تتبنى شركة السكر والصناعات التكاملية خطة طموح من 4 محاور رئيسية للعام المالى الجارى ( 2022 / 2023) تشمل التنسيق مع الجهات المعنية للاستعداد لموسمى توريد قصب السكر، وبنجر السكر، وتخفيض استهلاك الطاقة والمحروقات، وتطوير وإحلال المراجل البخارية، وتعظيم مبيعات الصناعات التكاملية، وفقَا لما أكده اللواء عصام الدين البديوى رئيس الشركة.
وقال «البديوى» – فى حواره مع «المال» – إن المحور الأول من الخطة وهو التنسيق مع جميع الجهات المعنية فى الدولة بهدف تحسين إنتاجية محصول القصب الموسم المقبل، وزيادة كميات القصب الموردة لمصانع السكر التابعة للشركة هذا العام، مؤكدًا أن ذلك الإجراء يمكن الدولة من تقليص الفجوة الموجودة بين إنتاج واستهلاك السكر وخفض الاستيراد.
ويقارب حجم الاستهلاك المحلى من السكر 3.3 مليون طن سنويا، بينما يتم إنتاج 2.9 مليون طن سكر (1.8 مليون طن من بنجر السكر، 900 ألف طن من قصب السكر، 250 ألف طن من الجلوكوز والهاى فركتوز)، ويتم استيراد نحو 500 ألف طن سكر خام لسد الفجوة.
وأضاف أن شركة السكر والصناعات التكاملية كانت تستلم خلال السنوات الماضية، ما يزيد عن 11 مليون طن قصب سكر سنويا، وحاليًا معدلات التوريد تراجعت إلى 7 ملايين و700 ألف طن قصب سكر، مشيرًا إلى أن خسارة ما يقرب من 4 ملايين طن قصب سكر تعنى فقدان السوق لما يتجاوز 500 ألف طن سكر.
واستكمل قوله: «بناء عليه يتم حاليًا التواصل مع وزارة الزراعة والجهات المعنية فى الدولة لزيادة إنتاجية الفدان من القصب، والحد من تسريب القصب للعصارات، والأماكن التى تعمل بشكل مخالف وغير قانونى».
وأوضح أن الحكومة تستهدف استلام ما يزيد عن 8 ملايين طن قصب سكر، فى موسم توريد 2023، مع معالجة القصور الذى حدث خلال الموسم العام الجارى، من هروب محصول القصب فى محافظة المنيا بنسبة %80 من إجمالى إنتاج المحافظة إلى العصارات.
وأشار إلى أن سبب تسريب قصب السكر إلى العصارات هو قيام أصحاب العصارات بشراء الطن بسعر أعلى مما تعلنه الحكومة من المزارعين، قائلا: «المنافسة بين شركات السكر، والعصارات غير متكافئة لأن الأخيرة لا تسدد ضرائب، ولا تمتلك عمالة، ومعدات ضخمة تتطلب صيانة دورية».
وأوضح أن تحديد سعر توريد قصب السكر فى موسم 2023، تحدده اللجنة الوزارية العليا للسكر، لافتًا إلى أن موسم الحصاد والتوريد يبدأ فى شهر ديسمبر المقبل، وينتهى فى أبريل 2023.
كانت شركة السكر والصناعات التكاملية سددت العام الجارى 6.3 مليار جنيه قيمة ما تم استلامه من مزارعى وموردى قصب السكر، إذ بلغ سعر توريد طن قصب السكر 810 جنيهات.
التعاقد على 23 ألف فدان بنجر سكر.. ونستهدف استلام 8 ملايين طن قصب
وأكد «البديوى» أن شركته تستهدف، استلام 23 ألف فدان بنجر سكر من المزارعين فى موسم توريد 2023 والذى يبدأ فى منتصف فبراير وينتهى فى يوليو من كل عام، وتم حتى الآن تحقيق تعاقدات لنحو 20 ألف فدان، ومتبقى 3 آلاف مستهدف التعاقد عليهم خلال الأسابيع القادمة.
وقال إن المحور الثانى من خطة 2022/ 2023، يتضمن خفض استهلاك الطاقة والمحروقات بشكل كبير داخل المصانع الثمانية التابعة للشركة، بهدف تحقيق طفرة فى الأرباح التى يتم تحقيقها.
وأضاف أن ذلك الأمر يعتمد على تعديل خطة عمل المراجل البخارية البالغ عددها 20 فضلا عن العقد المزمع إبرامه خلال العام الجارى، مع الشركة القابضة للبترول.
اتفاقية مع «البترول» لإقامة محطة غاز طبيعى فى كوم أمبو
وتابع «البديوى» إنه سيتم بالتعاون مع « البترول» إنشاء محطة غاز طبيعى فى كوم امبو، على قطعة أرض تابعة لشركة الصناعات والتكاملية، بجوار مصنع سكر كوم امبو، مما يعمل على استفادة المصنع من العمل بالغاز الطبيعى بدلًا من الوقود.
وأشار إلى أن المحور الثالث يشمل تطوير وإحلال 20 مرجلا بخاريا وإقامة مصانع لاستهلاك المادة الخام من الباجاس (مصاصة القصب) فى إنتاج الكحول، كاشفَا النقاب عن مشاركة شركة السكر والصناعات التكاملية فى مؤتمر المناخ «COP27 » المستهدف عقده فى نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.
وقال البديوى إنه سيتم طرح مشروع تطوير وإحلال المراجل البخارية، وإقامة مصانع إنتاج الكحول من الباجاس، على الجهات المشاركة فى المؤتمر بهدف الحصول على تمويل لإقامة المشروعات المستهدفة، والحفاظ على المناخ.
وأضاف أن تكلفة المشروع الواحد من المشروعات المستهدف إقامتها لن تقل عن مليار جنيه، مشيرًا إلى أن «المراجل البخارية» تؤدى إلى حدوث انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وعند عملية الإحلال والتطوير سيتم خفض تلك الانبعاثات.
و«المرجل البخارى» هو وعاء مغلق يتم فيه تسخين الماء إلى درجة غليان وتحويله إلى بخار عند ضغط أعلى من الضغط الجوى، ويتم استخدامه فى صناعة السكر من القصب.
وأشار «البديوى» إلى أنه عند التعاقد مع إحدى الجهات التمويلية سيتم البدء فى تطوير المراجل البخارية فى مصنع كوم امبو، ومن ثم العمل فى باقى المصانع المستخدمة للمراجل البخارية والتى تستخدم فى عملها الباجاس أو المازوت كوقود مشغل.
ويتبع شركة السكر والصناعات التكاملية 8 مصانع لإنتاج السكر من القصب والبنجر فى دشنا، وجرجا، ونجع حمادى، والمنيا، وقوص، وكوم أمبو، وإدفو وأرمنت.
وقال «البديوى» إن المحور الرابع من خطة التطوير يستهدف رفع مبيعات قطاع الصناعات التكاملية بالشركة، حيث تم تحقيق زيادة بالمبيعات بلغت %30 منذ 1 يوليو الماضى وحتى 1 أكتوبر الجارى، مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضى.
وأضاف أنه سيتم بنهاية العام الجارى تصدير 50 ألف طن سكر بنى إلى كينيا، ومستهدف العام المقبل أيضًا تصدير الكمية ذاتها.
يذكر أن «السكر والصناعات التكاملية» هى شركة مساهمة مصرية تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، وتأسست عام 1869 وتنتج العديد من المواد الغذائية والاستهلاكية ومنها السكر الأبيض والبنى، والمولاس، والعسل الصناعى، والكحول بجميع مشتقاته، والخل، وحامض الخليك، والخميرة الجافة والطازجة، والفيناس، والعطور، وحلاوة، ومربى، وعصائر، والخشب الحُبيبى.