أكثر في الأسعار.
بين عشية وضحاها، ركز جزء من خطاب مكتب رئيس الوزراء على التعهد بجعل جميع التلاميذ في المدارس الإنجليزية يتعلمون شكلاً من أشكال الرياضيات حتى سن 18 عاماً، حيث قال سوناك إن إصلاح التعليم أمر “شخصي” بالنسبة له. هذا الأمر دفع حزب العمال للإشارة إلى أن الحكومة فشلت مراراً وتكراراً في تحقيق أهداف التوظيف لمعلمي الرياضيات.