قال عدنان أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، إن تحقيق المفهوم العصري للمسئولية المجتمعية للقطاع الخاص وأدواتها يساهم في احتياجات المجتمع في وقت الأزمات.
وأضاف خلال كلمته بالقمة السنوية الدولية للمؤسسات الرائدة في مجال المسئولية المجتمعية المنعقدة اليوم، حصلت “المال” على نسخة منها، إن جائحة كورونا ساهمت في تسليط الضوء وأكثر من أي وقت مضى على أهمية هذه القيم وضرورة تجسيدها بكل صورها ومن خلال أوسع أبوابها كسبيل رئيسي وأساسي لمكافحة هذه الجائحة.
وتابع، إن الظروف الراهنة تستوجب قيام القطاع الخاص ليس فقط بحملات التبرع لصالح الجهود الصحية والوقائية لمكافحة الجائحة أو لدعم الفئات الضعيفة في المجتمع، بل عليه قبل كل شيء المساهمة بصورة مستدامة في تطوير منشآت وخدمات الصحة والتعليم والسكن والبنية التحتية، وخلق الوظائف والقضاء على الفقر وتحسين البيئة، وغيرها من الموضوعات التي تتطلب تضامناً بين عطاء القطاع الحكومي ومسئولية القطاع الخاص.
وأشار يوسف إلى أن أزمة كورونا العالمية أثبتت ضرورة تعضيد التكاتف والتلاحم بين القطاع الخاص والأجهزة الحكومية، ومساهمتهما معاً لتجاوز المخاطر، فالأضرار التي تنجم عن الأزمات ما عادت تميز بين فئات المجتمع المختلفة، كما أن قطاع الأعمال هو أكثر القطاعات تضرراً وتأثراً بما ينجم من نتائج.
مبادرات القطاع الخاص للدعم في البحرين ومصر والسعودية
ودلل على ذلك، بما حدث في البحرين، بعد تفشي وباء كورونا، إذ انطلقت العديد من مبادرات المسئولية المجتمعية المتميزة التي ساهمت في مكافحة ومحاصرة الوباء، لافتًا إلى أن مبادرة “فينا خير” التي أطلقها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الإنسانية قد جمعت نحو 100 مليون دولار من الأفراد والشركات لتأتي في مقدمة هذه المبادرات المتميزة والناجحة.
ولفت إلى أن بعض نماذج المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص على مستوى البلدان العربية، فقد شكلت كبريات الشركات في هذه البلدان مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن والبحرين وغيرها جبهة داعمة لجهود مكافحة تأثيرات الوباء، ففي السعودية مثلاً، أعلنت شركات الطاقة عن تبرعات فاق مجموعها 550 مليون ريال، وتبرعت البنوك السعودية بأكثر من 160 مليون ريال، ذهبت إلى صندوق الوقف الصحي الذي أسس بهدف مكافحة الجائحة.
بينما أعلنت شركة اتحاد المقاولين (CCC) عن تبرعات هدفت لدعم جهود مكافحة كورونا في لبنان وفلسطين ومصر والأردن وكازاخستان، فيما أطلقت شركات للأغذية مبادرات مجتمعية لدعم الرعاية الصحية والوقائية المقدمة لمتضرري فيروس كورونا، تمثلت في تجهيز مستشفيات متخصصة وزيادة القدرات الاستيعابية للمستشفيات القائمة، بينما تولى تلبية الاحتياجات الدوائية والغذائية للأسر والعمالة والوافدة.
وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، ان القطاع الخاص في البحرين، وفي البلدان العربية أظهر قدرا كبيرا ومقدراً من المسئولية المجتمعية والمشاركة في حماية المجتمع من خلال التوعية أولاً، ثم من خلال البعد الاقتصادي في تحقيق الاستقرار السلعي في الأسواق وتقديم المساندة للمجتمع بتقديم المنتجات المطابقة للمواصفات وعدم استغلال الظرف بإحتكار أو إستغلال سلع يحتاج إليها الناس من أجل تحقيق أرباح بسيطة.
وأوضح يوسف، أنه عقب انتهاء جائحة كورونا سوف تفرز لنا كثيراً من التجارب والقصص الناجحة من القطاع الخاص التي يفاخر بها المجتمع من وعي ومسئولية تجاه التعامل مع الأزمات بمسئولية ووطنية.